عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 07:28 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر




هناكَ عذوبة طفولية


في الصباحِ الساكن


الأشجار مدّت


أذرعها نحو الأرض


ضبابٌ متردد


غطى الحقول المبذورة


والعناكب نسجت


دروبها الحريرية


خيوطاً تمتد عبر البلور النقي


للهواء


في أيكةِ نبات الحور


ينبوعٌ أخذ يردد


أغنيته وسط العشب


والحلزون المسالم


مواطن الأخدود المحفور


متواضع .. وبسيط


أخذ يتأمل المنظر


السكون الرباني


للطبيعة


أعاره إيماناً وشجاعة


متناسياً أشجانَ منزلهِ


الوثير – أسرّ في نفسهِ عزماً


أن يرى نهاية الطريق


بدأ يزحفُ حتى دخلَ


غابة اللبلابِ


والقرّاص .. وقتَ الظهر


كان هناك ضفدعان عجوزان


يتمددانِ تحتَ الشمس


بمللٍ .. يضايقان الضفدعات العجائز


" هذه الأغاني الحديثة"


أحدهم تمتم ..


" بلا معانٍ.. كلها هكذا


ياصاحبي" أجاب


الضفدع الآخر الذي كان


مصاباً وشبه أعمى


" عندما كنت صبياً .. اعتقدت


أن الربّ لو سمع أخيراً


غنائنا .. سوف يرينا


بعض الرحمة.. ولكن المعرفة التي اكتسبتها


- وقد عشت وعمرت طويلاً -


دفعتني أن أطرح إيماني جانباً


والآن .. لست أغني ثانية"


الضفدعانِ ابتهلا


طالبينَ الصدقة


من ضفدعة صغيرة


مرّت بغرور


مخلفةً وراءها أوراق العشب الراقصة


متطلعاً في الغابة المظلمة


الحلزون أصابهُ الفزع


حاولَ أن يصرخ.. لم يقدر


الضدعان اقتربا منه


" هل هو فراشة؟ "


سألَ شبهُ الأعمى


" هو يملك قرنين صغيرين"


أجاب الضفدع الآخر


" إنه الحلزون. حلزون


هل جئت من أرض بعيدة ؟ "


" أنا جئت من بيتي .. وأريدُ


أن أرجعَ إلى بيتي في الحال "


" إنه مخلوق جبان جداً "


هتف الضفدع الأعمى


" هل سبقَ لك أن غنيت؟" " أنا لا أغني "


قال الحلزون.. " ولا تصلي .. أيضاً؟ "


" لا .. لم أتعلم كيف أصلي "


" ألا تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" ماهذه ؟ "


" ماذا! أن تعيشَ دائماً


في أكثر المياه هدوءاً



يتبع
.
.
الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)