الموضوع
:
قصة قصيرة غَبَش عابر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
3
المشاهدات
844
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 8
المشاركات
14,144
+
التقييم
11.29
تاريخ التسجيل
Dec 2020
الاقامة
المغرب
رقم العضوية
16516
11-07-2022, 11:14 AM
المشاركة
1
11-07-2022, 11:14 AM
المشاركة
1
Tweet
قصة قصيرة غَبَش عابر
"يا رب يَعِفْ. النهر يَجِّفْ"
حقول القمح الثكلى ودعت أكفان السنابل
وشفاهها الظمأى رتلت آهات الأرامل
شيعت انتحار آخر قطرة من زيف الوعود
وسيلا للبؤس يفيض
غمر الوادي واجتث الأمل…
غردت نخلة بين الجموع:
"حتى متى هذا الخنوع! ما مر عام بلا جوع!"
ثم ودعوا عصفورا يهاجر
في قارب من قلوب الأمهات
بعيون يابسة، وأقدام باكية، وشكوى…
زحفت الحناجر هادرة:
"سنموت من العطش والقهر. أولاد وردة قطعوا النهر"
خرج شيخ، مسح بطنه وخطب:
"نصيحة العمدة تكون في السر"
ارتفعت الأيادي إلى السماء:
"يا رب يعف. النهر يجف"
تجشأ الشيخ:
"وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"
صرخ العمدة فأغلقت الأبواب:
"ليس لدي ما أمنحه لكم"
وتسلى بصور قصر العمودية الجديد.
همس الغفير في أذنه:
"عبد المعطي تزوج مرة ثانية"
ثم ضحك وقال:
"وأبو الهول سرق صحن الفول"
استعرض الغفير عبد السيد بندقيته الجديدة:
"ماركة فرنسية"
سأله العمدة:
"والأولاد الذين تظاهروا أمام العمودية؟"
"ما زالو في الحجز. لن يخرجوا غدا، أو بعد غد، أو بعد سنين"
التقط طفل ضائع صفحات منفلتة من رمال النسيان.
قرأ متلعثما:
عَ فَ فْ تَ ، فَ عَ فَّ تِ…
سخر منه راع يسوس قطيعا. يغريه بمروج وأحلام سائمة، ويد تمسك مزمارا وأخرى تلوح بعصا.
رفع الطفل الصفحات فوق أعناق الحشود، فتطايرت تبعث خيلا وأسودا، وعهود مجد غابرة.
تقدم الجمع صفا مرصوصا، وحطم سور العمودية…
رد مع الإقتباس