الموضوع: زواج مؤجل
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2013, 01:59 PM
المشاركة 4
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

[justify]
أتوقع أخي ياسر أنها ستكون أجمل لو كتبت هكذا ( قصة قصيرة يرويها بطلها ) كتبتها على عجل تحتاج منك أن تنقحها وتضفي عليها بصمتك وعذراً على هذا التطاول ولكن جمالها أغراني بهذا الإجراء .

( كنت شابا يقطر ملاحة ، أستهوي من البنات الكثير ، بدأت أمل من لعبة المراهقة هذه وأنا أتصيد منهن ما أشاء مثل باقي الشباب ، كلما استغرقت في هذا الجنون أشعر أنه لا يليق بي ، خلوت بنفسي يوماً فلم أجد من كل اللائي عرفتهن واحدة تصلح أن تكون زوجتي ، حدث نفسي والحماسة تتقافز أمامي ؛ لابد أن أشمر عن ساعد الجد وابحث لكِ عن بنت تليق بك ، لن تكون ككل البنات ، ستكون الزوجة والأم وصاحبة الدار ووزارة الداخلية .
شرعت على الفور في تنفيذ تعهدي لنفسي واخترت لذلك صديقي المختار ، أخبرته برغبتي في استكمال ديني وشق طريقي في الحياة ، كان متزوجاً لذلك اعتقدته يعرف الأصول ويقف على كل الفصول ، حدثني أن زوجته اختارت لي بنتاً ورعة تقية نقية جميلة ، ظنت أنها تصلح لتكوين تلك الأسرة التي لطالما حلمت بها ، تبسمت وأنا أتخيل أني مولاها وإمامها وسيدها وقائدها ، ربما اعتراني شيء من الضيق وأنا أتنبئ بمشاركة البعض في أسرتي الجديدة فالراية قد تسلب مني وتسلم القيادة للأب أو للأم ، وربما لأحد أقارب الزوجة ؛ ربما هم من يسير بيتي ، إنني لا أستهين بأي من هؤلاء ، وأعلم أننا جبلنا على ممارسة بعض الصلاحيات خارج نطاق المعقول ، كلنا يفعل ذلك مع الغير ، أنا على الأقل لا أنكر أني فعلت .
أخبرت زوجة صديقي أم زوجتي القادمة ، أني سأزورهم كي أخطف ابنتها من حنانها إلى بيت هي من تعطيه الحنان وتنفخ فيه الحياة ، وتسعد فيه القاصي قبل الداني ، فرحت الأم وابنتها ، لأن زوجة صديقي كانت كريمة في الوصف ، فأغدقت على من كل النعم ، حتى تمنت حماتي لو كنت من نصيبها .
ذات مساء طرقت باب بيتهم برفقة صديقي وآذان المغرب في تلك اللحظة يطرق كل الأبواب ، قبل أن أدخل لم يفزعني طوله نسبياً ولا عرضه ، وحتى انسياب لحيته وتربعها على صدره لم تثير الهلع في نفسي ولا صوته ، لا ليس كل هذا ما أصابني بالفزع ، أنه رجوعنا من عتبة بابه إلى المسجد لأداء الصلاة ، نهرت نفسي ووبختها وأنا أخبرها بأن الصلاة فأل خير .
صمت رهيب يلف المكان ونحن نسير إلى المعبد خطوت والدها الصلب وهي تدك الأرض تزعج هدوئي المصطنع وتمزق سكون المكان .
أرعبني أكثر سؤاله عن كل دقائق حياتي ، لم يبقى إلا وضع القيد في يدي وجري للزنزانة بعد فراغه من التحقيق معي في مخفر شرطة ، استفاض مع كؤوس الشاي في محاضرته عن الزواج مستحضراً أقوال الأوائل ، لم ينس عالماً إلا ذكره ، وقتها تعجبت كيف استطاع كل هؤلاء المتزوجين إنجاح حياتهم ، أنا أجزم أنهم لا يعرفو مقدار ما يعرفه نسيبي ، أقبل العِشاء قبل أن ينهي حماي عرضه فقمنا إلى المسجد ؛ في تلك اللحظات تمنيت أن يفتح الله علي وأن يحقق رجائي .
بعد العِشاء جاء العَشاء ، بدأنا بدعاء وختمنا به وبينهما نصح وإرشاد وعايشنا كل الأقدمين ونحن نتناول تلك اللقيمات ، حسبت لوهلة أني سأخرج لأجد ناقتي بالباب وهودجها مزين بزوجتي والخدم حولنا يقدمون لي صنوف الولاء .
عدت لنفسي أمرها بالصبر وأنا أمنيها بزوجة تتحكى بها كل الخلائق ( والعربان ) تعاهدت معها على الصبر لسويعات قليلة ، وأنا أخاطبها متوسلاً ؛ ألا تصبري يا نفسي يوما حتى نقيم هذا البناء ، والغيظ مسجون بين الحنايا والضلوع يريد الفكاك حتى يفجر بركاناً من الغضب يحرقه ويحرق كل اللحى التي تراصت أمامي وكأنها لوحة من الفسيفساء صنعها الإغريق أو الرومان أو حتى جنكيز خان .
الكل مشغول بمداعبة لحيته حيناً ومحاول إغلاق فمه حينٍ أخر حتى لا يمزقه التثاوب ، كلهم أبناءه ؛ هم على شاكلته بطون تتدحرج يعلو نصف ساقها إزار ، تلاقت أعيننا فاغرورقت بالتعب وزاد بها العناء ، أنتفخ عنقي و تشنجت أعصابه كثرة ما حركت رأسي بالإيجاب .
تنفست الصعداء بعد أن حل وقت لقاء الحبيبة ، خلت أني سأسبح في عينيها وسأستحم بين جفونها ، سأعيش لحظات مستمتعاً بليونة يديها التي ستصبح ملكي وحدي سأحظى بلطافة معشر وقد أرقتني الخشونة وأعياني الانتظار ، سألعب الرقم عشرة سأمرح وأجول وأصول ، سأستعيد دور البطولة الذي سرقه مني والدها وقد أعياني بتقمص دور الكومبارس ، ها نحن نتحرك من مكاننا ؛ والدها بجانبي يمشي الهوينى وعيوني تتراقص كالنرد وأنا أسلط شعاعها على الباب ؛ بعد أن تجاوزنا أول غرفة تقع عيني على شبح يكسوه السواد ظننته غرابا يحمل فأل شؤم ؛ اقتربت منها وهي تقبع في أقصى طرف غرفة طويلة كرواق يؤدي إلى متاهة ، أيقظني صوته من ذهولي وهو يسألني : " رأيتها ؟" قلت " بلى " .)
[/justify]

صفحتي على تويتر
H_motafael@