الموضوع: عَامٌ مَضَى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
26

المشاهدات
7767
 
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني

عمر ابو غريبة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
468

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jun 2010

الاقامة

رقم العضوية
9422
12-01-2010, 12:01 PM
المشاركة 1
12-01-2010, 12:01 PM
المشاركة 1
افتراضي عَامٌ مَضَى
فاضت روحه خلال صلاة عصر جمعة بعد أسبوع
من عودته من الحج سنة 1990..





عام مضى








شعر .... عمر ابو غريبة






ما كفكفَ الدمعَ مُلتاعٌ به شَرِقُ
ولا سَلا ذِكرَ مَن بانوا فما رفَقوا

وجرحِ قلبٍ مدى الأيامِ فاغِرُه
كأنّ ذكراكَ سيفٌ فيه مُمتشَقُ

يودُّ لو طارَ مِن شوقٍ يُلحُّ به
لولا ضلوعٌ كبابِ السجنِ تنصفقُ

عامٌ مضى وشِغافُ القلبِ آهلةٌ
بغائبٍ حاضرٍ في القلبِ يأتلقُ

ما بارَح العينَ إنسانٌ لها سهرتْ
عليه أهدابُها واختصّه الحَدَقُ

أقول والقبرُ قد أهوى إليه يداً
والكفُّ تدفعُ عن حِبٍّ وتعتنقُ

هذا فؤادي فدى نبضِ الفؤادِ فهل
أسمعتُ أُذناً وصوتُ الثكلِ مختنقُ

خُطّوا بجانبِه لي مضجعاً فعلى
نفسٍ بجسمينِ هذا اللحدُ منطبقُ

روحي له تَبَعٌ فاستشرِفوا أفقاً
ترَوا به الروحَ يجري خلفَها رمقُ

قد مُوِّه الموتُ بالطاعاتِ متشِحاً
حتى اسْتَبَاك وشأنُ الموتِ يسترقُ

هي الصلاةُ التي حُبِّبْتَها شَرَكٌ
واللهوُ شَرْكُ امرئٍ إيمانُه مَذِقُ

يندى جبينُ الردى من عابدٍ ورِعٍ
ويستميحُ له عذراً ويختلقُ

وأيُّ عذرٍ ترى يا موتُ في عملٍ
والدينُ يبكي الذي أرديتَ والخُلُقُ

خيرُ الرجالِ الذي قد غِلْتَ في وَضَحٍ
فهل تمعّنتَ ما في الكفِّ يعتبقُ

يا طاهرَ الثوبِ ما أغناك عن كفَنٍ
ما حِيك إلا لعاصٍ ثوبُه خَلِقُ

يا عابقَ الذكرِ أجزى عنك مغتَسَلاً
قد فاعَ في الغُسلِ منك السِّدرُ والنبَقُ

يا واسعَ البِرِّ ما أُنصِفتَ ملتَحَداً
أحرى بهذي الأيادي ذلك الأفقُ

طفلاً قضى كنميرِ الماءِ صفحتُه
وصفحةُ الناسِ يُزري ماؤها الرَّنِقُ

يا قومُ بطنُ الثرى خيرٌ لكم سكناً
خيرُ الرجالِ ثوى بالأمسِ فاستبقوا

هذا مثالُ التُّقى مُسْجىً بحفرتِه
يضوع تحتَ الثرى من روحِه الحَبَقُ

حتى تداعى الورى للقبرِ في زُمَرٍ
أفضى إلى الخُلدِ بابُ القبرِ فانتشقوا

* * *

يا خالُ صوتي أنا هل أنت سامعُه
فينثني للمنادي وجهُك الطلِقُ

نأيتُ بالشعرِ عاماً عنك ملتجماً
لسانيَ الذَّربُ قد أعيانيَ النطُقُ

وهل يُجيرُ طريداً بحرُ قافيةٍ
علا إذا راعهُ من دمعِه الغرقُ

لكنما لوعةٌ في الصدرِ قد غلبَتْ
صمتي وأرختْ لسانَ الشاعرِ الحُرَقُ

يا خالُ..رَجْعُ صدىً هل كان بالغَه
هيهات..قد حالَ بين الأهلِ مُفترَقُ


7/1991