عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2022, 03:08 PM
المشاركة 2
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ظِلالُ التّغريبةِ الفلسطينيّةِ
(2)

تبدأُ الحكايةُ بموت أبو صالح ولا تبدو لها نهايةً حين يحملُ رشدي بندقيّة والده الشّهيد ويشقّ طريقاً نحو التحرير..

هكذا فاجأنا الكاتب المبدع وليد سيف وبهذا الجمال رتّب فصول الحكاية الرّاحل الماتع حاتم عليّ.

ففي اللحظة التي نظنُّ فيها أن الثَّورة قد انتهت برحيل الرّجلِ الكبير، نُفاجأُ بروحهِ تتحوّلُ حبّاتِ قمحٍ تُبذَرُ في أرضٍ خصبةٍ لتنبت فيما بعد سنابلاً قد تنحني للرّيح ولكنّها لن تنكسر.

وما أن يتسلّل اليأسُ إلى نفوس البعض حتى تظهر المعجزةُ الفلسطينيّةُ من جديدٍ وبشكلٍ مختلفٍ أقوى وأشدّ تأثيراً، وكأنّكَ تغيبُ تارةً مع جزرها، وتُبعثُ تارةً أخرى بمدّها…

المشهد الأوّل، يستهدفُ اليائسين. ولسان حالهم يقول: فماذا كسب من ضحّوا من أجل الثّورة؟ وهل يليقُ المخيّمُ الضيّقُ الضّحلُ برحيلِ قامةٍ ثوريّةٍ ناضلت مدى العمر من أجل فلسطين؟ تباً للهزيمة تباً للنّكة واللعنة على نكساتنا المتتالية.

فيأتي المشهد الأخير كي يفجّرَ فينا ثورةً متوارثةً من جيلٍ إلى جيل، ثورةٌ مكوّناتها الفكرُ والعلمُ والعنادُ والدّماءُ والظّلمُ وكثيرٌ من الثّأرْ..

وكأنّ الحكايةَ الفلسطينيّة تبدأُ ولا تنتهي، تخفتُ أنوارها زمناً وتتوهّجُ كالشّمس أزماناً، وكأنّ هذه الحكاية لا يملك خطَّ نهايتها إلا الثّائر الغاضب الرّافض لجميع المعاهدات رديئة السّمعة.

وبهذا ورغم رحيل الرّجال الكبار، تبقى شعلة الثّورة الفلسطينيّة مضيئة كالشّمس في كبد السّماء، تبقى قضيّتنا الوجوديّة حكايةً لا تنتهي وقصيدة حبٍّ لا ينطفي، وزيتونةً تجودُ تجودُ ولا تيأس.

يخرجُ رشدي حاملاً أمانة والدهِ الشّهيد، البندقيّة، فمن فوّهتها ترى القدسَ بوضوح، ومن فوّهتها تبدأ الحكايةُ من جديد.

"هو بالبابِ واقفُ والرّدى منهُ خائفُ"

"يعني الثورة ما انتهت"

#فلسطين
#جنين
#دير_ابو_ضعيف

موسى المحمود