الموضوع: ابقي مَعي ..
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3992
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
04-02-2012, 11:55 PM
المشاركة 1
04-02-2012, 11:55 PM
المشاركة 1
Post ابقي مَعي ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كان كثير الهروب من الأرضِ للبَحرِ عَبرَ التَمددِ لساعاتٍ على سَطحِ البَحر .!! يكرهُ المواجهة لا لأنه ضعيف ..بل لأنه يكرهُ أن يجرح كائناً منكان, يظلُ أشهراً يستجمع قواه للحياة في البر وينجحُ في ذلك ويخرج فيعاصرُالحياةَ وتعصره ...



فطيبته المُفرطة وحُسن نيته تجعل الأمور من حوله تتفاقمُ وتتعقد ُوتصلُ لنهاياتٍ مُغلقة فيهربُ إلى سطح الماء !!



ذات نهار وبعد جولة من جولاته الخاسرة في البر والتي ظل أشهراً يستجمع قواه لينتصر فيها عاد معصوراً لسطح البحر متألماً نازفاً, رمى بنفسه فوق سطح الماء رمية عنيفة , وظلَ يسبح ويسبح ولا يتوقف إلا ليخلع ( نظارة البحر) ليفرغها من دموعه !!


حتى ابتعد كثيراً عن الشاطئ فتوقف وأغمض عينيه وظل لوقتٍ طويلٍ ممدداً دون حراك حتى شعر بتحسن حالته فأقفل عائداً لمنطقة يرى فيها قاع البحر ...

ظل يسبح ببطء شديدٍ نحو الشاطئ وبدأ القاع يظهر له قليلاً قليلاً وماأن اتضحت الرؤية حتى رأى سمكة ضخمة تتحرك بعنف بجوار صخورٍ في القاع وكأنها عالقةٌ فيها !!!

استغربَ كيف تصُل سمكةٌ بهذه الضخامة إلى هذا المكان ؟!!
أخرج سكينه الحادة و ملأ رئتيه بالهواء ومال بجسده في الماء وبضربة من( زعانفه) كان بجوار السمكة , اقترب منها وكان توقعه صحيحاً فهي عالقةٌ بين الصخور... ففي فمها بقايا ( جَلبٍ ) لسنارة صيد ٍ تكشفُ أن صياداً هاوياً علقت السمكةُ بسنارته فلما قاومته قطعَ ( الجَلبَ ) وصلته بها !!! فلما مرت من عند الصخور عَلِقَ ( الجَلبُ ) بها ...
اقتربَ من السمكةِ وهي تزدادُحركةً ونفوراً وظَل يقتربُ ويقتربُ بحذرٍ شديدٍ جداً حتى اقتربَ بسكينه الحادة من جسدها واستطاع بكل مهارة واقتدار أن يقطع( الجلبَ) ويحررها, فانطلقت مبتعدة عنه وبكل سرعتها نحو العمقِ ولم تكلف نفسها حتى أن ترسل إليه ولو نظرة شكر !!! لكنه لم يغضب منها لأنه اعتاد هذه المواقف في البر كثيراً !!
شعر بسعادة بالغة وبراحة عميقة وكأنما هو من تحرر من الصخور

ورفع نفسه يريد السطح لكنه توقف فجأة فقد لمحَ شيئاً غريباً بين الصخور !!! , عاد لينظرَ بين الصخور.. فهل مايراه واقعاً أم أنه يحلم؟!!



ظل يحومُ حولَ الصخورِ ويُمعنُ النظرَ, وفي كل مرة يزداد دهشة وذهولاًواستغراباً فما رأه بين الصخور لم يره قط في حياته كلها!!



صعدَ إلى سطحِ الماء ليجدد الهواء في رئتيه وعاودَ الغوصَ ثانية إلى حيث الصخور و الدوران حولها والنظرفيما رأه بداخلها وقد سكنته الدهشةُ واستوطنهُ الذهول ..