عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 01:40 PM
المشاركة 282
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
برتراند راسل

/ Bertrand Russell:
من مواليد 1872،بمدينة تريليك/Trellek ببلاد الغال؛توفي سنة1970...

حياته:

الابن الأصغر لوزير أول بريطانيا،عاش يتيما منذ سن الرابعة من عمره.
يصفونه بأنه:
- الرجل الذي لا يتعب
- رجل ذو مواهب كثيرة
- ساهم بشكل نوعي في الرياضيات
- و المنطق
- كما في مجال الأخلاق،
- إهتم كذلك بالسوسيولوجيا،
- و بالتربية
- و بالسياسة...

عمل راسل بجامعة كامبريدج و اهتم على الخصوص بالرياضيات و بالعلوم الأخلاقية؛و تناولت أطروحة دكتوراه أسس الهندسة. سنة1894 عمل سفيرا لبريطانيا بالديار الفرنسية؛و قاد ما بين سنتي 1900 و 1910 العديد من الأبحاث في المنطق و فلسفة الرياضيات؛و ستتوج أعماله بنشر مؤلفه: Principia mathematicaو الذي ألفه بمشاركة هوايتهد/ N. Whitehead.و إنطلاقا من سنة 1912 سينشغل بفلسفة المعرفة و الإبستيمولوجيا.كان ينظر إلى تعليمه و سلوكاته في بعض الأحيان على أنهما مزعجان،هكذا،سيتم طرده من جامعة كامبريدج سنة 1916 بسبب آراءه المناهضة للروح العسكرية؛نزعته السلمية تلك ستكلفه ستة أشهر من السجن،لكنه استغل هاته العطالة المفروضة عليه ليؤلف كتابه "مدخل إلى الفلسفة الرياضية؛و عند خروجه من السجن و إلى حدود سنة 1938 كان يكسب معيشه ككاتب،و كصحفي،و كمحاضر،و طيلة هذه العشرين سنة سيضاعف راسل من مواقفه في المجال الأخلاقي و الإجتماعي و السياسي.و بالرغم من نزعته الفردانية فهو قريب على مستوى المواقف من الإشتراكيين الإنجليز الذين يحملون بدورهم هَمَّ الحريات الأساسية.في الفترة ما بين الحربين العالميتين سينخرط راسل في العمل السياسي ،و يشهد على ذلك هزائمه الإنتخابية،و تدخلاته العديدة في غرفة اللوردات انطلاقا من سنة 1931؛كما عمل على زيارة الإتحاد السوفياتي ،و عند عودته انتقد بشدة النزعة البلشفية.

طيلة مرحلة الثلاثينات سيهتم راسل بالتربية و التعليم،إذ سيؤسس مدرسة تجريبية،و كذا بالإشكالات الأخلاقية الأسرية؛و بتأثير من فرويد و شغفه بالحرية سيفضح الطابوهات الجنسية و سيتخذ مواقف لفائدة الإرتباط الحر(و هو ما جعله يتزوج أربع مرات!) و خلال الحرب العالمية الثانية درَّس بالو.م.أ،و عند عودته إلى إنجلترا يناضل بحماس ضد فكرة الحرب،و ضد استعمال الأسلحة النووية،و ضد تجاوزات التيار الوطني،ليفوز سنة 1950 بجائزة نوبل للآداب،بينما سيعمل بمعية سارتر و العديد من المفكرين الأوربيين ما سمي بمحكمة راسل الشهيرة و التي أدانت الحرب الأمريكية على فيتنام.

أعماله:
بالإضافة إلى مساهمته القيمة في ما يخص فلسفة الرياضيات بمؤلفيهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة1910-1913) Principia mathematica و كذلكIntroduction à la philosophie des mathématiques (1919)،ألف راسل العديد من المؤلفات التي تهم المنطق , فلسفة المعرفة،مثل: Essaisphilosophiques (1910)، Analyse de l'esprit (1921)، L'analyse de la matière (1927)؛و كذلك فلسفة الأخلاق: Le mariage et la morale(1929)،La conquête du bonheur (1930) كما نشر العديد من المؤلفات التي تخص السياسة والسوسيولوجيا.سنة 1950 نشر سيرته الذاتية الفكرية و التي شرح من خلالها كون اهتمامه الأكبر يقوده إلى محاولة فهم العالم/و التمييز بين المعرفة و بين الرأي الذي لا أساس له.فبالنسبة إليه يجب على الفيلسوف بلورة الإستدلالات المنطقية الصارمة،و بناء عليه فالعديد يرى في راسل مؤسس المنطق الحديث،هذا بالإضافة إلى الدفعة القوية التي منحها للفلسفة التحليلية.أما مؤلفه: Problèmes de philosophie(1912) فما زال يعتبر إلى اليوم أحد أحسن المداخل للفلسفة.

فلسفته:


ينخرط راسل في الحركة النقدية للعلوم التي طبعت نهاية القرن التاسع عشر و بدية القرن العشرين،فخلال هاته المرحلة كان البحث جاريا عن المعنى،و عن قيمة المفاهيم الأساسية التي يعتمدها العلم؛و بالنظر إلى عدم رضاه عن الأنساق الفلسفية الحديثة ابتدع مذهب الذرية المنطقية،و الذي يعتبر طريقة لتحليل القضايا التي تستهدف العناصر الدقيقة للمعرفة؛هكذا،نعمل على تحليل و تفكيك القضايا المركبة أي القضايا النووية إلى قضايا بسيطة أي قضايا ذرية،و هي قضايا تشير إلى خاصية من خصائص الشيء.و لقد قاده بحثه في أسس القضايا و المفاهيم الرياضية و المنطقية إلى ترجمة القضايا الرياضية إلى قضايا منطقية،زاعما القدرة على بناء نسق يمكننا من إعادة البناء الكلية للرياضيات انطلاقا من ما يقارب عشرين مفهوما رياضيا أوليا،و هو ما دفعه إلى عدم الأخذ بالتمييز التقليدي بين الموضوع و المحمول،ليعوضه بالتمييز بين متغير و دالة.و بعد ذلك قام بتحليل العديد من تحديدات الترابط بين المتغيرات و الدوال؛و من خلال عمله الدقيق هذا ابتكر راسل المنطق الحديث الذي يقطع مع المنطق الصوري الأرسطي.
لقد انشغل راسل بالسعادة ملاحظا أن الشرور و الآلام التي يحياها معاصروه نابعة في جزء منها من أسباب نفسية،و في الجزء الآخر من أسباب اجتماعية؛فالطريق إلى السعادة يمر عبر الوعي بهاته الأسباب،و العمل على تجاوزها؛و الحالة هاته،فإن السعادة ستكون أكثر من كونها رحلة انشراح تنبني على التقبل الفرح للحياة،ستكون استعفاء و اعتزالا،حينها سيكون من أسسها أن نحيا بدون خلافات،و بدون أهواء مُمَركِزة للذات،أن نحيا حياة تتميز بالانفتاح على الغير.و في معارضته للأنساق الأخلاقية المؤسسة على العادة و العطالة،اقترح راسل أخلاقيات الإنعتاق تنبني على ما هو قابل للبرهنة عليه ،و على ما يمكن أن نقبل به.و يعلن راسل بأن دور العقل في الأخلاق يظل غير جلي،و في محاولة منه لتوضيحه يبين أن وظيفة العقلنة تكمن في إختيار الوسائل بالنظر إلى الغايات المرغوب فيها ،فالعقل بذلك ليس إلا منظما للأفعال التي نقوم بها.