عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 11:26 PM
المشاركة 23
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




آيات أرضية


(ج 2)




الناس‏


الجمع المتهالك من الناس‏


ميتو القلوب‏


المتكئون‏


المنذهلون‏


في ظل وطأة أجسادهم المشؤومة‏


يرتحلون من غربة إلى غربة‏


الشهوة المؤلمة للجريمة‏


تتورم على أيديهم


أحياناً‏


شرارة، شرارة بسيطة تجعل هذا‏


الحشد الساكت الفاني‏


يتلاشى بلمح البصر


إنهم يهجمون بعضهم على بعض‏


الرجال بعضهم يقطع بالسكين حلقوم الآخر


وعلى أسرّة من دم‏


يغتصبون العذارى


إنهم غرقى وحشيتهم‏


إحساسهم بالإثم شلّ أرواحهم‏


العمياء الغبية


وَ دائماً


في مراسم الإعدام‏


عندما يضعون حبلاً في عنق المحكوم


وتقفز عيناه المتشنجتان من محجريهما‏


تراهم منزوين في أعماقهم‏


ومن التخيل الشهواني‏


تصعق أعصابهم الشائخة التعبى


ودائماً‏


في أطراف الساحات العامة‏


ترى هؤلاء المجرمين الصغار‏


يقفون وكلهم دهشة‏


من الانسكاب الأبدي لماء النوافير‏


ربما لم يزل وراء العيون المسحوقة‏


في عُمقِ الانجماد‏


ثمة من هو نصف ميت‏


على وشك موت كاذب


وهو في سعيه المحتضر‏


يريد أن يؤمن بنقاء صوت الماء


ربما‏


لكنْ كم هو فراغ لا نهائي هذا


لقد ماتت الشمس‏


وما من أحد عرف بأن تلك الحمامة‏


الحزينة التي فرّت من القلوب‏


اسمها: الإيمان


آه‏


أيها الصوت الحبيس‏


ترى، هل أن عظمة يأسك‏


من لا اتجاه في هذا الليل الضجر‏


سوف تفتح ثقباً إلى النور؟‏


آه‏


أيها الصوت الحبيس‏


يا صوت الأصوات الأخير




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)