عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2016, 06:23 PM
المشاركة 4
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في أحد أيام تشرين الثاني من عام 1986، ولدت تلك الفتاة الصغيرة ، كانت الولد الثاني للعائلة ،والبنت الثانية أيضاً ، أخذت ملامح والدها وعينيه ، وكما تقول لها أمها ؛ جاء الخير على وجهها ، وهذا من فضل الله ، أن تلد أنثى ولتعلو أسهمها (مقارنة بولادة ذكر) يضع الله في يديها صرّة من الخير يرافق مولدها ...
مدينتها الجميلة الصغيرة الهادئة ( أريحا في محافظة إدلب السورية) لا تشبهها أبداً في الهدوء ، فهي نشيطة و مشاكسة وعنيدة ولا تسمع إلا صوت عقلها ....
في المرحلة الابتدائية من عمرها الدراسي ، ظهر لها ولمعلماتها حبها الكبير لمادة اللغة العربية ، و في مادة التعبير خاصة ، كانت تنال الإطراءات والدرجات الممتازة على الدوم ..
بدأت تكتب أولى خواطرها الأدبية في سن المراهقة ، التي تطورت في المرحلة الثانوية، وجعلتها تكمل دراستها في القسم الأدبي ..
التحقت بكلية اللغة العربية في جامعة حلب عن رغبة وحب وطموح ، رغم معارضة أهلها آنذاك لهذا الفرع ، ورغبتهم أن تدخل قسم اللغة الإنكليزية ...لكنها كما نوهت سابقاً لا تسمع إلا صوت ما تريد، وكان لها ما أرادت فعلاً ...
في الجامعة على مدار أربع سنوات ، شاركت في مهرجانات الكلية لفرعي القصة القصيرة والخاطرة ، على مستوى الجامعة و مستوى الجامعات السورية ككل ...وحصلت على مراكز أولى عدة مرات ..
طموحها الداخلي كان يكبر على هيئة الدراسات العليا ، وعلى الرغم من مرورها بظروف شخصية متعبة، إلا أنها قدمت بعد تخرجها سنة 2009 على برامج الدراسات العليا في جامعة البعث بحمص .. وتم قبولها في قيد الماجستير قسم النقد والبلاغة سنة 2010-2011 ...
كانت هذه السنة من أصعب السنوات التي مرت بها ، أولا بسبب صعوبة الدراسة ،وترافقها ثانياً مع بداية الحرب في سورية ، التي بلغت أوجهها سنة 2012 .. وحالت دون إكمال حلمها في مرحلة الإعداد للرسالة ...
تم تعيينها كمدرسة للغة العربية في محافظة الرقة ، وقضت في قرى تلك المحافظة الطيبة أياماً جميلة ، وسط أناس يحبون الغريب ويكرمونه ..كانت تتذمر من حياتها في السنتين الأخريتين بين 2010-2012.. التي قضتهما في انتظار باصات النقل من محافظة إلى أخرى ، مع حقائب ثقيلة وباردة ..قبل أن تتزوج وتنتقل للعيش في السعودية " الرياض" ، وتكتشف أن تلك الكراجات والرحلات المتعبة لها؛ كانت هي الحياة ...
ومنذ خمس سنوات للآن تحاول تلك الفراشة أن تحفر في الجدران التي تحبسها شرفات أمل ، لتنتهي الحرب وتعود إلى موطنها مرفرفة ،وتكسر قيد الغربة والجدران الصحراوية التي لا تمت لها بصلة ...
سجنها الداخلي في الغربة ، دفعها لمواصلة الكتابة ولو أنها تأخرت قليلاُ ، وهي الآن تكتب وتشارك في جميع المسابقات الأدبية التي تلاحقها ..منتظرة بارقة فرح في نتائج تلك المسابقات للعام القادم إن شاء الله ...
ويبقى التفاؤل المشوب بالخيبة يلون حياتها ، وكلها رضى أن يكون لحياتها وطموحها من اسمها نصيب ....

صبا حبوش

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..