عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 01:29 PM
المشاركة 10
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ القُـرْآن ]
---------------

القرآن : هو كلام اللّه الذي نزّله نجوما ـ في أوقاتها المعيّنة لانزالها ـ على خاتم أنبيائه محمّد (ص) ، بلغة العرب ولهجة قريش منهم ، ويقابله الشعر والنثر في الكلام العربي .
وعليه فإنّ الكلام العربي ينقسم إلى قرآن وشعر ونثر.
وكما أنّه يقال لديوان الشاعر: ( شعر ) ، وللقصيدة في الديوان : ( شعر )، وللبيت الواحد فيه : ( شعر ) وللشطر الواحد أيضا : ( شعر) ، كذلك يقال لجميع القرآن : ( قرآن ) ، وللسورة الواحدة : ( قرآن ) ، وللاية الواحدة : ( قرآن ) ، وأحيانا لبعض الاية : ( قرآن ) ، مثل ( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) في الاية الثالثة من سورة البقرة . والقرآن بهذا المعنى ، مصطلح إسلامي وحقيقة شرعيّة . إنّ منشأ هذه الاستعمالات مجيئه في القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف .

أسماء اُخرى للقرآن :
إستخرج العلماء من القرآن أسماء اُخرى للقرآن الكريم مثل : ( الكتاب ) و( النور ) و( الموعظة ) و( كريم ) .
1 ـ الكتاب : لقوله تعالى في سورة البقرة :
( الَّم* ذلِكَ الْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) ( الايتان 1 و2 )
2 ـ النّور : لقوله تعالى في سورة النّساء :
( وَأَنْزَلْنَا إلَيْكُمْ نُورا مُبِينا ) (الاية 174).
3 ـ الموعظة : لقوله تعالى في سورة يونس :
( ... قَدْ جَاءتكُم مَوعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ... ) (الاية 57) .
4 ـ كريم : لقوله تعالى في سورة الواقعة :
( إنَّهُ لَقُرْآنٌ كريمٌ ) (الاية 77) .
وندرس من الاسماء الانفة الكتاب فيما يأتي.....

[ الكـتاب ]
----------------
يظهر بأدنى تدبّر في موارد استعمال الكتاب في القرآن الكريم بانها جاءت هي ونظائرها وصفا للقرآن الكريم ، وليست أسماء له ، ما عدا الكتاب الذي ليس واضحا أنه ليس اسما للقرآن الكريم ، ومن ثمّ ندرس موارد استعمال لفظ ( الكتاب ) في اللغّة والقرآن الكريم في مايأتي بإذنه تعالى :
جاء استعمال الكتاب في اللّغة والقرآن لمعان متعددة منها :

أوّلاً ـ في اللّغة :
أ ـ كتب الكتاب كتبا وكتابا .
أي دوّن حروف الهجاء على أشكال تكون فيها الكلمات والجمل مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة :
( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) (الاية 79) .
ب ـ جاء الكتاب مصدرا سمّي به المكتوب فيه ، مثل قوله تعالى في حكاية قول بلقيس في سورة النمل :
( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِن سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) (الايتان 29 و 30) .

ثانيا ـ في القرآن الكريم :
اُطلِقَ الكتاب في القرآن على التوراة والانجيل والقرآن وكلّ كتاب أنزله اللّه على رسله مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة :
1 ـ ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتبَ... ) (الاية 87) للتوراة .
2 ـ ( ... وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَي‌ْء وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (الاية 113) للانجيل .
3 ـ ( الَّم * ذلِكَ الْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) (الايتان 1، 2) للقرآن الكريم .
4 ـ ( ... فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأنْزلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ... ) (الاية 213) أي أنزل مع كلٍّ منهم كتابا .
وسمّى اليهود والنصارى أهل الكتاب في قوله تعالى في سورة المائدة :
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَي‌ْء حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالاِْ نْجِيلَ ) (الاية 68) .

* * *
كان هذا معنى الكتاب الذي يساوي المصحف في المعنى في اللّغة والقرآن الكريم واشتهر عند النحويين كتاب سيبويه في النحو بـ‍ ( الكتاب ).
قال حاجي خليفة في باب الكتاب من كشف الظنون :
( كتاب سيبويه في النحو: كان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علَما عند النحويين، فكان يقال بالبصرة : وقرأ فلان الكتاب ، فيُعلم أنّه كتاب سيبويه ، وقرأ نصف الكتاب ، فلا يشكّ أنّه كتاب سيبويه ... ) .
وشرحه أبو الحسن علي بن محمّد المعروف بابن خروف النحوي الاندلسي الاشبيلي ( ت : 609 هـ ) ، وسمّـاه تنقيح الالباب في شرح غوامض الكتاب .
وشرح أبو البقاء عبداللّه بن الحسين العكبري البغدادي الحنبلي ( ت: 616 هـ ) أبياته وسمّـاه : لباب الكتاب.
ولابي بكر محمّد بن حسن الزبيدي الاندلسي الاشبيلي ( ت: 380 هـ) : أبنية الكتاب .
إذا فليس ( الكتاب ) اسما للقرآن في القرآن الكريم ولا في عرف المسلمين .
ونستنتج من هذا البحث ونقول :
إنّ العلماء أخطأوا إذ فسّروا ما جاء من لفظ ( الكتاب ) أو ( كتاب ) في محاورات الصحابة بمعنى القرآن ، في حين أنهم قصدوا من ( الكتاب ) ما فرض اللّه على عباده ...

23 / 8 / 2010