عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2011, 11:18 AM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم
أختي الكريمة و الأديبة
سارة رمضان
اسمحي لأخيك أن يستغل صفحتك كي يزجي سحاب السلام إلى أقطار روح الحبيب الشاعر الكبير
عبدالسلام بركات ,
و أما توجيهي لبيت شاعرنا الشهير العبود
و فيه:
أنا و الشوقُ في الغرام ضحايا =سرق البُعْدُ عمْرَنا و الغيابُ
ففي قوله :
1.أنا و الشوق تجريد كما تعلمين حيث جرد من ذاته ما أراد تسليط الضوء عليه و إبراز شأنه و هو (الشوق)
2. البعد و الغياب : البعد مدلوله المسافة المادية أي المكانية ,كقولك البعد بين جدة و مكة يقدر بخمسين كيلا , و الشاهد قوله تعالى (و يقذفون بالغيب من مكانٍ بعيد) ,
و لكن الغياب هو قلبي الإدارك لخفائه عن الجارحة فيصعب تقديره بما لدى الناس من معايير كالأمتار و نحوه كقوله تعالى ( يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة ..), فما يجوز لنا قول : أن الغياب بين دمشق و القاهرة كذا و كذا .
3. الآن سيدتي نعلم أن الشاعر جعل
للجثة المادية ( أنا ) ما يوافقه أقصد (البُعد) المادي
و للمستجلب بالشعور (الشوق) ما يثيره من
(الغياب) البعد القلبي ,
ستجدين أنَّ الشاعر _في ظني_ وفق كل التوفيق , و لم يأت بمفردة الغياب اضطرارا للقافية.

بخصوص(سرق البعدُ عُمْرَنا و الغيابُ)
فبعد أن قلنا أن الشاعر أراد التجريد لداعٍ بلاغي هناك
نجده عاد فلمَّ ما فرق بعد ان استقر في ذهن السامع عظم المحبة و التلهف للمحبوب
ليثبت لنا حقيقة اكبر و هي العمر مادة البقاء فلزمه أن يجمع لها كامل ذاته المادية و القلبية . كما أن قوله - حفظه الله - سرق فيه جانب كبير من التوفيق لأن السارق يختلس المسروق من مكمنه و حرزه في خفية و حذر حتى لا يشعر به أحدا و كذلك جريان الأيام و كر العقود تسرق الناس أعمارهم بجميل الأماني و حالم الأمنيات حتى يستفيقوا على خريف العمر الذي يسقط ربيع الأمنيات إلي الموات .

سيدتي أرجو أن كلامي فيه بعض الصواب و هذا كافيني.
و لي عودة للنقاش حول القصيدة لأنها تستحق .
محبتي