عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2020, 07:47 AM
المشاركة 2652
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... صُغْرَاهُنَّ شُرَّاهُنَّ ....


ويروى " صُغْرَاها شُرَّاها " ويروى " مُرَّاهَا " .
وأول من قال ذلك امرأة كانت في زمن لقمان بن
عاد ، وكان لها زوج يقال له الشَّجيُّ ، وخليل يقال
له الخَليُّ ، فنزل لقمان بهم ، فرأى هذه المرأة ذات
يوم انْتَبَذَتْ من بيوت الحي ، فارتاب لقمان بأمرها ،
فتبعها ، فرأى رجلاً عَرَضَ لها ومَضَيا جميعًا وقَضَيا
حاجتهما ، ثم إن المرأة قالت للرجل : إني أَتمَاوَتُ فإذا
أسندوني في رَجَمِي* فأتِنِي ليلاً فأخْرِجني ثم اذهب إلى
مكان لا يعرفنا أهلُه ، فلما سمع لقمان ذلك قال : ويل
للشَّجيِّ من الخليِّ ، فأرسها مثلاً ، ثم رجعت المرأة إلى
مكانها وفعلت ما قالت ، فأخرجها الرجل وانطلق بها
أياماً إلى مكان آخر ، ثم تحولت إلى الحي بعد بُرْهة ،
فبينا هي ذاتَ يوم قاعدةٌ مرت بها بناتها ، فنظرت إليها
الكبرى فقالت : أمي والله ، قالت الوُسْطَى : صدقتِ
والله ، قالت المرأة : كذبتما ما أنا لكما بأم ، ولا لأبيكما
بامرأة ، فقالت لهما الصغرى : أما تعرفان محياها ، وتعلقت
بها وصرخَتْ ، فقالت الأم حين رأت ذلك : صغراهن
شراهن ، فذهبت مثلاً ، ثم إن الناس اجتمعوا فعرفوها
فرفعوا القصة إلى لقمان بن عاد ، وقالوا له : اقض بيننا ،
فلما نظر لقمان إلى المرأة عرفها فقال : عند جُهَيْنَةَ الخبرُ
اليقين ، يعني نفسه وما عاين منها ، فأخبر لقمان الزوجَ
بما عرف فقال: عند جهينة الخبر اليقين ، يعني نفسه وما
عاين منها ، فأخبر لقمان الزوجَ بما عرف ، وأقبل على
المرأة فقصَّ عليها قصتها كيف صنعت ، وكيف قالت
لصديقها ، فلما أتاها بما لا تنكر قالت : ما كان هذا في
حسابي ، فأرسلتها مثلاً ، فقيل للقمان : احكم فيها ، فقال :
ارجُمُوها كما رَجَمت نفسَها في حياتها ، فرجمت ، فقال
الشجيّ : احكم بيني وبين الخليّ ، فقد فرق بيني وبين
أهلي ، فقال : يفرق بين ذكره وأنثييه كما فرق بينك وبين
أنثاك ، فأخذ الخلي فجُبَّ ذكره .

* الرجم - بالتحريك - القبر