عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 05:01 AM
المشاركة 49
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ابتعد ..
في انبلاج حضورك ..في تمرغك على صدفة .. كوعد من ثغر الزمان ..
وغيمة هلع تجوب الحنجرة المحتقنة بالصراخ .. غيمة خرس تمطر رذاذ من تنهيد .. تعض على نواجذ النفس الهزيل
تعاودني بالمكث .. تجاهر بما يضنيني .. وليس غير حفنة من الأماني الشاحبة تغويني ..
كفراشات تعشق الضوء ولا منجا من بريقه غير ضربة موت تسقطها على رصيفي ..
تحايلني بالصعود على أوردتي .. ومن هشيم الصمت تقتات حبات من الهوى ..
أنت المطوق بأزاهيج القسوة .. المزمل ببقايا تجربة - ربما تجارب بعد النجوم .. أودت بفؤادك إلى الضيم ..
قلبك المحتبي ..المتجانس مع رمادية الغدر في مساءات تماثلت للأفول ..
أنت الذي توعدني ببادرة لن أصطلي بها سوى بنيران موقد جديد ..
أنت من وقف على عقبي بوحه ليمد صوته إلى قلبي صادحآ : ذات موعد غريب قلت :
"" سيدتي .. أذهلني وطن مترف يسكنك .. أذهلني حتى وجعك الحائر بين الصحو والنوم!!""
فما بالك توقظ الإنكسار في قحط الفأل .. وما تماديت إلا أنني أذعنت للقبول الهش ..
وإلاك وعند غروب العمر أن تشدو بعشقك الأزلي .. عشق كتبته بمداد مجنون :
" سيدتي وآسرتي.. لن أكذب عليك فما اعتدت أن أعبر هذا الطريق
ولن أرتدي ألف قفّازٍ حتى أصل لقلبك "
قد فعلت .. قد أقبلت بأصابعك تنبش جيوب قلبي عمن أحالني إلى سراب ..
وصهرت الصلف إلى سائل مخثر من العذوبة الذهبية .. همس كاد أن يشنف له قلبي :
" ضعيني ورقة مهترئة فوق منضدتك..
ولكن لا تفتحي نوافذك فأخشى في ذات زفرة موجعة منك أن تلفظني انفاسك خارج حجرة أيامك.."
إصرارك على توخي الجرأة .. يسلبني بقية من عنادي .. فكن على دراية من ضعفي ..
لن أستجدي حدق الوجع أن يكف عن التحديق بي ..أرتكب جلسة تقربني من الجدار .. أخدش رأسي بزاوية لوحة صاح بي إطارها أن أبتعد ..
لن أساءلك عن لون الرحيق المدسوس في شفاه النرجس .. ولا عن غضب النخيل .. أو ذل الريحان في موعده مع النسيم ..
قلبي المتيم بالوهن .. ينثني مرارآ لصوتك .. يخفض نبضه .. ثم يحدق فيك مليآ كغريب من خارج الزمان ..
"" الآن سيدتي مدن تحملها أضواء خرافية متّقدة بداخلي.. تصهر أيام الركض خلفك بلحظة دفء تسحرني وما ظننتها تنجي قلبي من وهجها..
دعيني أحوم في هذه الدائرة وكفى .. بوجعك بألمك بقهرك وبوهجك بقسوتك بمرارتك بغضبك بفرحك بربيعك بمطرك بجفافك بنارك بشتائك بخريفك بكل مافيك (أحبك) ""
ويحك يا هذا كم تجيد التملق والزلفة إلى القلوب الطاهرة ..
كم تراوغ البياض لتدوس بأقدامك صوته الشجي
وويحها الأمنيات إذا بقيت في جوار الضوء .. وذاك الطير ترتعد أجنحته الناطقة بوطن مجهول البقاع ..
ينهرني صوت الآذان من مسجدنا الصغير ..أجمع بقيتي .. وحفنة من كلماتك وأغمض عليها يدي ..
ثم أطلق سراحها على رأس الشجرة النائمة في باحتي ..
وأتحرك بروية نحو مكان قد تبعثر في زواياه النور ..
وأسجد وأقترب ..