عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 12:24 AM
المشاركة 43
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إحْذَريني. فقد سَئِمْتُ من الدَّلِّ=وأَمْسَيْتُ لا أّطِيقُ التَجَّـنِّي!
إحذريني. فقد غَدَوُتُ عَيُوفاً=يَضَعُ الزُّهْدَ في مكانِ التَّمَنِّي!
إحْذَريني.فقد أعُودُ عَصَوفاَ=بعد فَرْطِ الحَنانِ. ممن سُوءِ ظَنِّي!
يا لَها مِن مَعاركٍ أَذَنَتْني=بانْدِحارٍ في الحَرْبِ. مِنْكِ. ومِنِّي!
كيف يَهْوي الحُبُّ المكينُ بِقبلبٍِ=ضالِع في الهوى . إلى دَرْكِ ضَغْنِ؟!
ضاعَ لَحْني الذي تَغَنىَّ زَماناً=بهوانا.. فما أَطِيقُ التَّغَنِّي!
وغدا حائِرا.. وكانَ قَويّاً=ولأَنتِ التي ابْتَلَتِ بِوَهْنِ!
لا تَظُنِّي الرَّوْضَ النَّضِيرَ سَيَبْقى=مُخْصِباَ. والسَّحابُ يَشفِيِهِ غَمْرا!
إنَّ حُبِّي الظَّمِىءَ بعد تَجَنِّـيك=سَيَبْني إلى الملاحِمِ جِسْرا!
وسيَتْلُو من الملاحِم ما يُشْجِيِ=نَثِيراً من الكلامِ وشِعْرا!
كُلُّها تَجْتَبِيهِ.. فالعَلَمُ الفَرْدُ=جديرٌ بالحُبَّ صَفْواَ.. وَطُهْرا!
وسَتَبْقِينَ بَيْنَ أَقْزامِكِ الغُلْفِ=وقد أَصْبَحَ الخُلودُ بَعيدا!
ولقد كانَ في يَدَيكِ فأمْسى=نائِياَ.. نائِياً.. يَصُونُ القَصيِدا!
واحْتَوَتْهُ الحِسانُ يُمْلِي عَلَيْهنَّ=من الغَالِياتِ دُرّاً نَضِيدا!
في ظِلالٍ من الخمائِلِ يَعْبقُن=بعِطْرٍ.. ويَسْتَطِبْنَ النَّشيدا!
رَدَّدَتْ زَيْنَبٌ وهِندٌ أغانِيَّ=وقد نَهْنَهَ الهوى التَّغْرِيدا!
قاَلتا في انْتِشائَةٍ أَطْرَبَتْني=ليْتَ هذي الحياةَ تُعْطِي المَزِيدا!
أَوْرَقَتْ في صُدورِنا ونَمَا الزَّهْرُ=بها واسُتُحالَ عَيْشاً رَغيدا!
ليْتَ هذا الفِرْدَوْسَ يبْقى مدى=العُمْرِ. فما أَرْوَعَ الجَنى والحَصِيدا!
وتَتَاَلتْ عليّ في الرَّوْضِ أسْرابٌ=من الغِيدِ.. كلُّهُنَّ فُتُونُ!
رُعْنَني فانْبَرَيتُ أَطرِي فَصَفَّقنَ=وأّذْكَتْ قُلوبُهُنَّ الشَّجونُ!
قُلْنَ لي أيُّها الهزارُ تَرَنَّمْ=بشَوادِيِكَ. لا طَوَتْكَ المَنُونُ!
فارْتَوَيْنا مِن بَعْد طُولِ جَفافٍ=واسْتَقامَتْ بعد الْتِواءٍ غُصُونُ!
وسَمِعنا الشِّعْرَ الطَّرِيفَ ومِن=قَبْلُ تَعاوتْ على السَّماع المُجُونُ!
أفَسِحْرٌ هذا. وإلاَّ بَيانٌ=رائعٌ؟أوْ شوامِخٌ وحُصُونُ؟
شَهِد الله أنَّ هذا يَقيِنٌ=تتهاوى به. وتَشْقى الظُّنُونُ!
قُلْتُ سُقْياً لَكُنَّ أّيَتُها الحُورُ=ورَعْياً..فإنَّني لَسِعيدُ
شاقَني تَالِدي فلمَّا بَدَوْتُنَّ=توارى عن الطَّرِيفِ التَّلِيدُ
ومن القُرْبِ من حِماكُنَّ أّحْسَسـْ=تُ بدِفْءٍ يَذّوبُ منه الجَلِيدُ
ما أُحَيْلى هذه الحياةَ إذا طابَتْ=فأقْصى الغَوِيَّ منها الرَّشِيدُ
كم جَدِيدٍ من الحياةِ .. قَديمٌ=وقَديمٍ مِن الحياةِ .. جَدِيدُ
هو سِرُّ الغَيْبِ المُسَرْبَلِ بالحُجْبِ=وسِرٌّ على العُقُولِ عَنِيدُ..
شَفَّني أَنْ عَجِزْتُ مِنه عَن الفَهـ=مِ وما شَقَّهُ بَلائِي الشَّديدُ
أيُّها الغَيْبُ . أَنَتْ نُعْمَى . وما نَدُرِي=وأَوْلى أنْ يِسْتَعِزَّ الوَصيدُ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....