عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2011, 11:25 AM
المشاركة 166
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يوسف إدريس

- ولد يوسف إدريس في 19 مايو 1927 م في محافظة الشرقية بقرية صغيرةتسمى البيروم.
- كان والده ثريا نسبيا وينتمي إلى الطبقة الوسطى الريفية عمل مقاول لكن اعماله انهارت.
- بعد انهيار أعمال والده عمل وكيلا لضياع كبيرة وسرعان ما أصبحت خسائرالوظيفة الجديدة تلك ملموسة وأصبح خوفه من الطرد يهدد حياته مما جعله يفكر في وظيفةأكثر استقرارا.
- بعد فترة تمكن من تحمل مسئولية ضيعة تبلغ مساحتها ثمانمائةفدان يملكها صاحب مصانع النسيج الثري " صيدناوي" وقد بنى يوسف إدريس رواية الحرام على تجربة والده تلك...ضيعة يملكها شخص واحد والكل الذين يعملونلصالحه والصداقات التي تقوم بين كبار الموظفين وحياة الترحال والتنقل التي يعيشفيها العاملون بالتفتيش.
- كان الارتباط متبادل بين يوسف ادريس وأبيه كل منها مرتبط بالآخر بشكلمرضي فالابن لم يجد الحنان الذي حرمته أمه إياه إلا عند والده.
- يوسف كان الابن الأول الذي يتخطى طفولته بلاموت فقبل أن يولد يوسف كان الأبلديه عدة بنات من ثلاث زوجات سابقات ولكن أبناءه جميعا ماتوا في المهد، وعندماتزوج (إدريس علي) أم يوسف كان الأمر المؤسف الذي يفقدهأبناءه يكاد أن يكرر نفسه .
- مات أخ يوسف الأول من أمه وسقط الثاني .
- وكان يوسف عقب مولده مريضا بصورة حادة وظل والداه شهورا وهم خائفين على حياته، ولكنه شفي بعد ذلك وكانت تلك هي نقطة التحولفي حياة الأسرة بأكملها إذ أعقب شفاء يوسف مولد ستة أبناء آخرين وبنتينمروا بطفولتهم سالمين دون مشاكل.
- عاش يوسف ادريس طفولة غيرمستقرة ولأن هذا العمل يتطلب من الأب الانتقال الدائم من مكان إلى مكان فقد تركأبنه الأكبر يوسف وقد كان عمرهخمس سنوات إلى جدته التي كانت تعيش في البيروم .
- ولهذا كان يوسف ادريس يسير كل يومعدة أميال حتى يصل إلى أقرب مدرسة ابتدائية في فاقوسولم تكن طفولته في بيت أجداد والديه سعيدة .
-كان الطفلالوحيد وسط البالغين وكانت تتم معاملته دائما كواحد منهم ، كانوا ينتظرون منه أنيتصرف كشخص ناضج مسئول وكان العقاب ينتظره إذا ما تصرف بغير ذلك وبالإضافة إلى ذلكفقد عاشت العائلة ظروفا متوترة ويتذكر يوسف أن حلمه الأثير كان أن يرى نفسه في غرفة مزودة بالكهرباء والماء الجاري.
- عاش يوسف ادريس طفولةضائعة وسطجيل من الكبار يرفض معاملته كسائر الأطفال حيث يقول " فأنا من هؤلاء الذين قضواطفولة جادة تماما لم يعرف المرح طريقه إليها.
- ويقول " كنت رجل رهيب في ثوب طفل. ..كل ما اعتقدأني أريده أحرمه على نفسي بل وأنظر إليه وكأنه خطيئة ارتكبتها تجاه الآخرين هميالأكبر كله أن أصنع مثلما يصنع الكبار لأكون كبيرا .. فالطفولة كانت في طفولتناعيبا ، الانطلاق وحتى ارتكاب الخطأ المطالب والهدايا واللعب كل هذه كانت تهمنا نموتحنينا إليها في أعماقنا ولكننا نموت خوفا أيضا أن نطلبها وإلا أصبحنا عيالا.
- يصف يوسف ادريس طفولته بالتعاسة فجدته إمرأة صعبة سلطة اللسان تقرعه على سلوكه بانتظام إذا هفت نفسه إلىمرح الأطفال.
- أيضا كان يصف والدته بالصلابة وقوة الإرادة والسطوة وإذا ما قارنا بينالمرأة الأم والجدة في حياته فإننا نجد أن أمه لم تمنحه الحب فهو يتذكرها كامرأةعنيدة، ذات شخصية مستبدة، كتومة، فشلت في أن تمنحه الإحساس الأمومي، الذي كان يشتاق إليه.
- وبسبب صحتها المعتلة رضع يوسف ادريس من جارة لهكانت مسيحية ولم يحظى من أمه بالاهتمام الذي كان يريده ويبدو هذا واضحا في عدد من كتاباته مثل " اليدالكبيرة " (1958) والقديسة حنونة ، (1968) حيث تتم فيهما المقابلة بين قسوة والدةالراوي والحنان الذي تبديه له الجارة وامرأة مسيحية على التوالي .
- في رأي يوسف ادريس أن موقفهاالمتحفظ والبارد تجاهه كان مسئولا إلى حد كبير عن خجله واقترابه من النساءبعد ذلك في حياته .
- أما إذااتجهنا لعلاقة يوسف ادريس بجدته التي ربته في البيروم فنجدها خالية أيضا من الإحساس الدافئ فقد كان لها فراخ تلدمثل أمه وكانت تسلخه بلسانها السليط إذا ما أغضبها بأحد تصرفاته الطفولية.
- لكن تلكالمعاملة الخشنة تم تعويضها إلى حد ما بموهبة المرأة العجوز في حكي القصص فقد اعتادأن يسمع مسلوب الإرادة إلى العديد من القصص المدهشة وحكايات الجنيات المخزونة فيذاكرتها وكانت تلك الخبرة كما يؤكد يوسف ادريس هي التي أججت اهتمامه بالحكايات .
- لقد عاش يوسف ادريس طفولة مشتتةقلقة حائرة مليئة بالحرمان والذي كان له بالطبع تأثيره على حياته فيما بعد .
- في روايته ( البيضاء ) يظهراهتزاز علاقته بأمه .
- كان دائما يفتقد أمه وهي أما غاضبة او أنها جالسة متناومة أومتمارضة.
- يصف علاقته بأمه بقوله " علاقتنا كانت غريبة في بابهامنذ صغري ودونا عن بقية إخوتي فلا هي علاقة حب ولا علاقة كره.


واضح أن يوسف إدريس عاش طفولة بائسة..فهو من مواليد قرية نائية...محرومة من كل مظاهر الرفاهية وسبل العيش...والده تزوج ثلاث نساء قبل أمه لينجب طفلا...ثم تزوج أمه فمات ابنها الأول مثل كل الأولاد الذي ولدوا لنساؤه الأخريات...وسقط الثاني...وكان من المتوقع أن يموت الثالث ( يوسف إدريس ) الذي ظل عقب ولادته مريضا لكنه عاش...الوالد يتعرض لخسارة وتنهار أعماله...ويجبره عمله على الترحال الدائم...فيضطر إلى ترك ابنة الوحيد الناجي بعد كل تلك المحاولات عند جدته وهو في سن الخامسة، لكن بيت الجدة كان قاسيا...فعومل يوسف إدريس على انه رجل وهو في ثياب الأطفال...كل ذلك تم في غياب الأم التي يبدو أنها كانت تعاني من حالة كآبة حادة...فهي إما مريضة وإما تتمارض...وهي حتما غائبة عاطفيا إلى حد أن العلاقة بين يوسف ووالده أصبحت علاقة مرضية، وكان يشعر بأن تلك المرأة التي عملت على إرضاعه ( الجاره المسيحية ) اقرب إليه من أمه.

إذا لقد عاش يوسف ادريس طفولة مشتتة، قلقة، حائرة، مليئة بالحرمان، والالم، والمرض والخوف من الموت، وفي ظل ظروف غيرمستقرة، ومتوترة، فكانت طفولة ضائعة وتعيسة....خاليه من حنان الأم وغياب الأب وقسوة الجدة والظروف.

وذلك كله في ظل ظروف عامة غاية في الصعوبة، والبؤس من حيث الاضطراب السياسي والفقر العام وظروف الحكم التسلطية الصعبة والأطماع الاستعمارية وكل ما يجلبه ذلك من ويلات وآلام ومقاومة.

يتيم اجتماعي.