صوت أذان الفجر يصدح برقة وقوة , يهز الأفق , ويلمس جدار القلوب بلطف .
تلك اللحظة ..
حي على الصلاة , حي على الفلاح
*الفلاح " الفوز " ... كلمة تجمع خير الدنيا والآخرة
في تلك اللحظة ...
كان الكثيرون منشغلون , أما في حلم ونوم عميق , وإما أمام شاشات الحواسيب , أو برنامج يذاع عبر الأثير , وآخرين بين من يصارع أرقاً وامرأة أيقظها رضيعها الجائع .
الأفق يغشاه الهدوء , و جموع المصلين يتوافدون مع الأذان الأول للصلاة . الليلة باردة , والتيار الكهربائي قطع فجأة , فلم يستطع وهيب النوم , فتأهب لينطلق سيراً الى المسجد.

خطواته بطيئة بالمقارنة مع من كانوا دائمي الخطى للمسجد . الطريق مظلم و ضوء هاتفه المحمول ضئيل , لكنه وصل .
شعور بالطمأنينة يتسرب الى جسده مع أول سجدة لجبينه على سجادة المسجد الطاهرة . المكان هادئ ويبعث على الراحة .
جلس يلهج لسانه بالذكر والدعاء حتى انبلج ضوء الصباح , ومن ثم خرج لمنزله ينشد النوم والسرير .

وبينما كان يعبر الطريق وعيناه مثقلتان بالنوم , رأى أطفال الروضة يتدافعون نحو الحافلة ,
وصوت الإذاعة المدرسية لمدرسة قريبة في ذلك الطريق كان مرتفعاً ,
فانتزع منه ما تبقى من النوم في عينيه الذابلتين بصوت أحد الطلبة قائلاً " حكمة اليوم : لا تؤجل عمل اليوم للغد " .