عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 12:05 AM
المشاركة 8
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني
  • غير موجود
افتراضي
(مرج البحرين يلتقيان.بينهما برزخ لا يبغيان)
عندما وقعت عيناي على هذه القصيدة-التجربة المثيرة تمثّلتُ بالآية الكريمة وأنا أهز رأسي دهشة وإعجابا.فعدت مرارا لقراءتها كأنما أعوّد أذني على نغمة جد مبتكرة ولكنها مسموعة فما كانت نشازا ولا خروجا على كل القواعد والألحان ومقاماتها.ما زلنا في نفس الدائرة :دائرة المختلف التي تضم هذين البحرين الطويل والبسيط وما تعدينا لها حدودا فأين الإشكال؟
فالخليل رحمه الله ما كان ليهذي وقد وضعهما معا في تلك الدائرة وانظر لعبقريته الرياضية التي لا تقل عن عبقريته الموسيقية إذ يختار هذا الشكل الهندسي ويرسم عليها الطويل بتفعيلاته من اليمين فإذا فصلت عيلن من آخره وسرت يسارا فالبسيط!
فما الذي فعله الدكتور مصطفى؟لقد جاء بلحن مركب من نغمتين مسموعتين في نفس الدائرة.
بدلا من أن يوقع بنغمة واحدة أتبعها بثانية ثم عاد للأولى فالثانية وأسمعك مقاما جديدا قديما
ولم يكتف بذلك بل جاءك بمقطع فيه النغمة الأولى صافية ثم عاد بلحن البداية وتلاه بالنغمة الثانية مفردة ليختم بلازمته الموسيقية التي بها بدأ.
الأمر ببساطة الشليح قدم لنا أغنية كلثومية مركبة اللحن وليس نشيدا يتيم النغمة فهل ثمة نشاز في هكذا أغنية؟
اذلك خير أم ذاك المستطيل الثقيل الذي ابتدعه بعض المتأخرين من عكس الطويل؟
أجزم أن هذا البحر المختلف خير من بعض البحور الخليلية الشبه مهجورة (المختلف؟ يصلح اسما له فما تقول سيدي؟!)
المبدأ برأيي المتواضع لن يختلف عليه الكثير ولكن تبقى تفاصيله من حيث الزحافات والعلل الطارئة على هذا البحر وما يخف منها أو يحسن وما يقبح.مثلا هل يسوغ البحران بضربين مختلفين عما جاء في القصيدة ك فعِلن ومفاعلن أو فعلن وفعولن؟ شخصيا لا أظن.
أحسب كذلك أستاذي أنك لو استهللت البسيط بالسبب الثقيل في مفاعلن بدلا من مستفعلن لكان ذلك أسوغ وأطرب ولخدعت الآذان وحيرت الألباب وربما مر الأمر على أكثرنا والنبيه سيقول زحّف الشاعر ولن يتبادر الى ذهنه أن الشاعر انزلق به في موج بحر آخر (وأنا بالطبع أتكلم عن تركيب البحرين وليس عن الأبيات التي انفردا بها).
اجتهاد لا ريب عندي بصوابه من شاعر هو البحر الخضم ولا غرو فهو يتربع على الأطلس ويمينه تغرف من المحيط وشماله من البحر المتوسط!وبالنسبة لي إمام مجتهد كهذا يجوز القرض بتقليده.
إعجابي ايها الشاعر الشاعر
وسامحني على الإطالة وفضول القول.