عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2625
 
ندى يزوغ
من آل منابر ثقافية

ندى يزوغ is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
15

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jul 2008

الاقامة

رقم العضوية
5240
09-02-2011, 05:01 PM
المشاركة 1
09-02-2011, 05:01 PM
المشاركة 1
افتراضي رائحة الجنة.. تخرج من حنجرة الشهيد
تغزو لحظات التمرّد فكر الإنسان وأعماقه، فتعتريه أحاسيس غريبة متناقضة لا عبرة فيها أحياناً، وقد تحمل مع ذلك كل العبر إذا ما فكت رموزها بطريقة معكوسة.
يستيقظ الإنسان لصباح جديد، كله توق للانعتاق من ليل دام مخاضه الكثير من الآهات والتوجعات، فقط يريد هذا الإنسان أن ينفلت من عتمة الليل القاسي، كي يقضم الصباح الجديد بشهية ونشاط لتتلبسه اللذة في البدء من جديد، مع أول إشراقة، لكن مع أول خيط الصباح تصيح كوابيس الليل.. من أذن لك بالمرور وبالانعتاق؟!، فيصرخ الإنسان آنذاك ويلعن ويتوسل ويضيع ولا -بعد الله- من مغيث!.
لقد ارتدى الليل رداء الصمم من يوم بدء التكوين، لا مفر إذن، يظل حبيساً يتنفس الآه والعتب، وينتشي الفرج القريب في الحلم وفي الخيال فقط، يذعن لكل بصيص أمل، لكنه مع ذلك يظل حزيناً، تلجمه الغصة الكاسحة فوق صدره، وجميع أعضائه توجعه، وضربات قلبه تعدو عدواً لا مبالياً، فدورته الدموية غيرت لون الكريات، وتمازج الأحمر بالأبيض، وعاد الوجع من جديد ذا بأس شديد طاغياً جباراً، والألم عاد يكتسي الحنجرة، يرفض الصوت أن ينفجر، أن يندفع... لا مفر... قطع اللسان وأعدم عافية الماء.
بياض واضح وجفاف مريب، وشفتان تتلفظان بآخر كلمة في أول انفراج، وفي أول انشراح.."كفى، كفى كدرا..أشم الآن رائحة الجنة، فأنا الشهيد".