عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2010, 11:14 PM
المشاركة 7
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولابن القيم فى زاد المعاد كلام نفيس حول وقوف النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة نسوق هنا بعضه ، قال : وموضع خطبته لم يكن من الموقف ، فإنه خطب (4) بُعرنة وليست من الموقف ، وهو صلى الله عليه وسلم نزل بنمرة ، وخطب بُعرنة ، ووقف بعرفة ، وخطب خطبة واحدة ، ولم تكن خطبتين جلس بينهما . فلما أتمها أمر بلالاً فأذن ، ثم أقام للصلاة فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما بالقراءة ، وكان يوم الجمعة فدل على أن المسافر لا يلزمه الجمعه ، ثم أقام فصلى صلاة العصر ركعتين أيضاً ، ومعه أهل مكة ، وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب ، ولم يأمرهم بالإتمام ولا بترك الجمع . ومن قال : إنه قال لهم : " أتموا الصلاة فإنا قوم سَفر " فقد غلط فيه غلطاً بيناً ، ووهم هما قبيحاً وإنما قال لهم ذلك فى غزوة الفتح بجوف مكة حيث كانوا فى ديارهم مقيمين . ولهذا كان أصح أقوال العلماء ، أن أهل مكة يقصرون ويجمعون بعرفة كما فعلوا مع النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذا أوضح دليل على أن سفر القصر لا يتحدد بمسافة معلومة ولا بأيام معلومة ولا تأثير للنسك فى قصر الصلاة البتة .
وإنما التأثير لما جعله الله سبباً وهو السفر ، هذا مقتضى السنة ، ولا وجه لما ذهب إليه المحددون . فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ، فوقف فى ذيل الجبل عند الصخرات ، واستقبل القبلة وجعل جبل المشاة بين يديه ، وكان على بعيره فأخذ فى الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس ، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنه . وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك بل قال : " وقفت هنا وعرفة كلها موقف " .


يتبع ..

~ ويبقى الأمل ...