عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2014, 03:14 PM
المشاركة 38
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الإيمان بالله أصل العقائد كلها


إن الإيمان بالله ـ أي الذات الغيبية العلوية القاهرة الجديرة الجديرة بالطاعة و العبادة ـ هي روح الدين ، أي دين ، و كذلك هو روح الإسلام ، وأصل عقائده كلها ، كما بينها كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذا القرآن الكريم حين يتحدث عن أركان الإيمان ومتعلقاته يجعل الإيمان بالله أولها وأصلها كما في قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ، كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله " البقرة 285 و قوله تعالى : " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيئين " البقرة 177 و قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء 136
و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول في حديث جبريل : " الإيمان : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره "
فالإيمان بالله هو الأصل و كل أركان العقيدة الأخرى مضافة إليه وتابعة له ، فأنت بعد أن تؤمن بالله جل شأنه ، تؤمن بالتالي بملائكته و كتبه و رسله و حسابه و قضائه و قدره . فالإيمان بها كلها فرع عن الإيمان بالله ومبني عليه . ولايتصور الإيمان بالرسول إلا بعد الإيمان بالمرسل ، ولا بالجزاء والحساب إلا بعد الإيمان بالمجازي والمحاسب .

و الإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده بالضرورة ، والإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، التي يتجلى فيها اتصافه بكل كمال يليق به و تزهه عن كل عن كل نقص .

تركيز الإسلام على التوحيد

فإذا كان الإيمان بوجود الله موجودا في الأديان الأخرى و يوجد في الفطرة و تدل عليه العلوم و أصبح حقيقة مطلقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الإسلام ركز أكثر على التوحيد و هي لب عقائد الإسلام و روح الوجود الإسلامي ، الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون ، له الخلق والأمر ، وإليه المصير ، هورب كل شيء ، ومدبر كل أمر ، هو وحده الجدير بأن يعبد و لا يجحد ، وأن يشكر ولا يكفر ، وأن يطاع ولا يعصى . قال الله تعالى : " ذلكم الله ربكم ، لا إله إلا هو ، خالق كل شيء فاعبدوه ، وهو على كل شيء وكيل . لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ." سورة الأنعام 102 103 .

التوحيد المأمور به

إنته توحيد اعتقادي عملي و توحيد عملي سلوكي . و بعبارة أخرى هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر ، توحيد في المعرفة والاثبات و الاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد و الإرادة .
فالأول هو إيمان بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له و لا شبيه له ، ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له . ويسمى أيضا توحيد الربوبية
و توحيد القصد والعمل هو إفراد الله عز وجل بالعبودية الكاملة و الطاعة المطلقة ، والذل له و الإنابة إليه والتوكل عليه و الخشية منه والرجاء فيه .. و يسمى أيضا توحيد الألوهية

توحيد الربوبية : قال تعالى " وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولنّ الله" العنكبوت 61 كما قال تعالى : " لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ـ سيقولون لله ، قل أفلا تذكرون ـ قل من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ـ سيقولون الله ، قل أفلا تتقون ـ قل من بيده ملكوت كل شيء و هو يجير ولا يجارعليه إن كنتم تعلمون ـ سيقولون الله قل فأنى تسحرون " سورة المؤمنون الأيات من 84 إلى 89

فهذه الآيات توضح الربوبية لله وحده و نلاحظ هنا أن المشركين يقرون بالربوبية لله لكن ينقصهم توحيد الألوهية .

توحيد الألوهية : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير " سورة الحج الآية 62 كما قال تعلى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 وقال سبحانه " إني لكم نذير مبين ـ أن لا تعبدوا إلا الله " سورة هود الآيتان 25 26


وتلك أهم معالم العقيدة التي سألتني عنها و هي تتلخص في : لا إله إلا الله .


و شكرا