عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2014, 03:23 PM
المشاركة 20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لاحظوا معي سحرية هذا المقطع شديد الدرامية والذي ما ان تظن انه ابهرك بعقدة شديدة الإبهار حتى تجد نفسك وقد ارتطمت بصعقة اشد ابهارا واحدة تلو الاخرى حتى تعتقد ان ماركيز قد حشد كل ما يستطيع ان يحشده من عقد مبهرة في فقرة واحدة لكنه يعود ليكرر ذلك في مواقع اخرى وهذا هو سر السحرية التي ترك اثرها على المتلقي :

" يبدو ان ان أرسولا لم تغفر لهم قط ما عدته انتهاكا لواجب الحشمة في الاسرة وعندما عاد العروسان الجديدان من الكنيسة حرمت عليهما دخول البيت وعدتهما من الأموات ...وهكذا استأجرا بيتا فيما وراء المدافن وأقاما به دون ان يكون فيه من الأثاث اكثر من أرجوحة نوم جوزيه اركاديو .... وفي ليلة الزفاف تسلل عقرب الى شبيب ربيكا ولدغ قدمها حتى تورم لسانها ...غير ان هذا لم يمنع ان يستمتعا بشهر عسل صاخب ترامت اصداؤه الى الجيران الذين أشفقنا ان تقض مضاجع الموتى في قبورهم !


تخيلوا يظن المتلقي ان عدم الغفران لوحده يمثل عقاب في اعلى حالاته لكننا ما نلبث ان نكتشف بان الام اعتبرتهم من الأموات ونظن ان التصعيد الدرامي قد وصل الى حده الاعلى فنجد انها حرمت عليهم دخول البيت فيذهبا للعيش في بيت فارغ والمهم ان ماركيز جعل موقع البيت ما وراء المدافن بهدف رفع مستوى الإثارة من خلال الحديث عن الموت ولكن القصة لا تنتهي عند ذلك ولا نعرف من اين جاء ماركيز بذلك العقرب الذي لدغ ربيكا ليتورم لسانها بينما نكون في انتظار شيءً اخر وهنا يلقي لنا بقنبلة التضاد حيث لم يمنع كل ذلك الالم من الاستمتاع بأقصى حد من اللذة لكنها لذة صاخبة حتى ان الجيران أشفقوا ان تقض تلك اللذة لشدة صخبها مراقد الموتى وهم في قبورهم ....

يا لهذا السرد العجائبي بحق !