دخلتْ المصعد..
نظرتْ يميناً ويساراً ثم إلى المرآة أمامها..
ابتسامتها من الأذن حتى الأذن الأخرى..
توقف المصعد..
دخل رجل بثياب رثة يحاول مسح دموعه بكفيه..
بدأت السيدة ترمقه باستعلاء وتتمتم بصوت خفيض:
"الحمد لله الذي عافانا"..
بدأت ترتب هندامها الثمين... تصلح مكياجها.. ترش عطرها..
فتحت حقيبتها وأخرجت منديلاً وأعطته للرجل..
أخذ الرجل المنديل ووضعه في جيبه..
أعلن المصعد وصوله للطابق الأخير...
خرجا معاً.
"وبعد ثلاث سنوات"
دخلا معاً..
"الرجل والسيدة" في ذات المصعد..
ابتسامته من الأذن حتى الأذن الأخرى..
بدأ الرجل يرتب هندامه الثمين.. ينفض الغبار عن كتفه.. يرش عطره..
أما السيدة فتترنح يميناً ويساراً وعينيها غارقتين في سواد الكحل الممزوج بمائها المالح.
فتحت حقيبتها تبحث عن شيء تجفف فيه وجهها المبلل..
وصل المصعد للطابق الأرضي..
وقبل أن يخرجا..
مد الرجل يده في جيبه واخرج "منديلها" ثم اعطاه للسيدة
وقال لها بصوتٍ خفيض:
" إن نوائب الدنيا تدور ".
...
(من مرآة مصعد" الحياة ")
.