عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2019, 06:08 PM
المشاركة 4
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
حيثما تندمج أو تنحرف مسارات السكه الحديدية,يوجد كشك من طابقين يقف هناك كمناره شارده ,منزل تحويلات.
يوجد العديد منهم على طول الخط,وتلك الأماكن هى التى يجد فيها ليف و سايفى الملجأ كل ليله.

“ألست خائفا أن يجدنا أحد من عمال السكه الحديد هنا؟” يسأل ليف بينما يقتربا من أحد تلك المنشآت البائسه.
“لااا,ليست مستخدمه بعد الآن,”يخبره سايفى.”النظام بأكمله آلى, كان هكذا منذ سنوات,لكنه مكلف للغاية أن يهدمو تلك الأكشاك...أعتقد أنهم فكروا فى النهاية ستتكفل الطبيعة بهدمهم مجانا.”

منازل التحويلات مغلقه بقفل.لكن القفل قوى فقط بقوه الباب الذى يؤمنه.و هذا الباب مُحدد فيه مسارات للنمل الأبيض.ركله واحده تكسر رباط القفل من الخشب ,و يطير الباب للداخل فى وابل من الأتربه و العناكب الميته.

فى الأعلى يوجد غرفه ثمانيه فى ثمانيه,نوافذ على الجوانب الأربعه.إنه شديد البروده.سايفى لديه معطف شتوى يبدو أنه غالى الثمن يبقيه دافئا فى الليل. ليف لديه فقط معطف منتفخ من الفايبر قد سرقه من على كرسى فى المول ذاك اليوم.
سايفى قد أدار أنفه لأعلى حين رأى ليف يأخذ المعطف,فقط قبل أن يغادرا المول.

“السرقه هى للبؤساء,”قد قالها ساي.”لو كنت راقى,فأنت لا تسرق ما تحتاجه,بل تجعل الآخرون يعطوه لك بإرادتهم الحره.. تماما كما فعلت فى ذاك المطعم الصينى.الأمر كله يتلخص فى كونك ذكى, و سلس ... سوف تتعلم.”

معطف ليف الذى سرقه أبيض,و هو يكرهه ... طوال حياته قد لبس الأبيض.
انعدام عذرى للون قد حدد كينونته,
لكن الآن لا يوجد أى راحه فى لبسه.

يأكلوا جيدا تلك الليله, فضلا لليف,الذى أخيرا حظى بعصف دماغى للبقاء. تضمنت الحيوانات الصغيره التى قُتلت بالقطارات الماره.
“أنا لن آكل أى قتيل للقضبان !” سايفى أصر حين اقترح ليف الأمر.
”تلك الأشياء قد تكون متعفنه هنا لأسابيع, على حد علمنا.”
“لا,”قال له ليف.”إليك ما سنفعله: نحن نمشى عده أميال على السكه,و نحدد كل كائن ميت بعصا. ثم,حين يأتى القطار الآخر,نعود أدبارنا.أى شئ غير مُعلم يكون طازج.”
تم الاتفاق عليه,لقد كانت واجهه الفكره مقززه إلى حد كبير ,لكنها لم تختلف حقا عن الصيد.لو كان سلاحك هو محرك ديزل.

يصنعوا نار صغيره بجانب منزل المحولات و يتعشوا على أرنب مشوى و أرماديلو*,طعمه ليس بالسوء الذى تخيله ليف,ففى النهايه, اللحم هو اللحم,و الشواء يصنع بالأرماديلو تماما ما يصنعه بشريحه اللحم البقرى !

“دهس سمورجاس*!!” هكذا يقرر سايفى أن يسمي تلك الطريقه فى الصيد بينما يأكلا ,:”هذا ما أُطلق عليه إبداع حل المشكله.ربما أنت عبقرى بعد كل شئ يا فراى.”

احساس جيد أن يحصل على استحسان ساى.
“يااه,هل اليوم الخميس؟”يقول ليف,مدركا فجأه ,:”أعتقد أنه عيد الشكر!”
“حسنا,فراى.. نحن على قيد الحياه.هذا كثير جدا لنكون شاكرين لأجله.”

***

فى تلك الليله,بالأعلى فى الغرفه الصغيره لمنزل المحولات,يسأل سايفى السؤال الكبير ..:”لماذا جعلك والداك عُشر يا فراى؟”
أحد الأشياء الجيده لصحبه سايفى هو أنه يتحدث عن نفسه كثيرا.مما يمنع ليف من التفكير فى حياته الخاصه.ماعدا,بالطبع, حين يسأل ساى.

ليف يجاوبه بالصمت, مدعيا أنه نائم. و إن كان يعرف أن هناك شئ واحد لا يطيقه سايفى,فهو الصمت, لذا يملأه بنفسه.
“هل أنت ستورك؟ هل هذا الأمر؟لم يريدوك فى المقام الأول,و لم يطيقا الانتظار حتى يتخلصا منك؟”

يُبقى ليف عيناه مغلقه و لا يتحرك.
“حسنا,أنا ستورك,”يقول ساي.”حصل على أبواى على عتبه الباب فى أولى أيام الصيف. ليس أمر جليل.. كانا مستعدان أن يُنشئا عائله فى كل الأحوال.فى الحقيقه,كانا مسروران للغايه حتى أنهم جعلوه رسميا و جعلا أنفسهم ممتزوجان.”

يفتح ليف عينه.فضوليا بما يكفى ليعترف أنه مازلا مستيقظ.”لكن... بعد حرب هيرتلاند,ألم يجعلوا زواج الرجال غير قانونيا ؟”
“هم لم يتزوجا.لقد أصبحا ممتزوجان.”
“ما الفرق؟”
سايفى ينظر إليه كأنه أحمق.”حرف الميم.على أيه حال,فى حال كنت تتسائل,فأنا لست كأبواى..فبوصلتى تشير للفتيات,إن كنت تعرف ما أقصد.”
“أجل.أجل,و خاصتى تفعل المثل أيضا.” ما لا يخبره لسايفى أن أقرب ما وصل إليه لموعد أو حتى تقبيل فتاه كان الرقص الهادئ فى حفله عشوره.

فكره الحفله تجلب له توتر حاد و مفاجئ,يجعله يريد الصراخ.لذا يعصر عيناه بقوه و يُلزم ذاك الشعور المتفجر على التراجع.

الآن,كل شئ من حياه ليف القديمه هو مثل هذا.. قنبله موقوته فى عقله. (انس تلك الحياه),يخبر نفسه , (أنت لست ذاك الفتى بعد الآن).
“كيف هم والداك؟” يسأله سايفى.
“أنا أكرههم,” يقول ليف,متفاجئ أنه قالها,
متفاجئ أنه يقصدها!
“هذا ليس ما سألته؟”.تلك المره ساي لن يأخذ الصمت كإجابه.لذا يخبره ليف بأفضل ما يستطيع.
“والداى,” يبدأ..”يفعلا كل شئ مفترض منهم ... يدفعا الضرائب ,يذهبا للكنيسه ,يصوتا كما يتوقع منهم أصدقائهم,و يفكرا كما يفترض بهم أن يفكروا,و يرسلانا إلى مدارس تُنشئنا لنفكر تماما مثلهم.”
“لا يبدو الأمر شديد الفظاعه بالنسبه لى.”
“لم يكن,”يقول ليف,بينما يتراكم انزعاجه.”لكنهم أحبا الرب أكثر من حبهم لى,و أنا أكرههم لهذا.لذا أعتقد أننى سأذهب للجحيم.”
“همم. دعنى أخبرك .. حين تذهب هناك.احفظ لى مكان ,موافق؟”
“لماذا؟ ما الذى يجعلك تعتقد أنك ذاهب هناك؟”
“لا أعتقد,لكن فقط فى حاله إن حدث..عليك أن تخطط لاحتمالاتك,صحيح؟”

***

بعد مرور يومان يجدا أنفسهم فى مدينه سكوتسبرج فى انديانا.حسنا,على الأقل يعرف ليف أخيرا فى أى ولايه هم فيها.يتسائل إن كانت هذه ربما تكون وجهه سايفى.لكن ساي لم يقل أى شئ لترجيح أى احتمال .. لقد تركا خطوط السكك الحديديه,و سايفى يخبر ليف أن عليهم الذهاب للجنوب فى طرق المدينه حتى يجدا سكه تذهب لذاك الاتجاه.

ساي لم يكن يتصرف كالمعتاد....بدأ الأمر فى الليله السابقه.
شئ فى صوته .. شئ فى عينيه أيضا. فى البدايه اعتقد ليف أن الأمر فى مخيلته,لكن الآن فى ضوء يوم الخريف الباهت,إنه واضح أن سايفى ليس نفسه.

إنه متأخر خلف ليف بدلا من قياده الطريق.خطوته ليست مألوفه,متثاقله بدلا من كونها متعجرفه.يصبح ليف متوترا بطريقه لم يكن عليها حتى منذ قبل أن يلتقى سايفى.
“هل ستخبرنى أبدا إلى أين سنذهب؟”يسأل ليف,معتقدا أنهم ربما قريبون,و ربما لهذا يتصرف ساي بغرابه.
يتردد سايفى, وازنا حكمه تفوهه بأى شئ. و أخيرا يقول,:”سنذهب لجوبلين. تلك فى جنوب غرب ميسسورى,لذا مازال لدينا طريق طويل لنقطعه.”

فى مؤخره عقله,يُدخل ليف أن سايفى قد أسقط تماما لكنته الأُمبريه فى التحدث. الآن,هو يبدو كأى فتى آخر قد يكون عرفه فى منزله.لكن مع ذلك يوجد الآن شئ مظلم و أجش فى صوته أيضا.متوعدا بغموض,كصوت المستذئب قبل أن يتحول.
“ماذا يوجد فى جوبلين؟” يسأل ليف.
“لا شئ لتقلق بشأنه.”
لكن ليف يبدأ بالقلق,لأنه حين يصل سايفى لوجهته,ليف سيكون وحيدا مجددا.
تلك الرحله كانت أسهل حين كان يجهل الوجهه !

بينما يمشيان,ليف يستطيع أن يرى أن عقل ساي فى مكان آخر.ربما فى جوبلين .. ماذا قد يكون هناك؟ ربما صديقه حميمه انتقلت هناك؟ ربما قد تتبع أمه التى ولدته.
ليف كون عشرات الأسباب ليحظى سايفى بتلك الرحله, و يوجد على الأرجع عشرات أكثر لم تخطر حتى بباله.

يوجد شارع رئيسى فى سكوتسبيرج يحاول أن يبدو أصيل,لكنه يبدو فقط متهالك. إنه أخر الصباح حين يتحركا داخل المدينه.المطاعم تستعد لحشود الغذاء.
“إذا,هل ستستخدم سحرك لتحظى لنا بوجبه مجانيه,أم هو دورى لأحاول؟” يسأل ليف بينما يلتفت لساي,لكنه ليس هناك.
مسحه خاطفه للمحلات خلفه و يرى ليف باب يتأرجع منغلقا.إنه متجر لعيد الميلاد ,نافذته مزينه بالزينه الخضراء و الحمراء,رنات* بلاستيكيه,و ثلج من القطن.

لا يستطيع ليف أن يتصور ذهاب ساي لهناك,لكن حين يختلس النظر من النافذه,ها هو,ينظر فى الأنحاء كزبون ...
بالطريقه الغريبه التى يتصرف بها سايفى,لا يملك ليف خيار سوى أن يدخل هو الآخر.

إنه دافى,و رائحته كخشب الصنوبر الصناعى.إنها نوع الرائحه التى يضعونها على معطرات الجو الكرتونيه.يوجد أشجار عيد الميلاد مشذبه بالكامل مصنوعه من الألومونيوم فى كل الأنحاء,عارضه كل أنواع زينه الأعياد.كل شجره بمفهوم مختلف.
فى مكان و زمان آخر,ليف كان سيحب التجول فى محل كهذا.
تنظر لهم سيده مبيعات بشك من خلف صندوق المحاسبه.

يمسك ليف بكتف ساي.”هيا,لنخرج من هنا.”لكن ساي يبعده عنه و يذهب نحو شجره مزينه بالكامل بالذهبى المتلألأ.يبدو مأخوذا بكل المصابيح و الخيوط المعدنيه اللامعه.
يوجد رعشه خفيفه تماما أسفل عينه اليسرى.
“ساي”,يهمس ليف.”هيا.. علينا أن نذهب لجوبلين,أتذكر؟جوبلين.”
لكن ساي لا يتحرك ...
تأتى البائعه.ترتدى ستره أعياد و ابتسامه أعياد,”هل بإمكانى مساعدتكم على إيجاد شيئا؟”
“لا.”يقول ليف.”نحن على وشك الرحيل.”
“كساره للبندق.”يقول ساي.”أبحث عن كساره للبندق لأجل والدتى.”
“أوه,هم على الحائط الخلفى.”و تلتفت المرأه لتنظر عبر المحل, و فى اللحظه التى تفعل ذلك,يمسك ساي بحليه رخيصه ذهبيه متدليه من الشجره المتلألأه و يضعها فى جيب معطفه.
ليف يقف هناك فقط...مصعوقا.!
ساي لا ينظر حتى لليف بينما يتبع المرأه حتى الجدار الخلفى,حيث يناقشا كسارات البندق.
يوجد الآن هلع يتشكل فى أعماق ليف ,محاربا ببطء طريقه للسطح.

ساي و المرأه يتحدثا لبضع دقائق,ثم يشكرها ساي و يعود لمدخل المتجر.
“على أن أحصل على المزيد من المال من المنزل.”يقول هذا بصوته الذى هو ليس بصوته.”أعتقد أن أمى ستأخد الزرقاء.”

(لا تملك أم),يريد أن يقولها ليف,لكن لا يفعل,لأن كل ما يهم الآن هو الخروج من المتجر.
“حسنا إذا,”تقول البائعه.”احظوا بيوم جيد!”
يرحل ساي و يتأكد ليف أن يكون ورائه مباشره,فقط فى حال انتابت ساي رغبه فجائه وهميه بالعوده للمتجر و أخذ شئ آخر.
حينها,فى اللحظه التى انغلق الباب ورائهم,سايفى يهرب.لا يجرى وحسب, بل ينقذف,كما لو كان يريد الخروج من جلده ... يفر مبتعدا عن الحى, ثم إلى الشارع.ثم يرجع مجددا.السيارات تعوى .. شاحنه تكاد تدهسه.ينطلق صوب اتجاهات عشوائيه كبالون يخسر الهواء,ثم يختفى فى زقاق فى آخر الطريق.

هذا ليس عن مصباح ذهبى لعيد الميلاد,لا يمكن أن يكون.إنه انهيار.انها نوبه, الطبيعه التى لا يستطيع ليف حتى أن يحزرها.
(على فقط أن أتركه يذهب),يُفكر ليف ,(اتركه يذهب,ثم اهرب فى الاتجاه المعاكس ,ولا تنظر للخلف ),ليف يستطيع النجاه بمفرده الآن.يمتلك ما يكفى من ذكاء الشارع.يمكنه النجاه دون سايفى ... لكن ,كان يوجد تلك النظره فى سايفى قبل أن يهرب , اليأس .. لقد كانت تماما كالنظره المعتليه وجه كونر فى اللحظه التى سحب بها ليف من سياره والده السيدان المريحه.
ليف قد أدار ظهره لكونر...
لن يدير ظهره لسايفى.

بخطوه و وتيره أكثر ثباتا من سايفى,يعبر ليف الطريق و يتجه نحو الزقاق.
“سايفى,”ينادى,بعلو يكفى ليسمعه لكن ليس بما يكفى ليجذب الانتباه.
”ساي!”.ينظر فى حاويات النفايات ومداخل الأبواب.”سايرس,أين أنت؟”.

يصل لنهايه الزقاق و ينظر يمينا و يسارا .. لا أثر له.ثم,حين كان على وشك أن يفقد الأمل, يسمع ,:”فراى؟”
يدير رأسه و يستمع مجددا.:“فراى.هنا.”
تلك المره يستطيع أن يعرف من أين يأتى.ملعب على يمينه.بلاستيك أخضر و أعمده معدنيه مطليه بالأزرق.لا يوجد أطفال يلعبون.الأثر الوحيد للحياه هو مقدمه حذاء سايفى يطل من خلف الزلاقه.

يعبر ليف السياج,و يطأ فى الرمل المحيط بالملعب,و يدور المكان حتى يظهر سايفى ... ليف يكاد يريد الابتعاد من هول ما يراه ...
ساي ملفوف على نفسه,ركبتيه ملاصقه لصدره,كطفل ..
الجزء الأيسر من وجهه يرتعش,و يده اليسرى ترتجف كالجيلاتين.يتجهم كما لو أنه متألم.
“ما الأمر؟ ما الذى حدث؟اخبرنى.ربما أستطيع أن أساعدك.”
“لاشئ.”يهسهس سايفى.”سأكون بخير.”
لكن لليف,فهو يبدو أنه يموت ... فى يده اليسرى المرتجفه يحمل سايفى الحليه التى سرقها ويقول :”أنا لم أسرق هذا.”
“ساي...”
“لقد قلت,أنا لم أسرق هذا!”يضرب جانب رأسه بكعب يده اليمنى.”لم يكن أنا!”
“حسنا.. أيا كان ما تقوله.” ليف ينظر حولهم ليتأكد أنهم غير مراقبين.

يهدأ ساي قليلا.”سايرس فينش لا يسرق.لم يفعل قط و لن يفعل أبدا.إنه ليس اسلوبى.”يقولها,حتى بينما ينظر للدليل هناك,تماما فى يده.
يرفع ساي قبضته اليمنى و يحطمها فى راحته اليسرى كاسرا المصباح.

الزجاج الذهبى يبرق على الأرض. و يبدأ الدم فى التدفق من راحته اليسرى و مفاصل يده اليمنى.
“ساي,يديك...”
“لا تقلق حيالها,”يقول.”أريدك أن تفعل شيئا لأجلى,فراى. افعلها قبل أن أغير رأيي.”
يومئ ليف.
“أترى معطفى هناك؟أريدك أن تبحث فى الجيوب.”
معطف ساي الثقيل على بعد عده ياردات ملقى على مقعد أرجوحه.يذهب ليف نحو الأرجوحه و يلتقط المعطف.يمد يده داخل الجيب الداخلى و يجد,دونا عن أى شئ, ولاعه سجائر ذهبيه.يخرجها.
“هل تلك هى يا ساي؟أتريد سيجاره؟”

لو السيجاره ستخرج سايفى من هذا,فليف سيكون أول من يشعلها له.يوجد أشياء غير قانونيه بصوره أكبر من السجائر على أيه حال.!
“تفقد الجيوب الأخرى.”
يبحث ليف فى الجيوب الأخرى عن علبه سجائر,لكن لا يوجد أى منها.
عوضا عنها,يجد كنز صغير.. أقراط مرصعه بالجواهر,ساعات,عقد ذهبى, اسواره ماسيه ... أشياء تلمع و تومض حتى فى ضوء النهار الخافت.
“ساي,ماذا فعلت...؟”
“لقد أخبرتك بالفعل,لم يكن أنا!الآن خذ كل تلك الأشياء و تخلص منها,تخلص منها و لا تجعلنى أرى أين وضعتها.” ثم يغطى عيناه كلعبه الغميضه.”اذهب.. قبل أن يُغير رأيي!”

يُخرج ليف كل شئ من الجيب و يحملها كالطفل فى يديه,و يجرى حتى نهايه الملعب.يحفر فى الرمل البارد و يلقى كل شئ,يضرب الرمل مجددا بقدمه حين ينتهى. و يساويه بجانب حذائه و يلقى بعض أوراق الشجر المتناثره فوقهم.

يعود لسايفى,الذى مازال يجلس هناك تماما كما تركه ليف,يديه على وجهه.
“لقد تم الأمر,”يقول ليف,”يمكنك أن تنظر الآن”.
حين يُبعد ساي يديه,يوجد دماء على أكمل وجهه من الجروح التى فى يديه.يحدق ساي بيديه,ثم ينظر لليف, بلا حول ولا قوه,مثل , مثل طفل تأذى للتو فى ملعب.

يتوقع ليف نصف توقع أن ساي سيبكى.

“انتظر هنا,”يقول ليف ,:”سأذهب لإحضار بعض الضمادات.”هو يعرف أن عليه سرقتهم.يتسائل ما قد يقول القس دان عن كل الأشياء التى قام بسرقتها مؤخرا.

“فراى,شكرا لك,”يقول ساي.”لقد فعلت جيدا,و أنا لست سوف أنسى,”
اللكنه القديمه عادت فى صوته ,الرعشه توقفت.
“هذا مؤكد,”يقول ليف بابتسامه مواسيه,و يتجه ليجد صيدليه.

ما لا يعرفه سايفى أن ليف قد أبقى على سوار ماسى وحيد,
يخبئه الآن فى جيب معطفه الذى ليس بذاك البياض بعد الآن.
_________________________________________
أرماديلو : حيوان جسمه مغطى بصفائح مدرعه يعيش فى الأماكن العشبيه شبه الصحراويه.
سمورجاس : وجبه بوفيه مكونه من أطباق متعددة
رنه : حيوانات تشبه الغزلان