عيد بدون الحبيب
حسام شاب لم يتجاوز العشرين من العمر اختاره الله لجواره وقضى في حادث أليم عند عودته من الكلية
وكان هذا العيد مختلفا بدونه فقلت هذه الكلمات على لسان والده
مازال طيفُك في الفضاء أمامي
وبمقلتي تسري مع الأحزان
ما زلتُ أرقبُ عودة لك سيدي
وأراكَ في نومي وفي يقظان
وأشمُ عطرُك في ثنايا غرفتي
ويهُب ريُحك عاصفاً بجنان
وأُراقبُ الأقدام في غَدواتها
وأرأك تًخطُو نحونا بأمان
وتَمرُ بي الساعات يَثقلُ خطوها
وتًهُزني ذكراك بالأحسان
يأتي الصغار إليَ في حاجاتهم
وتَغيبُ أنت ببسمة وأغاني
إني لأبُصرُ هرولات في الضحى
في الليل أنت حِكايتي وبيان
إني أُحدث من لقيتُ بسيرة
لك في الحياة منيرة الأركان
بالدمع أشرقُ حينما أروي لهم
يومَ الفراق رواية تغشاني
مازالتِ الذكرى تَدق وتنتشي
في يوم عيد مالها نسياني
إني أُُقبل طيفكم يا مُهجتي
أو تَختفي من خاطري بثوان
كلا وألفُ حكاية لك في فمي
ولكَ الفؤادُ معبراً بمعان
إني أُضاحك من لقيتُ ودمعتي
محبوسة في سِجنها بأمان
لك يا حبيبي دعوة قدسية
عند السجود أقولُُها بحناني
فليرحم اللهُ الحبيب ويُجزه
بالجنة الخضراء والغفران
14/10/1432هـ