عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2011, 02:23 PM
المشاركة 254
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نورمان ميللر
نورمان ميلر (1923-2007) الروائي الأمريكي الشهير، واحد من أهم كتاب الرواية في القرن العشرين، أثارت أعماله الكثير من الجدل في الأوساط الأدبية بسبب جرأة أفكارها وفنيتها العالية، حقق شهرته الكبيرة والواسعة في الحياة الاجتماعية التي تسير جنبا إلى جنب مع صخبه وغزارته الأدبية، نشر روايته الأولى (العراة والموتى) 1948م، وجعلت منه كاتبا مشهورا في يوم وليلة، من أشهر رواياته "أغنية الجلاد"، و"ليالي عنيفة"، و"جيوش الظلام"، و"حكاية أوزوالد"، و"الشاطئ البربري"، و"الحلم الأمريكي"، و"لماذا نحن في فيتنام؟"، و"شبح هارلوت"، كما كتب عن شخصيات شهيرة مثل مارلين مونرو، أوزوالد، محمد علي كلاي، هنري ميلر، وبيكاسو، والآن عن المسيح.
فاز ميلر بجائزة بوليتزر مرتين، أولاهما عام 1968 عن روايته (جيوش الظلام)، والثانية عام 1980 عن روايته (أغنية الجلاد) فضلا عن حصوله على جائزة "باريس ريفيو" العريقة عام 2002م.



نورمان ميلر ...يكتب انجل الابن
بقلم : حميد المختار

هذا الكاتب له شهرته الكبيرة والواسعة فيالحياة الاجتماعية التي تسير جنبا الى جنب مع صخبه وغزارته الادبية، فهو واحد مناعظم روائيي العالم الاحياء والطفل المشاغب والمزعج في الادب الامريكي، فضلا عنكونه ملاكما ومخرجا، تزوج ست مرات وانجب تسعة اطفال وتعرض لعدد من محاكم الطلاقالشهيرة حتى انه قال في احد اللقاءات: ان المرء لا يعرف شيئا عن المرأة حتى يلتقيبها في قاعة المحكمة.


وكان ميلر قد دخل مصحة عقلية لطعنه زوجته الثانية ولايزال لكتابه (دعاية لنفسي) الذي الفه قبل اكثر من عشرين عاما وقع وصدى ونكهة خاصةفي فهم مزاج هذا الكاتب الذي تلتحم سمعته الشخصية مع مكانته كأديب.. والى هذا فانميلر يهتم في اعماله وممارسته بمختلف القضايا الامريكية ، الجيش والسياسة وقضاياالمرأة، وغزو الفضاء..الخ وسبق له ان قاد مظاهرات ضد الحرب في فيتنام ورشح نفسهلرئاسة بلدية نيويورك واسس منظمة لمراقبة الـ (CIA) (وكالة الاستخبارات المركزية) وكان رئيسا لنادي الادب الامريكي من عام 1984 الى عام 1986.
ولد نورمان ميلر عام 1924 في لونغ برانش ، نيوجرسي وترعرع فيبروكلن نيويورك وبعد تخرجه من هارفرد خدم في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية.. وفي عام 1948 نشر روايته الاولى (العراة والموتى) وجعلت منه كاتبا مشهورا في يوموليلة.
اما روايته التي بين ايدينا (انجيل الابن) فهي عمله (رقم 30) فاز ميلربجائزة بوليتزر مرتين اولاهما عام 1968 عن روايته (جيوش الظلام) والثانية عام 1980عن روايته (اغنية الجلاد) فضلا عن جوائز اخرى، ومن اعماله ايضا (الشاطىء البربري) و (الحلم الامريكي) (لماذا نحن في فيتنام؟) ، (شبح هارلوت) كما كتب عن شخصيات شهيرةمثل مارلين مونرو ، ازوالد، محمد علي كلاي، هنري ميلر وبيكاسو والان عن المسيح. لقداختلف النقاد كثيرا حول رواية (انجيل الابن)شأنهم شأن معظم روايات ميلر ، ففي حينرأى بعضهم في الرواية ضربا من الاعجاز الادبي، فان البعض الاخر رأى فيها عملا سخيفاتماما، وهذا الموقف الاخير ليس جديدا على ميلر فلطالما اعتبر ان للنقاد موقفا سلبياحياله ولطالما وجد نفسه في معركة حامية معهم حتى انه كان ينوي ان ينشر هذه الروايةباسم مستعار آملا ان يفيد ذلك في اثارة نقاش ادبي حولها ولكي يكون النقد ارحم كماقال، اذا جهل النقاد اسم كاتبها الحقيقي، لكن الناشر رفض الفكرة، ان رواية ميلر هذه (انجيل الابن) وثيقة الصلة باناجيل العهد الجديد والكتاب المقدس عموما الا انهاتتجاوز ذلك كله ايضا في اعادة خلق حية لعالم الجليل واورشليم منذ الفي سنة فتعيدناالى زمن استقرار مزعزع متقلقل الى بلاد محكومة بالملاطفة والرعب معا والى طبقاتفقيرة مشتتة مبعثرة، زمن مفتوح للمقارنة مع نهايات قرننا العشرين الذي ولى، اماالمسيح الذي يعيد ميلر خلقه هنا فهو انسان مغاير للاخرين، كما هو المسيح في اناجيلالعهد الجديد، لكنه مفعم ايضا بالاهواء والشكوك بالقوة والضعف بالشجاعة والخوفبالحب والكراهية، ولا يكتفي ميلر هنا بالنفاذ نفاذا عميقا ومتبصرا الى قلب يسوع بليعيد خلق العالم الذي مشى فيه المسيح ليقدمه لنا واقعيا كالدم، كما قال احد النقادفيستطيع بذلك ان يقنعنا اكثر من أي كاتب قبله ممن تناولوا هذا الموضوع. ان الامر قدكان على هذا النحو بالنسبة ليسوع الانسان. ولعل ميلر قد كتب روايته هذه في محاولةلاعادة الاهتمام بالرأفة والوعي بضرورة مساعدة الضعفاء والوقوف معهم سعيا موراء نوعمن التوازن في وجه قوى لا تعرف الا الربح والمال، لان واحدا من بين خمسين او مئةكاتب في العالم يمكنهم ان يعيدوا كتابة العهد الجديد هكذا قال نورمان ميلر، واخيرالا بد من السؤال عن السر الغريب في عدم ترجمة اعمال هذا الروائي الكبير، لاننا لاولمرة نقرأ له عملا مترجما الى العربية، فما هو السر يا ترى ..؟

نورمان ميلر : تزوج 6 مرات وهو أب لتسعة أبناء
توفي الروائي والكاتب الصحفي الأمريكي الشهير نورمان ميلر عن عمر يناهز 84 عاما متأثرا بالفشل الكلوي. ويعتبر ميلر واحدا من أبرز الأدباء والصحفيين في ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان ميلر قد فاز بجازة بوليتز مرتين الأولى عام 1968 عن روايته "جيوش الظلام" والثانية عام 1979 عن روايته "أغنية الجلاد".

ولد الأديب الراحل عام 1923 في نيوجيرسي وكتب عشرات الكتب والمسرحيات والأشعار والمقالات. كما شارك في إطلاق صحيفة "ذي فيلدج فويس ألترنتيف" اليسارية في نيويورك.
صدرت روايته الأولى "االعراة والموتى" عام 1948 وتناول فيها خبراته في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية.
بعد هذه الرواية تحول خريج هارفارد الشاب البالغ من العمر 25 عاما إلى نجما أدبيا بين عشية وضحاها.
وتوالى انتاجه الأدبي حيث صدر له نحو 40 رواية ومن أشهرها "الحلم الأمريكي" عام 1965. وصدرت روايته الأخيرة "قصر في الغابة" في وقت سابق من العام الحالي.
وأعمال ميلر مليئة بالعنف والتسلط الجنسي والآراء التي تغضب الناشطات النسائيات.

أمريكا
ويقول ميلر "في معظم أعمالي أتحدث عن أمريكا، كم أحب بلدي وكم لا أحبها على الاطلاق".
كما يقول أيضا "إن فكرتنا النبيلة عن الديموقراطية تتعرض للاستغلال والتلطيخ في الوحل والتقليل من شأنها أمام التمدد القومي وبلدنا العظيم يسقط عبر العقود بين براثن الطمع".
كما وضع كتبا عن العديد من المشاهير مثل مارلين مونرو وبابلو بيكاسو ومحمد علي وكنيدي ولي هارفي أوزوالد قاتل كنيدي. وفي عام 1969 أصدر رواية "الانجيل كما دونه الابن" وهي رواية يحكيها المسيح.
في معظم أعمالي أتحدث عن أمريكا، كم أحب بلدي وكم لا أحبها على الاطلاق

الكاتب الراحل نورمان ميلر
تزوج 6 مرات وهو أب لتسعة أبناء. وقال ذات يوم في حديث لتليفزيون ان بي سي "أشعر بالقلق لأن النساء بصدد السيطرة على العالم.
وقال "هناك احتمال في ذهني فبعد 100 عام من الآن سيكون هناك 100 رجل فقط على الأرض التي ستسيطر عليها النساء".
وبالتالي تعرض لهجمات مضادة في منتهى الشراسة من الناشطات النسائيات حيث وصفته الناشطة البارزة كيت ميليت بأنه "أكثر الخنازير الذكور شوفينية".

وفي أواخر حياته قام بمراجعة العديد من آرائه السابقة ولكنه لم يتنازل قط عن حقه في التعبير عن نفسه، فالزمن لم ينل من سلاطة لسانه حيث وصف الفن المعماري الحديث بأنه "عار" و"كارثة". وقال "إن أمريكا ازدادت قبحا خلال الـ25 عاما الأخيرة".

==

نورمان ميلر والثقافة المريضة
توفي منذ يومين الروائي والكاتب الصحفي الأمريكي الشهير نورمان ميلر عن عمر يناهز 84 عاما. وينظر إليه الأمريكيون والغربيون عموما على أنه واحد من أبرز الأدباء والصحفيين في ما بعد الحرب العالمية الثانية. وقد فاز ميلر بجازة بوليتز المرموقة مرتين الأولى عام 1968 عن روايته "جيوش الظلام" والثانية عام 1979 عن روايته "أغنية الجلاد".
وُلد ميلر لأب يهودي من جنوب إفريقيا وأم أمريكية وفور تخرجه من جامعة هارفارد تم تجنيده وألحق بالقوات الأمريكية في الفيلبين أواخر الحرب العالمية الثانية. بعد انتهاء الحرب عاد إلى أمريكا وكتب عن تجربته في الحرب أولى رواياته الطويلة "العراة والموتى" (
The Naked and the dead) التي لاقت شهرة ونجاحا جعل من ميلر نجما أدبيا وهو ما زال في الخامسة والعشرين.
تقلبت بميلر بعد ذلك دروب الحياة ، وكانت حياته عموما صاخبة وربما مجنونة. وكان ينتقل أحيانا من النقيض إلى النقيض.هاجم بقسوة الثقافة الأمريكية – وهو ربيبها - وتبنى في البداية الفكر اليساري الشيوعي وأسس مجلة "صوت القرية البديل". لقد قرأت عدة تحليلات إعلامية بعد وفاته عن عبقريته وإبداعه ، وأنه برغم أنه لم يفز قط بجائزة أفضل رواية أمريكية ، إلا أنه يعتبره كثيرون "عميد الأدب الأمريكي" ، وابن الأدب الأمريكي المشاغب والمدلل.
إن الحضارة "الأمريكية" بها من الهشاشة والضعف ما يظهر واضحا في المثل العليا التي تقدمها للناس ، ومنهم نورمان ميلر. إن الإبهار الإعلامي الذي صاحب وفاته لا يجد ما يستند إليه إلا عبارات فضفاضة لا معنى لها أطلقها ميلر في مناسبات عديدة ويروونها الآن على أنها عيون الحكمة. هذا شأنهم على أي حال. أما نحن فلماذا نتبعهم في هذا الهوس ؟ لماذا نكبر ما يكبرون ونصغر ما يصغرون ؟ ، أليست لنا مرجعيات مختلفة وثقافة مختلفة ينبغي أن نحترمها ؟

إن الإبداع الفني وراءه بشر من البشر ، وسيرة هؤلاء المبدعين يجب أن تنسجم وتتوافق مع إبداعهم بشكل من الأشكال. إذ ليس من المعقول أن نعجب بكاتب ونحن نعلم أن حياته مليئة بالرذائل أو مليئة بالعقد والأمراض النفسية ، إننا حين يعجبنا كاتب فإننا نسلمه عقولنا وخيالنا بنسبة ما ، ولذلك من الضروري أن تكون شخصيته وحياته محترمة ومتناغمة مع ما يدعونا إليه ، وإلا فلا يلزمنا أن نقلد غيرنا تقليد العميان.
هذه مثلا بعض ملامح حياة نورمان ميلر وفكره:

في الخمسينيات كانت كل مقالاته وكتبه تنحصر في ثلاثية (السياسة – الجنس – المخدرات) ، وينحصر معها فكره عن الحياة كلها !.
تزوج ميلر 6 مرات وطلقهن جميعا في المحاكم بعد محاكمات عاتية. وقتل زوجته الثانية بطعنات نافذة أثناء حفل ماجن ، ونجا من العقاب بإحالته لمستشفى للأمراض العقلية.

نادى لسنوات بنظريات يرى فيها أن الثقافة الأمريكية ستندحر وسيحل محلها الفكر اليساري ، وقد امتد به العمر ليرى بنفسه أن الفكر اليساري الشيوعي هو الذي مات غير مأسوف عليه. بل عاش ليرى زملاءه وأقرانه أصبحوا من رؤوس المحافظين الجدد الذين يسيطرون على الفكر الأمريكي اليوم.
كان ميلر ملحدا ، ولكنه كان يؤمن ببعض المعتقدات الخرافية كالتناسخ ، وقد سأله قبل شهور الروائي الأسكتلندي أندرو أوهاجان عن التناسخ وعن الصورة التي يرغب أن تكون عليها حياته التالية ؟، فقال ميلر"... حسنا، أنا في انتظار ما سيأتي ؟ أنا في غرفة الانتظار. و أخيرا نودي علي اسمي، أذهب حيث يوجد ملاك للمراقبة يقول، سيد ميلر، نحن سعداء جدا بلقائك. الأنباء الطيبة هي أنك علي وشك عملية تناسخ. أقول، شكرا، فأنا لم أرغب أبدا في سلام أبدي. يقول الملاك، طيب، لكن فيما بيننا، فهو ليس حقا سلاما أبديا، بل علي الأحري محموم قليلا. دعني أري، قبل أن أنظر وأري ما أعددنا لك، دائما نسأل الشخص : ماذا ترغب في أن تكونه بحياتك القادمة ؟ وأقول، طيب، أظن أنني أريد أن أكون رياضيا أسود. لا أهتم بالمكان الذي تضعني فيه، سأنال فرصي، لكن نعم، هذا ما أريد أن أكونه، رياضيا أسود.
يقول الملاك : اسمع سيد ميلر ، لدينا طلب زائد علي هذا القسم، الجميع يرغبون بأن يصيروا رياضيين سود في حيواتهم التالية. دعني أري ما أعددناه لك. وهكذا يفتح الكتاب الكبير، ينظر ويقول، لقد حجزنا لك حياة صرصور. لكن ثمة أنباء طيبة : ستكون أسرع صرصور في البناية....".

وقد سأله أيضا: ألم يشكك الانتحار في جرأة همنجواي ؟
فأجاب "... لقد كرهت التفكير في موته بهذا الشكل. آثرت استبدال ذلك بإطروحة : لقد تعلم همنجواي مبكرا خلال حياته أنه كلما تجاسر علي الموت كان أفضل. لذا فقد طرأت ببالي فكرة أنه ليلة بعد ليلة وفيما كان همنجواي وحيدا، وبعد أن ألقي تحية المساء علي ماري، ذهب همنجواي إلي حجرة نومه ووضع إبهامه علي زناد البندقية واضعا الفوهة في فمه ثم عصر الزناد قليلا و - رعشة و ارتعاد - كان يجرب رؤية ما قد كان أوشك عليه دون أن ينفجر جسده. في ليلته الأخيرة ذهب لأبعد من ذلك. بالنسبة لي يبدو ذلك معقولا بدرجة أكبر من مجرد تفجير نفسه إلي أشلاء. علي كل حال، إنها محض نظرية."

إن المشاهير والنجوم الذين ينصبهم الغرب الآن أمام العالم في ثقافة رديئة وخاوية ، ليس من الضروري على وسائل إعلامنا أن تقلدهم وتتبنى مزاجهم وفكرهم. إن القوة الناعمة للثقافة في عالم اليوم لها تأثير بالغ في تشكيل الأفهام والنفوس ، لذلك يجب أن نتميز عنهم ولا ننجر بسذاجة لما يعرضونه محاطا بجو من الإبهار والأضواء. ويجب أن نقدم نحن البديل لهذه الثقافة المريضة.
د. محمد هشام راغب
h@el-wasat.com