عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2013, 11:15 PM
المشاركة 18
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
8 ـ البراديغم المعرفي

البراديغم : هو مجموعة من القواعد الضمنية أو الظاهرة التي توجه البحث العلمي في زمن معين ، من خلال تمكينه من أنماط جديدة من المشاكل والحلول ، وفق قاعدة من المعارف العالمية المعترف بها . فإذا كان للبراديغم السلوكي سيطرة في النصف الأول من القرن العشرين ، فإن تطور العلوم المعرفية أنتج توجها جديدا في السكولوجيا بني على التطورات و الاكتشافات التي حدثت بالضبط في مجال المعلوميات ، و هذا التوجه هو ما اصطلح عليه بالسكولوجيا المعرفية .

المعرفية : تعني النشاط الذهني الذي يتضمن اكتساب المعارف " تخزينها و تحويلها و استعمالها و هي توظف مجموعة من السيرورات الذهنية "كالادراك ، الذاكرة ، الصور الذهنية ، اللغة ، حل المشكلات ، التفكير و أخذ القرار"

السيكولوجيا المعرفية : هي مقاربة نظرية خاصة في علم النفس تعرف بمعالجة المعلومات و هي أيضا تستخدم كرديف للمعرفية التي سبق الإشارة إليها .

السيرورات المعرفية : هي مجموع العمليات الذهنية المنضمّة فيما بينها تبعا لمهمة ما و التي يؤطرها نموذج معالجة المعلومات .

النظام المعرفي : جهاز لمعالجة المعلومات " الذهن" يتحدد بمكونات و هندسة واشتغال معين .

العلوم المعرفية
: يقصد بها بالدرجة الأولى : علم النفس المعرفي ـ الذكاء الصناعي ، اللسنيات ، علم الأعصاب ...


1 ـ السيكولوجيا الحديثة في ظل البراديغم المعرفي

إن تطور السكولوجيا العلمية مدين بالشيء الكثير للبراديغم السلوكي الذي قطع الصلة بينها وبين السيكولوجيا الفلسفية ، ، فقد اختار أقطابه الدفاع عن الموضوعية العلمية للمنهج التجريبي ضد مخاطر الذاتية ، كما تعتبر النظرية الافتراضية الاستقرائية التي اقترحها هول سنة 1943 انجازا ضخما للسلوكية . لكن تركيز السلوكية على السلوك الحيواني و إغلاق منافذ التحليل أمام أي نشاط إنساني معقد تحكمه التمثلات الذهنية ، واقتصار تفسير النشاط الإنساني بفمهوم التعزيز ، لا يسمح بتوضيح العناصر القصدية والمكونات التمثلية ، و ستشكل اللغة المحك الرئيسي للسلوكية ، فاتضح استحالة الاكتساب والاشتغال اللسانيين للدلالة انطلاقا من الخطاطة مثير ـ استجابة فالسجال بين شومسكي و سكينر وضح ذلك ، لأن التفسير الفعلي للغة يستوجب في واقع الأمر اقتحام هذه العلبة السوداء ، التي أصر وطسون على إغلاقها لأسباب منهجية ، فتوجهت دراسات السلوكية إلى الهامش بدل المركز ، ، أي أنها بدل أن تدرس حلقة الربط بين المثير والاستجابة التي تمثل العلبة السوداء " الذهن" قامت بدراسة المثير والاستجابة من خلال الإشراط والتعزيز .
إذاكانت السلوكية عجزت عن تقديم تفسيرا ت مقنعة في اللغة و المهارات المعقدة لكونها مرتبطة أساسا بالذهن والتمثلات و هو نشاط داخلي لا توليه السلوكية أي اهتمام لكونها جعلت السلوك موضوع علم النفس . فالمعرفية ستولد مع ميلر و برينر سنة 1956 و ستولي التمثلات المركزية الأهمية النظرية نفسها التي توليها لمتغيرات السياق والمحيط ، فالفرد بالنسبة لها نظام لمعالجة المعلومات ، إذ عادة ما يقوم بتحويل المعلومات الفزيقية إلى معلومات ذهنية أو تمثلية ، وعليه فإن موضوعها يتحدد في بنية المعرفة و تكونها واشتغالها ، ومنهجها التجريب و الحساب والمحاكاة . فهي تسعى إلى تفسير هندسة الذهن الإنساني و قانون تمثله للمعارف و آليات اشتغاله .