عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
7547
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
01-24-2016, 08:49 PM
المشاركة 1
01-24-2016, 08:49 PM
المشاركة 1
افتراضي عن وسام إبنتي الراحلة أتحدث !!
[justify]
عن وسام إبنتي الراحلة أتحدث !1
==============
حسام الدين ريشو
==========
هل عرفتم الحياة حق المعرفة ؟
وإن أعظم سننها أننا نولد كي نموت
نلتقي لنفترق
ليكون مع الموت والفراق .. في العيون دموع .. وفي القلوب لوعات ... وفي النفوس أشجان
مُرَّةٌ هي الدموع التي يراها الناس في عينيك
لكن الأمَرَّ منها هي تلك التي لا يراها الناس .
ربما لذلك قال " نزار قباني " ذات يوم :
( عندما يبكي المرء يجب أن يُظهِرَ بكاءه للآخرين )
لم أستوعب أبعاد مقولته إلا مع رحيل إبنتي " وسام "
قد يكون قالها لأن إظهارها يخفف لوعة الأحزان بمواساة من يرون دموعك
ورغم إيماني بأن لكل شيئ زكاة .. وزكاة القلوب الحزن
فأعذروني إذا حدثتكم عن الأيام الأخيرة لإبنتي الراحلة

وسام
كانت أول ما أطعمني الله من الذرية
وأول من سقتني كأس معزة الأحفاد عند الأجداد ... عندما وهبها الله " محيي الدين و " نور دين "
قلت عنهما وبقية احفادي في أهداء ديواني الأول " أطلال من الأشواق "
إلى من يمنحني بريق عيونهم إكسير الحياة وتحملني أياديهم الرقيقة إلى كوكب البراءة مع ضحكاتهم الطفولية العذبة "
محيي ونور يمثلان مايشبه الحب الأول بالنسبة لي تتبدد أوجاعي وإحباطاتي بحضن كل منهما .بسؤالهما المبارك عني

وسام إبنتي أيها الأصدقاء والصديقات كانت :
هادئة في طفولتها ... عفيفة في شبابها ودراستها وعلاقاتها
وردة ناضرة وبدرا منيرا مازلت أتذكره ليلة زفافها
زوجة صالحة بارة لم تَشْكُو أبدا ... ولم يُشْكَى منها أبدا !!
قرة عين لكل من عرفها ... ولأني أعيش وحيدا بعد وفاة أمها وفاء لذكريات لا يمكن أن تتكرر ... ورغم إقامتها في مدينة أخرى إلا أنها كانت تزورني في مواعيد منتظمة ومتقاربة مع زوجها .. الذي يمثل لي أخا لم تلده أمي .. إبن أخي .. المستشار المؤتمن في كل ما يعن لي
يزوراني حاملة معها من الأطعمة المعدة بما يكفي عدة أيام وتقيم عدة أيام
عرفت بعد رحيلها أن شقيقتها الصغرى سألتها لماذا تتحملي هذه المشقة وأخواتك يتناوبون خدمته ؟
فأجابت بابتسامتها الخجول : كي يراني الله بارة بأبي !!

في الآونة الأخيرة وخلال إيقاع الشهر الأخير بالتحديد ودون أن أعرف إنشَغَلتْ بالبحث لي عن مسكن جديد يتلاءم مع أثقال العمر التى أحملها ... تبحث وتوصي الأقارب وتسأل حتى فوجئت بها ذات ليلة قادمة مع زوجها " المهندس محمد محيي الدين ريشو " طالبة مني مرافقتهما لرؤية مسكن جديد ... فلما رأتني استرحت لمواصفاته تولت مع زوجها إتمام كل شيئ بدءا من الإتفاق على الثمن وحتى كتابة عقد الملكية .
الغريب أننا كنا نحاول تأجيل الانتقال حتى إجازة منتصف العام لكنها كانت تصر على التعجيل .. وكأنها كانت تستشعر ببصيرتها موعدها مع القدر .. قدر الموت .. ورحلة سفرها الذي لا عودة بعدها .
أشرفت على ترتيب كل شيئ واختيار الحجرة الملائمة لي حتى إطمئنانها على أن الهاتف الأرضي تم نقله إلى المسكن الجديد جاءت مع الزوج المبارك ليقوم بعمل توصيلات النت والاطمئنان على أن سلوتى الوحيدة في كامل لياقتها في حضور أخواتها وأزواجهم البررة
وكأنها كانت ليلة الوداع المخبأة في ضفائر القدر
كانت آخر مرة رأيناها فيها حية تتحرك . تضحك .تنصح .. تشير سعيدة بما أنجزته .

وحل يوم الثلاثاء 19 / 1 / 2016 فكان موعدها فعلا مع القدر ... قدر الرحيل الذي لاعودة بعده
ومع ضحى اليوم كانت وسام التى حدثتكم عنها قد رحلت وصارت خبرا حزينا صادما في مفاجأته يتناقله كل من عرفها .

هل رأيتم ؟
إعذروني إذن على ما أوجعتكم به
يقول جبران :
( إذا أحاطت بكم جيوش الأحزان فارجعوا ببصائركم ثانية إلى أعماق قلوبكم وتأملوا جيدا ترون هناك بالحقيقة أنكم تبكون لما كنتم تعتقدون أنه غاية مسراتكم على الأرض !1 )

لكنني لا أقول في النهاية إلا مايُرضي سيدي ومولاي وربي :
إلى رحمة الله ياوسام
وإنا لله وإنا إاليه راجعون .[/justify]