الموضوع: زواج مؤجل
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2013, 09:46 AM
المشاركة 3
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

[justify]
هل يوجد بينكم من تزوج عن حب ؟ لا تكذبوا ، فربما كان لجوابكم وقع على قارئه، للأمانة معظم من عايشتهم لم يتزوجوا عن حب ، لست أدري هل هي ثقافة الحال في بلادي ؟ أم هكذا هي الحياة ، أخبركم عن قصة زواج فاشل وربما مؤجل ، كنت يومها شابا مثلكم يتقطر ملاحة ، أستهوي من البنات الكثير ، فبدأت أمل من لعبة المراهقة هذه ، كما باقي الشباب ، كلما استغرق في الجنون أحس أنه شيء لا يليق به ، خلوت بنفسي يومها فلم أجد من كل اللائي عرفتهن واحدة تصلح لتكون زوجتي ، فقلت محادثا نفسي ، هيا صديقي شمر عن سواعد الجد وابحث لك عن بنت تليق ، هي لن تكون ككل البنات ، فهذه زوجة ، أم الأبناء ، صاحبة الدار ، وزارة الداخلية ، لم أكذب نفسي بل عملت بوصيتها .
صديقي المختار هو من أخبرت برغبتي في استكمال ديني ، هو متزوج يعرف الأصول والفصول ، حدثني أن زوجته تعرف بنتا ورعة تقية نقية جميلة ، هي من تصلح لي لأكون تلك الأسرة التي لطالما حلمت أن أكون مولاها وإمامها وسيدها وقائدها ، دون أن أنسى مشاركة البعض فيها أيضا ، فغالبا ما تسلم القيادة للأب أو للأم ، وربما واحد من أقارب الزوجة هو من يسير بيتك ، لا تستهن بأي من هؤلاء ، فكلنا نحب ، أن نمارس بعضا من الصلاحيات خارج نطاق المعقول ، ألم تتصرف يوما على هذا النحو؟ أنا على الأقل لا أنكر .
أخبرت زوجة صديقي أم زوجتي القادمة ، أني سأزور بيتهم ناويا خطف ابنتها من حنانها إلى بيت هي من تعطيه الحنان ونتنفخ فيه الحياة ، وتسعد فيه القاصي قبل الداني ، فرحت الأم وابنتها ، لأن زوجة صديقي كانت كريمة في الوصف ، فأغدقت على من كل النعم ، حتى تمنت حماتي لو كنت من نصيبها ، لا بأس أحيانا لساني يخطئ ، سأختصر وأنا محب الاختصار ، لكن أحيانا أجده يسرق مني لب الموضوع .
ذات مساء طرقت باب بيتهم وآذان المغرب ، طبعا مع صديقي الذي رتب مع سيد المنزل وقت الزيارة ، قبل أن أدخل أفزعني طول نسيبي بل عرضه ، لا انسياب لحيته وتربعها على صدره ، لا صوته ، لا ليس هذا ما أصابني بالفزع ، رجوعنا عند عتبة الباب إلى المسجد لأداء الصلاة ، لا الصلاة فأل خير ، ذلك الصمت الرهيب ونحن نسير إلى المعبد و خطو حماي الصلب يزعج هدوئي المصطنع . ليس هذا ما أرهبني على المضربات يسألني نسيبي العزيز عن كل دقائق حياتي ، لكأني اليوم في مخفر شرطة ، استفاض مع كؤوس الشاي في محاضرة عن الزواج و استحضر أقوال الأوائل ، ولم ينس علما إلا ذكره ، عجبت لكل الذين تزوجوا كيف استطاعوا انجاح حياتهم وهم لا يعرفون مقدار ما يعرفه نسيبي ، هل العشاء قبل أن ينهي حماي عرضه فقمنا إلى المسجد .
بعد العشاء جاء العشاء الأول بكسر العين والآخر بفتحها وتمنيت أن يفتح الله علي ولا يكسر رجائي ، بدأنا بدعاء وختمنا بدعاء وبينهما نصح وارشاد و عايشنا كل الأقدمين ولبرهة حسبت أني سأخرج لأجد ناقتي بالباب وهودجها مزين بزوجتي والخدم حولنا يقدمون الولاء ، لا بأس سأحظى بزوجتي يجب أن أصبر لسويعات قليلة ، ألا تصبري يانفسي يوما ، لكن نسيبي زاد بعض الشيء حتى أن أبناءه انقبضت أرواحهم فمنهم من يداعب لحيته ومن يتثاءب في يده اليسرى و عيونهم مغرورقة بالتعب ، أما أنا فأحرك رأسي بالإيجاب حتى انتفخ عنقي و تشنجت أعصابه .
الله وصل وقت لقاء الحبيبة ، سأعوم في عينيها واستحم استحماما ، سأعيش لحظات في رحاب الليونة و اللطافة وقد قهرتني الخشونة ، سألعب الرقم عشرة وأمرح وأجول وأصول ، سأسترجع دور البطولة وقد أعياني تقمص الكمبارص ، نسيبي بجانبي يمشي فوقعت عيناي على شبح مكسو سوادا ظننته غرابا حاملا فأل شؤم في أقصى طرف غرفة طويلة كرواق يؤدي إلى متاهة ، لكن صوت نسيبي أيقظني من ذهولي قائلا : " أرأيتها؟" قلت " بلى"
[/justify]
.
[justify]
أخي علي قبل الدخول في فكرة النص حول الزواج التقليدي علينا أن نعترف أنا طابع الفكاهة كان غالباً على النص مما جعله قريباً جداً من المتلقي خاصة وهو يناقش اشكالية لا زلنا نعاني منها حتى وقتنا الراهن وإن كانت تتفاوت من منطقة إلى أخرى أو من قبيلة إلى أخرى وهي عادات الزواج ولكن لنترك كل ذلك جانباً ونذهب إلى النص كقطعة أدبية صنفت حسب موقع نشرها على أنها قصة فهل هذا هو الواقع ؟
في الحقيقة أن النص لا يمكن تصنيفه على أنه قصة بحكم أن أركان القصة غير متوفرة كون الراوي يطرح النص على هيئة حلقة نقاش يتخللها سرد لموقف فرغم قربه من القصة لوجود السرد والخاتمة والحدث إلا أن غياب البداية والخروج عن النص لمخاطبة المتلقي أفقد النص قيمته كقطعة أدبية يمكن تصنيفها في إطار القصة .
بالطبع بالإمكان تجاوز هذه السلبية وتحويل النص إلى قصة عن طريق اعتماد الراوي كبطل للقصة وشروعه في الموقف مباشرة من خلال روايته للموقف دون مخاطبة المتلقي وإن شئت أخي علي ساعدتك في ذلك كمثال تقتدي به في نصوصك القادمة .
بقي أن أشير إلا أن النص لم يخلو من بعض الأخطاء الإملائية واللغوية وكذلك بعض المسميات الخاطئة مثل الكمبارس كتبت كمبارص وهناك خلل في الربط بين بعض الجمل وكلها يمكن إصلاحها للوصول للصورة المثالية التي تنشدها .
أرجو أن يتسع صدرك لهذا التعقيب
دمت بود أخوك ... حامد الشريف
[/justify]

صفحتي على تويتر
H_motafael@