عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2015, 05:11 AM
المشاركة 167
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة انطباعية في الباراسيكولوجيا

هل يمكن الحديث عن قوى جذب غير مادية ؟

برهن نيوتن في قانون الجذب العام أن كل جسم يمارس قوة جذب معينة على جسم آخر تتناسب مع جداء كتلتيهما مقسوم على مربع المسافة بينهما .

هذا القانون ينطبق على كل ذي كتلة ، أي المادة .

لكن عندما ننتقل إلى النفس ، نلاحظ مثلا في العواطف أنها تزداد قوتها مع الغربة أي عند تعاظم المسافة بين نفسيتين ، فعند السفر يزداد الشوق و من ثم التعلق بين الأفراد .

بل في أحيان كثيرة العشق المرضي ناتج عن ظرف قاهر باعد بين المحبوبين ، فنصل هنا إلى قوة جذب غير طبيعية ، تصل إلى حصر الحياة في الشخص المعشوق .

أقوى قصائد الغزل ربما لها ارتباط بقوة الدفق العاطفي التي تأتي جراء الفراق بين الشاعر و المحبوب .

كما يلاحظ أيضا في حالة التوأم و خاصة عندما يفصل بينهما فهناك ما يؤشر على وجود نوع من الإحساس المتبادل إلى درجة الإقدام على نفس السلوك ، أو تغير المزاج عندما يصاب أحدهم بمكروه .

يقال أيضا أن قلب الأم يحس بأبنائها و هم خارج الديار .

من هذا المنطلق يمكن أن يظهر لنا أن قوة الجذب المادية إن كانت تتقلص كلما كبرت المسافة ، فلزوما أن قوة الجذب النفسية تزداد كلما بعدت المسافة بين النفسيتين المترابطتين .

التفاعلات الماورائية بين الناس ؟

شخصيا لست من المولعين بهذا المجال و تكاد تكون معارفي بدائية في هذا الموضوع ، بل أعتقد أن التفاعلات الماورائية بين الناس ليس لها أثر كبير على مجمل التفاعلات بين الأفراد ، و ربما نسب تأثيرها لا ترقى إلى جعلها ذات أهمية قصوى.

لن أتناول السحر كحقيقة لأنه تسخير لقوى أخرى وربما قد تدخل العين و حتى الحسد في نفس المعنى و إن كانت هذه الظواهر تصب في خانة قدرة الشحنات السلبية على الأذى ، كما لن أتناول أصحاب الكرامات الذين ارتقوا إلى نوع من صفاء الروح و أصبحت لهم قدرات إيجابية قادرة على جلب المنفعة . كما لن أتناول من يستطيع تسخير قدرات خاصة بشطارة لاكتساب نوع القبول ، كالقدرة على التعبير أو المظهر الجميل أو الخلق الحسن و من خلالها يمارس قوة جذب على الآخر ، كما أستثني أيضا أولئك الذين يفتقرون إلى الجذب من جراء خصال ذاتية كالعدوانيين أو قليلي الحظ من الحسن وغيرها .

هنا أنطلق من التعميم ، إنسان عاد ، هل يمتلك بعض القدرات غير الطبيعية ؟ من الصعب أن ينكر الفرد ، أن ملكة الحدس تغيب عن الأفراد بل أعتبرها شخصيا ، هي نوع من التفكير الفائق السرعة ، أي كأن العقل يحرق كل مراحل الاستدلال و يعطي النتيجة . وهي غير الذكاء الذي هو نوع تسريع مقبول للإستدلال . و هنا طبيعي جدا أن تكون بعض التخمينات أو أغلبها غير دقيقة ، أي أن تكون نتيجة الحدس غير موفقة ، لغياب المعطيات المنطقية التي تساعد على حرق مراحل الاستدلال ، و عدم أخذ الوقت للتأكد من سلامة كل مراحل البرهان . فهنا الحدس قريب من استحضار موقف من الذاكرة القصية ركبته افتراضات و تفاعل خبرات متراكمة في عمق الذاكرة و أصبح جاهزا للخروج عند وجود مثير حقيقي .

عند افتراض وجود افتراضات و حركية معرفية لا إرادية و باطنية ، فهل سيكون ذلك بمعزل عن قوى الجذب التي تمارسها الشخصيات التي تفاعلنا معها ، و مواقفها التي وقعت سابقا ، هل يمكن أن نتحدث عن إحاءات ترسلها العقول فيما بينها ؟ أو مجرد حركية ذاتية ؟ هنا يصعب القطع بجواب معين .


سأضع هنا وضعية و لا أحب أن يسأني شخص عن مدى حقيقتها ؟

شخص يحب الخروج أحيانا للطبيعة عند المساء ، بشكل أو بآخر سمع اسما معينا بطريقة من الطرق أيقظه من فسحة دماغه في رحاب الأشجار والطيور .
رجع إلى بيته و من ثم أرسلت أخته في طلبه ، حملها بسيارته إلى المستشفى ، و هناك وضعت مولودها .
في اجتماع أفراد العائلة لتسمية المولود ، كل واحد اقترح اسما و نظرا لعدم توافقهم اضطروا لإجراء القرعة ، صاحبنا المتأمل لم تكن له علاقة بالموضوع ، لكن اقشعر جلده لما سمع اسم خلوته نزل إلى معترك المنافسة ، أجريت القرعة فتصدر المشهد ، استنكر الجمع الأمر وتوافقوا على إعادة السحب ، ليفوز مرة أخرى ، لم يقتنعوا فتعاهدوا على السحب الأخير ، فسمي المولود بالاسم و صاحبنا لم يخبرهم بشيء بل اكتفى بتقبيل المولود .

فهل من تفسير منطقي ؟ و ما احتمال الصدفة في مثل هذه الوضعيات المركبة ؟

و شكرا