عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2013, 02:03 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مثال على ما قلته اعلاه هذه القصيدة القصيرة والجميلة للشاعر ادونيس والتي اسمها "نبوءة"
للوطن المحفور في حياتِنا كالقَبْر
للوطن المخدّرِ المقتولْ
تَجيءُ من سُباتنا الألفيّ ، من تاريخنا المشلولْ
شمسٌ بلا عبادهْ
تقتلُ شيخَ الرّملِ والجرادَهْ
والزَّمنَ النابتَ في سهوبهِ
اليابس في سهوبهِ
كالفِطرْ
شَمسٌ تُحبُّ الفتكَ والإبادَهْ
تطلعُ من وراء هذا الجسرْ...




وتشتمل على نبوءة وهي حتما معقدة التركيب ورمزية وكودية ولا اظن ان ادونيس نفسه يعرف معناها وهو حتما كتبها في ظل سيطرة العقل الباطن ؟!
وهذه النبوءة ارها قيلت فيما يجري في الشام الان فالشاعر هنا يرى بأنه في زمن قادم على زمن قول القصيدة سوف تأتي:
شمسٌ بلا عبادهْ
تقتلُ شيخَ الرّملِ والجرادَهْ


- وفي تصوري ان المقصود في الشمس هنا قائد كرزمي يكون له شأن عظيم؟ وسوف ينجح هذا القائد على قتل جالوت العصر كما فعل داوود وفي الغالب سيكون هذا القائد يتيم وضعيف ويقتل شيخ الرمل والجراده وفي ذلك كناية عن تجبره وانه يأكل الاخضر واليابس مثل الجراد وسيكون قتله باداة غاية في البساطة على شاكلة حجر داوود.. الذي قتل جالوت.
وبدوره سوف يكون هذا القائد فتاك في حكمه ويرتكب ابادات جماعية :
شَمسٌ تُحبُّ الفتكَ والإبادَهْ
تطلعُ من وراء هذا الجسرْ...


اما من اين سيأتي ؟؟؟ فمن وراء هذا الجسر؟ لكن اي جسر ذلك؟

ولا شك النص غامض ولا يمكن الجزم بمقاصده :
- فهل الحديث عن هذا الزمن ام عن زمن قادم؟
- هل نحن على وشك ولادة قائد كرزمي يكون له شأن عظيم؟
- ومن المقصود بوصف شيخ الرمل والجرادة؟ هل هو قائد معاصر؟
- وهل سيأتي هذا القائد الذي يقتل شيخ الرمل والجرادة من منطقة خلف جسر الشغور؟ ام ان الحديث يجري عن جسر آخر تماما؟ ام ان كلمة ( جسر ) تحمل على معاني مستقبلية لا يمكن ادارك كنهها الان؟
- هل تنبطق هذه النبوءة على هذا العصر؟ ام هي تتحدث عن عصر قادم؟ وربما تظل صالحة لعدة عصور قادمة يظل فيها منطق انتصار الضعيف على الحاكم القوي الجبار قائما؟

في كل الاحوال لا يمكنني اعتبار هذا النص مجرد حالة هذيان ولا قيمة ولا معنى له لانه غارق في الرمزية وعلى اعتبار انه شعر حداثي...

ذلك لان بعض العقول قادرة على توليد نصوص كودية استشرافية قد لا يعي مغزاها حتى اصحاب تلك العقول التي ولدت النصوص؟! ومنها هذه القصيدة.
====