عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3421
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.37

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
07-27-2021, 05:48 PM
المشاركة 1
07-27-2021, 05:48 PM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة تبكي السماء بمزن رائح غادي في رثاء بني عباد لابن اللبانة
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي
على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها
وكانت الأرض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوت
أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على
أساود لهم فيها وآساد
وكعبة كانت الآمال تعمرها
فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها
خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
والبيض بيض الظبا فلت مضاربها
أيدي الردى وثنتها دون أغماد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدة
وكل شيء لميقات وميعاد
كم من دراري سعدٍ قد هوت ووهت
هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته
ذوى وذا خبا من بعد إيقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ
في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه
خفّ القطين وجف الزرع في الوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر
لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت
تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفي فقد
أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر
وقاتل نفسه ما إن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره
فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم
قد أقفر الحي من هند ومن هاد
خانت أكفهم الأعضاد فانقطعوا
وكيف تبقى أكف دون أعضاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم
فليس للسعد فيهم نور إسعاد
وبدلوا غيرنا قوماً فنحن نرى
تركيب أرواحنا في غير أجساد
هي المقادير لا تبقي على أحد
وكل ذي نفس فيها لآماد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت
فما شماتة أعداء وحسّاد
إن يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا
وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة
فالحال كالحال إفساد كإفساد
كانت أسرتهم من فضلها بهم
مثل المنابر أعواداً بأعواد
إنا إلى الله في أيامهم فلقد
كانت لنا مثل أعراس وأعياد
شم الشواهق فيها كهف معتصم
مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها
برح العذاب وما دانوا بإلحاد
أضحت مكسرة أرعاظ أسهمهم
وأسهم الدهر فيهم ذات أقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ
تحط مرتبتي عادٍ وشداد
كانوا ملوك الأرض فانصرفوا
ومالهم حومة فيها ولا ناد
حموا حريمهم حتى إذا غُلبوا
سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السجن بعد القصر منزلةٌ
وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وأنزلوا عن متون الشهب واحتملوا
فويق دهم لتلك الخيل أنداد
وعيث في كل طوق من دروعهم
وصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم
بمثل ما قصفوا من كل مُنآد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم
من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيرى
لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ إلا غداة النهر كونهم
في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا
من لؤلؤ طافيات فوق أزباد
حُطّ القناعُ فلم تستر مخدرة
ومزقت أوجه تمزيق أبراد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا
أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداع فضجت كل صارخة
وصارخ من مفداة ومن فاد
سارت سفائنهم والنوح يصحبها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت
تلك الفظائع من قطعات أكباد
من لي بكم يا بني ماء السماء إذا
ماء السماء أبى سقيا الحشى الصادي
وأين ألقاكم في الروع من فئة
مدربين على الهيجاء أنجاد
ومن يحقّ لي الآلاف من ذهب
كأنما أشربت ماذية الحادي
كأنما سكبت من جوف بارقةٍ
بنار نور من المريخ وقّاد
وأين معتمدٌ نعمى يقسمها
مرعى وماء لزوار وروّاد
وأين يوضح لي هدي الرشيد ضحى
أجلو به في ظلام الغي إرشادي
وأين لي كنف المعتد منزلةً
على احتفال من النعمى وأعداد
مكارم ومعال كنت بينهما
كأنني بين روضات وأطواد
لقاكم الله خيراً إنكم نفر
لم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كان بعدكم في العيش من أرب
فكان في غصصٍ عيشي وأنكاد