عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2012, 09:14 PM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س 4- هل لك أن تحدثينا عن الدراسةالجامعية؟ متى التحقتِ بالجامعة ومتى تخرجتِ وما هو مجال التخصص؟

لدراستي ألف حكاية ..
كنت قد خرجت للتو من صدمة الزواج الأول ولم يكن عمري آنذاك سوى ست عشرة سنة .. وكانت الدراسة بالنسبة لي حياة .. فما أن أكملت الثانوية العامة بنجاح في الفرع العلمي عام 1977م حتى هب والدي يرحمه الله للسعي لي في الجامعات الفلسطينية المتوافرة في ذلك الحين لألتحق بإحداها .. بغية تعويضي شيئاً من مفقوداتي التي ضاعت مني في فترة قاسية قضيتها وأنا لا زلت في الطفولة ..
وفعلاً بدأ بقامته المحنية ووجهه الباش يسافر معي من مدينة لأخرى ليجد لي فرصة .. خاصة أن معدلي لم يكن كافياً للدخول في الجامعات .. وأكاد لا أنسى إيماءات وجهه ونحن نقابل الموظف الخاص بطلبات القبول في أي جامعة وهو يقول : المعذرة .. فالمعدل لا يكفي لدخول الجامعة .. شعرت بأن والدي يكاد يتفجر غيظاً وكأنه يقول لي : أنا السبب أعذريني يا صغيرتي .. حتى أحسست من نظراته الحانية أنه يريد أن يبكي .. ولا يستطيع ..
وأخيراً اضطررت للسفر للأردن للبحث هناك عن فرص أخرى .. فتقدمت لوزارة التربية والتعليم بالأردن
وحصلت على منحة إلى جامعة القاهرة - رياضة بدنية - واجتزت الامتحان العملي المبدئي .. وكان الوعد أن يكون الرد بعد أسبوع .. خلال تلك الفترة .. كنت قد قابلت قريبة لنا عائدة من ليبيا وتعرفت علي لأول مرة .. وأعجبت بي أيما إعجاب وعادت تحمل معها صورتي إلى عمي الذي يسكن ليبيا مرفقة بحكاية مرّة .. بعد فترة زادت عن شهر .. تلقى والدي رسالة من أخيه الأكبر يطلب فيه يدي لأحد أبنائه يطلب منه فيها أن أدرس في أي كلية ليتم الزواج ..
وفعلاً وافق الوالد ولكنه اشترط موافقتي أولاً .. هذا ما اضطرني أن أعود أنا ووالدي نبحث من جديد عن مكان أدرس فيه .. وأخيراً كان في معهد النجاح الوطني نابلس - تخصص رياضيات -
لا زلت أذكر والدي حتى اللحظة عندما استأجر لي بيتاً للسكن بالقرب من الجامعة .. كيف وضع رأسه على الوسادة ونام على السرير يختبره هل هو مريحاً لرأسي أم لا .. وغادرني وهو مطمئن القلب ..
قضيت سنتين من عمري في نابلس الأبية في حضن جبلي ( جرزيم وعيبال ) الشامخين .. فكان لي في نابلس ذكريات جميلة .. فقيل لي .. ها هنا كانت تسكن الشاعرة فدوى طوقان ..
وذلك تمثال ( قدري طوقان ) وهنا استشهد فلان .. وهناك ألقى الجنود القبض على فلان ... وهكذا .. عشت في نابلس سنتين كانتا من أجمل أيام العمر .. وأكثر ذكرياتي الجميلة فيها .. صديقتي - التي كانت قد فقدت والدتها وهي تلدها .. وعاشت عند زوجة أبيها فكنا معاً أختين أو أكثر ..
أما الأيام الجامعية فكانت فترة كلها تجارب .. حيث أن المعهد والجامعة كانا في مبنى واحد .. فكان لي زملاء دراسة من مختلف الأعمار معظمهم أسرى قضوا سنين طوال داخل السجون .. وهذا ما زاد التصاقي وحبي للأسرى للقرب من معاناتهم وهم يحدثوننا عن التعذيب في السجون الاسرائيلية وكيف كانت تُنتزع الاعترافات من أفواههم تحت الضغط والتعذيب ...
كنت نشيطة في مجلس الطلبة .. حيث كنت واحدة من أعضاء اللجنة الثقافية .. وكثيراً ما كنت أشارك في ( المنبر الحر ) بمقالات ولقطات مكتوبة وغيرها )
أكملت الدراسة عام 79 م وعدت إلى الخليل أستعد للذهاب إلى ليبيا لاستكمال مراسيم فرح جديد ...

..... يتبع