++ ابني يكتب قصة ++
استأذن والده كي يزور أقرباءهم في البلدة القريبة ، وغادر في صباح اليوم التالي . .
خلال تجواله في البيت ، دخل الوالد بالصدفة إلى غرفة ولده الغائب ، ووجد على مكتبه دفتراً قد ترك مفتوحاً على صفحة معينة ، ولها في الأعلى عنوان :
" الإنسان الذي عرف الحقيقة "
(( الأسد بطبعه قد لا يكون متوحشاً كما يشاع عنه ، فهو عطوف على أشباله ، ولا يهاجم إلا حين يجوع ، أو حينما يحاول أحد أن يعتدي على عرينه ، وكذلك الإنسان فقد خلقه الله بطبع هادىء مسالم ، وهو لا يعتدي على أحد إلا إذا وجده سارقاً ، مغتصباً ، أو حين يحاول أن يعتدي على الحمى ، وهذا النظام الفطري ، هو نظام مقدس ، خلقه الله وزرعه في نفوس البشر )).
قرأ الأب القصة كاملة . . ثم جلس يتفكر فيما قرأه . .
في المساء وأمام التلفاز ، كان الحديث الرئيسي المتكرر في جميع وكالات الأنباء ،
عن التحقيقات الجارية حول اغتيال الزعيم الكبير ، صاحب الفظائع ، والمذابح ، الذي عاش حياته فوق القانون ، واشتهر عنه معاداته للإنسـانية ، وللحقيقة والعدل ، وكذلك فقد تلطخت يداه بدماء كثير من الأبرياء . .
وكثرت الأقاويل والتعليقات حول المهاجم الغامض ، وكيف واجه الزعيم بدون رهبة
أو خوف . . وكيف قتله وسط دارته المحصنة ، وأردى معه حارسين مدججين بالسلاح ، قبل أن يستطيع باقي الحراس أن يردوه قتيلاً . .
لم يجدوا معه شيئاً يدل على شخصيته . . ووجهه مشوه . . قد ضاعت معالمه . . وهو شاب يافع لم يجاوز العشرين ربيعاً . .
همٌّ مفاجىء أصاب قلب الوالد . . وقام مسرعاً يتصل بأقربائه . . يطلب إليهم أن يعود ولده إلى الدار ، فالحالة الأمنية بعد حادث الاغتيال ، غير مستقرة ، ولا تبشر بخير..
* ابنك عمر . . ! ! كلا . . لم نره مذ أن كنتم عندنا في الصيف الماضي . .
** أحمد فؤاد صـوفي **
اللاذقية - ســــوريا