عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 01:55 PM
المشاركة 187
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ذاكرة الجسد:
كلما ابتعدت عن رواية أحلام الأولي من ثلاثيتهاأعادتني اليها أحداث أيامي و كـأنها قصدت أن تشير الى معاني عميقة بين السطور تنقشبداخلك بدون أن تدري فتتجاوزك الى ابعد حد لتصير جزء من ايامك و لياليك فكلما عشتموقفا استحضرت فيه بعضا من كلمات احلام ....

تقول أحلام ببعض روائع سطورالرواية:
"
هل الورق مطفأة للذاكرة؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنينالأخيرة , وبقايا الخيبة الأخيرة. .

من منّا يطفئ أو يشعل الآخر ؟
لاادري ... فقبلك لم اكتب شيئا يستحق الذكر... معك فقط سأبدأ الكتابة. "

اماجملتها المرعبة بالمقدمة فهي مرعبة من شدة ابداعها:
"
الحب هو ما حدث بينناوالادب هو ما لم يحدث " .
فعلا الادب بداخل كل انسان يكمل تصوراته و فهمه للحبفيتجاوز مجرد الاحساس به الى اكثر مما قد يتصور ..
يومها تذكرت حديثاً قديماًلنا . عندما سألتك مرة لماذا اخترتِ الرواية بالذات. وإذا بجوابك يدهشني .
قلتيومها بابتسامة لم أدرك نسبة الصدق فيها من نسبة التحايل:

"
كان لا بد أنأضع شيئا من الترتيب داخلي.. وأتخلص من بعض الأثاث القديم . إنَّ أعماقنا أيضا فيحاجة إلى نفض كأيّ بيت نسكنه ولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقه هكذا على أكثر من جثة ..
إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير, وننتهي من الأشخاص الذين أصبحوجودهم عبئاً على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم... وامتلأنا بهواء نظيف ..." .

وأضفت بعد شيء من الصمت:

"
في الحقيقة كل رواية ناجحة, هي جريمة مانرتكبها تجاه ذاكرة ما. وربما تجاه شخص ما, على مرأى من الجميع بكاتم صوت. ووحدهيدري أنَّ تلك الكلمة الرصاصة كانت موجّهة إليه
...
والروايات الفاشلة, ليستسوى جرائم فاشلة, لا بد أن تسحب من أصحابها رخصة حمل القلم, بحجة أنهم لا يحسنوناستعمال الكلمات, وقد يقتلون خطأ بها أيّ احد .. بمن في ذلك أنفسهم , بعدما يكونونقد قتلوا القراء ... ضجراً !".
فكيف اخترتي يا احلام كلماتك؟ كيف لخصتي مواقفالحياة السياسية و الجغرافية و النفسية و الرومانسية برواية قال عنها نزار انهاقصيدة و ما هي بقصيدة فقط بل ملحمة رائعة كلها احاسيس...

للمزيد من مواضيعي

المصدر : شهد موقع منتديات جيهان