الموضوع: أنت طالق...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2014, 04:23 PM
المشاركة 22
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


أود أن أقول أن دلوي في الموضوع ليس نقدا أو دراسة معمقة للقصة بقدر ما هو لمسات بسيطة أبثها أمامكم لهذا النص العملاق وهو بالفعل كذلك سواء من الناحية التصويرية والأدبية وكذا الجمالية لهذا النص العميق والذي مهما بحث المختصون فيه يبقى دائما يحمل الكثير.

بالنسبة لي أرى كقارئة بعين القارئة البسيطة وليس المتخصصة، أن الكاتبة اتخذت منحى ما يسمى ب"الفلاش باك" أي بدأت بتسليط الضوء على النهاية التي كانت محتومة وهي نهاية زواج ليس فيه أي تكافؤ لا من ناحية السن ولا من الناحية الفكرية.
ثم عادت بنا إلى بداية البداية وكيف كانت الحياة في كنف الاب الذي تخلى عن فلذة كبده لأول طارق دون اعتبار للمعايير الضرورية لقبول الزوج وهي أولا وقوع القبول والاستحسان من بين الطرفين.
والكاتبة هنا لم تخرج عن منطق الواقع بل ما زال هناك آباء وأولياء أمور يرمون ببناتهم أو من هن تحت كنفهم لأول عريس، وما زالوا يعتبرون الزوج هو الخلاص .بل لا زال من يعتبر البنت عارا على العائلة كما كان ذلك إبان الجاهلية، الفرق الذي طرأ بين الزمن الغابر والحاضر هو اختيار طريقة جديدة للوأد وهي رمي الابنة في أحضان أول طارق بل في براثن أول طارق.

بالنسبة لي كانت جملة البداية قوية جدا ووفقت أختي امباركة في رسم ذاك التهي الذي خلفته الصدمة
( الفرحة) واقول ذلك لأن بطلة قصتنا شربت نخب طلاقها وشرب النخب يكون في حالة الفوز والنجاح، لكن رغم شعورها الخفي بالانعتاق من شرنقة زوج لا يهمه من المرأة سوى الصحة والعافية وكأنها بهيمة في إصطبل جبلت على العمل الدؤوب ولا مجال لمرض ولا تعب ولا عياء.إلا أن الكاتبة صورت لنا أروع صورة للمطلقة العربية، وهي الحيرة والتفكير في المجهول والتذبذب والصراع الداخلي حول إطلاق صرخة التحرر أو التقوقع داخل هوان الطلاق.
وهنا تكمن روعة النص، وهي ذاك الفرح المنغمس في الخوف من واقع آخر ربما سيكون أكثر وحشية مما سبق.

من ناحية المحسنات أرى أن النص كله عبارة عن صور إبداعية وجمل بلاغية وأسلوب غاية في العطاء الأدبي والشموخ التصويري، حيث ارتوى وشرب من شتى ينابيع الإبداع الحسي واللفظي .

شيء اخير لو سمحت لي وهو اختيارك لعنوان " خناجر الألم" في رأيي أن هذا العنوان أيضا يلمح لمضمون النص وهو وجود ألم من البداية للنهاية، وربما عنوان " دوامة" سيكون الأقرب لمعانات بطلة قصتنا، أو ربما " تيه" "الضحية"...

ربما سأسبق زمن التحليل، وأنوه بشدة على القفلة البارعة التي ولدت من رحم المآسي والتي أرى فيها بنظرتي المتواضعة لهذا النص العملاق، إرتماء الضحية في حضن الأم وكأن الكاتبة تريد أن تفتح لنا فجوة ولو ضيقة من ضوء وأمل في نهاية النص.

هذا ما استطعت الوصول إليه من فهمي للنص، رغم أنه استعصى علي منه الكثير والكثير
شكرا لك أستاذة امباركة على القصة الرائعة، وشكرا لك أستاذ أيوب على فتح هذه النافذة التحليلية لنص وكذا على صبرك على قراءتي المتواضعة.

وأتمنى أن تكون هذه النافذة بداية لدراسة وتحليل ما يجود به المنتدى من نصوص إبداعية في شتى مجالات الكتابة.