عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2012, 10:24 PM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س 5- ما الحالة الاجتماعية (الوضع العائلي) الحالي؟ إن كنتِ متزوجة (حاليا) متى حصل الزواج ولا بد ان يكون الثاني بناء على ما قلتِ؟ ما اسم الزوج وما مجال تخصصه وهل يعمل وما مجال عمله؟ عدد الأبناء والبنات طبعا؟
-هل وقعت أي حوادث صادمة بعد سن الحادي والعشرين؟


من جديد .. أشكرك أخي أيوب على متابعتك ..
وإليك :
سافرت إلى الأردن برفقة أمي فقط .. فلم يكن قد سمح لأبي بمغادرة فلسطين لأسباب أمنية .. وكنت لأول مرة أتعرف على زوجي الجديد .. وبالطبع لا مفر من الرفض بأي حال من الأحوال لأكثر من سبب ..
أولها أنه ابن عمي .. وثانيها لأنه مستعد للزواج بكل ما يستعد به العريس في عاداتنا .. ثالثها لأنه جاء من بلد بعيد لاتمام مراسيم الزواج ..
وحضر هو الآخر مفرداً دونما مرافقين .. فكان أحد أعمامي وكيله .. والآخر وكيلي .. وتم الزواج وسافرت إلى ليبيا ..
غربة أخرى تضاف إلى غربتي العتيقة .. زادت هذه الغربة بشاعة كون حملي صعب مرير .. قضيت تسعة أشهر أتنقل بين مشافي العاصمة الليبية طرابلس الغرب ...
وكانت نصيحة أحد الأطباء بعودتي فوراً إلى الأهل خوفاً من أن أموت من الغربة ..
فعدتُ إلى الأردن أولاً متجهة إلى فلسطين .. ولكنني ولدت أولى بناتي في إربد إحدى المدن الأردنية ..
وعمرها الآن يقترب من اثنين وثلاثين عاماً ..
بعدها سافرت إلى العراق وسكنت في العاصمة بغداد .. مكثت فيها حوالي سنة أو أكثر بقليل .. وهناك حملت بولدي الثاني ( شادي ) وكالمعتاد كان لا بد لي من أن أزور معظم مستشفيات بغداد .. لأن حملي صعب .. كان ذلك عام اثنين وثمانين حينما كانت الحرب مشتعلة بين العراق وإيران .. وحدث في ذات ليلة أن ضُرب المفاعل النووي العراقي حينما كنت أرقد في أحد المشافي بينما قطعت الكهرباء وفقدت كل وسائل الاتصالات في بغداد لمدة ربع ساعة كانت عندها طائرات ( اف -16) قد دمرت المفاعل بالكامل .. ولم تطل إقامتي بالعراق حيث عدت إلى الأردن من جديد .. أقدم طلباً في الملحقية الثقافية السعودية بالأردن من أجل إيجاد فرصة عمل أخرى في بلد آخر غير العراق .. ذلك أن صحتي ابتدأت تتردى ووزني بدأ بالتراجع وأنا في أشهري الأخيرة للحمل .. وتمت الولادة أيضاً في إربد بالأردن .
عشت فترة أخرى بالأردن إلى أن وافقت الملحقية على طلبي فذهبت أنا وزوجي وابنتي وابني إلى السعودية للعمل في الرئاسة العامة لتعليم النبات .. مكثت أربعة عشر سنة متواصلة
أنجبت خلال تلك الفترة توأمين ( بلال وهلال ) .. وآخر أولادي ( باسل ) وهو الآن في الثانوية العامة
عدت بعدها إلى فلسطين عام 1995 م .. وتقدمت بطلب إلى وزارة التربية والتعليم فعينت معلمة في مدارس فلسطين ولا زلت حتى الآن على رأس عملي ..

أما الحوادث الصادمة .. فكل ما في حياتي كان حوادث صادمة ومخيفة ..
فمتاعبي الصحية من جانب .. والحرب العراقية الايرانية أثناء إقامتي في العراق .. وضرب المفاعل النووي هناك ..
كذلك غزو الكويت حيث كنت أثناءها في السعودية ..
تزامن كل هذا مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت تشتعل في فلسطين عام 87 .. كنت نعايشها عبر وسائل الاعلام المختلفة .. والتي خلالها تم اعتقال أحد إخواني والاعتداء بالضرب على كثير من أقاربي صغاراً وكباراً نساء ورجالاً .. علماً بأنني كنت أزور أهلي في فلسطين سنوياً أنا وأولادي فقط للإطمئنان عليهم .. حيث لم يكن يسمح لزوجي بدخول فلسطين
وقبل أن أغادرالسعودية بثلاث سنوات سُمح لوالدي بمغادرة فلسطين فجاء إلى مكة لأداء العمرة .. عندها فقط وبعد أكثر من خمس عشرة سنة تعرّف على زوجي لأول مرة ..
عاد بعدها إلى فلسطين ومرض مرضاً ثقيلاً توفي بعدها ولم أره .. رحمة الله عليه ..
من الأحداث الصادمة القاتلة أيضاً .. وفاة ولدي ( هلال ) وعمري آنذاك أربعة وعشرين عاماً ... وأنا أقاسي الغربة وحدي لا أخ ولا أخت ..
وأذكر أنني حملت ولدي وقد أصيب بالحمى الشديدة وهو يلفظ الروح وذهبت به إلى المستشفى برفقة زوجي إلا أن الطبيب .. عندما فحصه .. نظر إلي وقال : مات .. ماذا تريدونني أن أفعل له .. ؟ أنتم تحضرون طفلاً ميتاً .. هل سأنفخ فيه الروح ؟
حملت ولدي وعدت إلى البيت وتركني زوجي وغادر ليحضر المغسّل .. وفي البيت ضممته إلى صدري وأنا أركض من غرفة لأخرى وأسأل الله تعالى أن يعيد إليه الروح ...!! ظللت على تلك الحالة لأكثر من ساعة حتى شارفت على أن أفقد عقلي .. إلى أن دقت علي الباب جارة لي وصفعتني على وجهي فأعادت إلي صوابي .. استسلمت عندها لأمر الله وأدركت أنه مات .. مات ولن تعود إليه الروح أبداً
يا لها من ذكريات مؤلمة !!!
ولما ينتهي الألم بعد .. فحياتي قائمة فواجع .. سلسلة آلام لا تنتهي !!


...... يتبع