عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2019, 03:20 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: من شعراء العصر الجاهلي ( الأفوه الأودي )
إمَّا تَرَيْ رأسِيَ أزرَى بهِ ( الافوه الاودي )


إمَّا تَرَيْ رأسِيَ أزرَى بهِ

مَأْسُ زَمانٍ ذي انْتِكاسٍ مَؤوسْ

حتى حَنَى منِّي قناةَ المَطا

وعمَّمَ الرأسَ بلونٍ خَلِيسْ

فقد أُفَدَّى عندَ وقعِ القَنا

وأُدَّعَى منَ المقامِ البَئيسْ

وأفْرُجُ الأمرَ إذا أَحجمتْ

أقرانُهُ مُعتصماً بالشُّؤوسْ

وأقطَعُ الـهَوْجَلَ مستأنساً

بهوجلٍ عَيْرانةٍ عنتريسْ

والليلُ كالدَّأماءِ مُسْتَشْعِرٌ

من دونهِ لوناً كلونِ السُّدوسْ

والدَّهرُ لا تَبْقَى على صَرْفهِ

مُغْفِرَةٌ في حالقٍ مَرْمَريسْ

إنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ

للحربِ أو للجَدْبِ عامَ الشَّموسْ

يَقُونَ في الحَجْرة جِيرانَهُمْ

بالمالِ والأنْفُسِ من كُلِّ بُوسْ

نَفْسي لـهُمْ عندَ انْكسارِ القَنا

وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ

فأهلُ أنْ تُفْدَوْا إذا هَبْوةٌ

جرَّتْ علينا الذَّيلَ بالدَّرْدَبِيسْ

قد أحسَنَتْ أَوْدٌ وما نَأْنأَتْ

مَذْحِجُ في ضَرْبِ الكُلَى والرُّؤوسْ

إذ عايَنوا بالخَبْثِ رَجْراجةً

تَمْشي ازْدِلافاً كازْدِلافاً كازْدِلافِ العَروسْ

إذْ جَمَّعَتْ عَدْوانُ فيها على

عِداتِها مِن سائسٍ أو مَسُوسْ

في مُضَرَ الحمراءِ لم تَتَّرِكْ

غُدارةً غيرَ النساءِ الجُلوسْ

قد غَرَّهُم ذو جَهْلِهم، فانْثَنَوْا

عن رأيهِ حينَ انثَنَوا بالعُبوسْ

وأَجفلَ القومُ نعاميَّةً

عَنّا وفِئْنا بالنِّهابِ النَّفيسْ

مِن كلِّ بَيضاءَ كِنانيَّةٍ

أو عاتقِ بَكْريّةٍ غَيْطَموسْ

أو حُرَّةٍ جَرْداءَ مَلبونَةٍ

أو مُقْرَمٍ في إبْلـهِ عَلْطَمِيسْ

أو مُوْثَقٍ بالقِدِّ مُسْتَسلمٍ

أو أَشْعَثٍ ذي حاجةٍ مُسْتَئيسْ

يَمشي خِلالَ الإبْل مُسْتَسْلِماً

في قِدِّهِ مَشْيَ البَعيرِ الرَّعيسْ

كأنَّها عَدّاءةٌ هَيْضَلٌ

حولَ رئيسٍ عاصِبٍ بالرئيسْ

والمرءُ ما تُصْلِحْ لـه ليلةٌ

بالسَّعدِ، تُفْسِدْهُ ليالي النُّحوسْ

والخيرُ لا يأتي ابتغاءٌ بهِ

والشَّرُّ لا يُفْنيهِ ضَرْحُ الشَّموسْ

بِمَهْمَهٍ ما لأَنيسٍ بهِ

حِسٍّ، وما فيهِ لـهُ مِن رَسِيسْ

لا يُفزِعُ البَهْمةَ سِرحانُها

ولا رَواياها حياضُ الأنيسْ

مِن دونها الطيرُ، ومن فَوقِها

هَفاهِفُ الريحِ كجُثِّ القَلِيسْ

أَبلِغْ بَني أَوْدٍ؛ فقد أَحْسَنوا

أمسِ بضربِ الـهامِ تحتَ القُنُوسْ

ولا أَخُوا تَيْهاءَ ذو أَربَعٍ

مثلَ الحصَى يَرْعَى خليسَ الدَّريسْ

يَغْشَى الجَلامِيدَ بأمثالِها

مُركَّباتٍ في وَظيفٍ نَهِيسْ

تُغادِرُ الجُبَّةَ مُحمَّرةً

بِقانىءٍ من دمِ جوفٍ جَميسْ