الموضوع
:
ديوان / محمد حسن فقي
عرض مشاركة واحدة
11-02-2013, 12:48 AM
المشاركة
49
عماد تريسي
من ملوك الأدب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
4597
المشاركات:
556
جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ=ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!
وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ=وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ!
وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ=بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!
وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ=يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ!
بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ=يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ!
ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى=وليس على سطْوتي من جُناحْ!
وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ=ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!
وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم=فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!
إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ=حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!
وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ=ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!
لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ=وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!
فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ=ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!
يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ=فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ
ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع=إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!
وما أنا بالعاشقِ المستهامِ=لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!
ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ=ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..!
ولكنَّني هامٌ باليراعِ=يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..!
له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى=فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!
فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ=وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!
بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى=تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!
صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ=كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!
فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ=بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!
إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ=فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ
.
.
لأنَّ
الحزن
هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !
فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار
جرحٍ
آخر .
.....
رد مع الإقتباس