عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2014, 03:12 PM
المشاركة 1136
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 49- مدينة الرياح موسي ولد ابنو موريتانيا

- ولد موسى ولد إبنو في أبيتلميت بموريتانيا عام 1956. حصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون, باريس, وكان قد تخرج قبلها في معهد الصحافة بباريس وحصل على إجازته. تولى مسؤوليات قيادية في بلاده بميدان الصحافة العربية والفرنسية وبالنشر, كما عمل أستاذًا للفلسفة بجامعة نواكشوط

- في مقطع من حديث الكاتب حول روايته "مدينة الرياح" يقول " تدور أحداث مدينة الرياح في برازخ التاريخ، وتعتمد أسلوبا في الكتابة برزخا بين الواقعية والرمزية، وبين رواية الخيال العلمي والرواية التاريخية.

- فالمكان والزمان والشخوص واللغة التي أنتجتھا الرواية تتأسس في فضاء بعيد، فضاء القَصص القرآني.

- تستلھم رواياتي النص القرآني، سواء في وجھه الإبداعي: (خلق المصطلحات والجمل وأسماء الشخوص)، أو في تكوين عالم جديد يحاكي عوالم القَصص القرآني، أو حتى في إيجاد تقنيات جديدة للحكي.

- فمثلا، خلال كتابة مدينة الرياح، عرضت لي معضل إبداع بطل يشھد علي عشرات القرون وينتقل بين حقب زمنية متباعدة. وإن كانت فكرة نسبية الزمن في نظرية إنشتاين قد خطرت ببالي كطريق إلى حل ممكن، فإنھا لم تسعفني. ولكن عندما استحضرت قصة أصحاب الكھف، وكونھم عاشوا {ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا} (الآية). تبلورت أمامي طريقة تمديد حياة بطل الرواية لتغطي قرونا كثيرة. كما أني استلھمت القَصص القرآني في خلق شخصية الخضير في الرواية، ملَك الزمن، الذي ينقل البطل من فترة زمنية إلى أخرى، ليؤدي وظيفته كشاھد على الزمن.

- بما أن موضوع الرواية الرئيسي ھو بصيرة الإنسان والحكم عليھا من خلال مقارنة فترات من التاريخ تفصلھا قرون عدة، كان لابد من إيجاد لحظة يتكور فيھا الزمن، لحظة يمكن أن تشتمل علي عشرات القرون التي جابھا البطل، وتكون ھذه اللحظة لحظة حق تنجلي فيھا الحقيقة أمام البطل-الراوي، وتمكنه من الحكم على التاريخ وعلى نفسه وعلى الزمن. ھنا يظھر دور القَصص القرآني وأھمية استلھامه في الكتابة الروائية وفي حل معضلات الحكي.

- رواية تسافر في التاريخ في أركان لحظات زمنيةر مختلفة، و في زوايا أماكن متباينة، كل هذا ستلتهمه آذانك من فم جمجمة استنطقها باحثون فضوليون ينقبون عن آثار الماضي في الغلاوية في الشمال الموريتاني "و من الفضول نعمة.. و منه قد تكتب رواية "

- كانت (فاله) حزينة دائماً.. تبكي أحياناً بدون سبب مفهوم.. تعلقت بي شيئاً فشيئاً.. كنت كما لو أني طير من طيورها أو دويبة من حشراتها.. كان يبدو لي أحياناً أنها تعتبرني شاهداً على عالم مضى، أثراً واهياً من زمن انصرم.. عندما تلامسني تفعل ذلك بحذر وحنان، كأنني آنية خزفية ملكية، عثر عليها باحث مهووس. كانت تغيب أسابيع طويلة.. أسكن البيت وحدي مع النباتات والحيوانات.. وفي الليل أقرأ مخطوطاتها الشعرية التي تتغزل بالطبيعة.. عندما أقرأ شعرها يخيل إلي أنها حاضرة تكلمني.. لا حدود لشغفها بالطبيعة لهذا غادرت مدينة الرياح، وسكنت في هذه الضاحية المعزولة.

- لا تكمن فتنة (مدينة الرياح) فقط في اتساع مخيّلة مؤلفها أو في فكرته المبتكرة, بل في قدرته المدهشة على السرد وتقصّي الأحداث ببراعة وعفوية. ورغم أن الرواية تعتمد بشكل أساسي على عنصر التأليف الذي يتم بمهارة فائقة, فإن الجهد الذي بُذل في التأليف لا يوازيه سوى الجهد المبذول في محوه وطمره, بحيث تتدفق الوقائع بتلقائية وتتوالد الأحداث من نفسها دون أن يخدش السرد ما يشير إلى تكلف أو افتعال.

- يستفيد الكاتب من تقنيّات السرد الروائي الغربي, إلا أنه يحاول جاهدًا ألا يكون صدًى لسواه, وأن يغرف من الينابيع الأفريقية والإسلامية والمشرقية على حد سواء.

- فهو يمزج الواقعي بالمتخيّل والحقيقة بالأسطورة, استنادًا إلى التراث المشرقي العريق الذي شكلت ألف ليلة وليلة محوره.

- كما تؤكد العناصر الإسلامية حضورها في الرواية عبر إشارات تتكرر إلى الصلوات وشعائر العبادة الإسلامية, وإلى صلاة الاستسقاء عند استتباب الجفاف واستفحاله.

- كما يستند العبيد الذين يحضّرون للثورة على أسيادهم إلى أحكام الإسلام التي تدعو إلى الحرية وإلغاء الرقّ.

- وإذا كانت (مدينة الرياح) تستفيد إلى حد بعيد من المكوّنات الثقافية الإسلامية والمشرقية; فهي تظل مع ذلك رواية إفريقية بامتياز, ذلك أنها تزخر بروح الزنوجة المقهورة بما تعانيه من ظلم وعسف .

[/color][/size][/right]