عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2022, 09:37 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: التحليل الأدبي لقصة "يده" بقلم د. عبد المجيد جابر
4- الأحداث:
يمكن تقسيم القصة إلى قسمين: ما قبل النكبة وما بعدها، فالقسم الأول يتجلى فيه ليالي الأنس والحب والمحبة والتمتع بالحياة والعيد والأرض والبحر والطبيعة وعكا وحاراتها ومقدساتها وأزقتها وأماكنها التاريخية والحضارية، فالفتاة فوز معجبة بفتاها غسان تلاحقه في صيده البحري وتترقب جمال صنيعه في مكتبه ومرسمه، وفي القسم الثاني يظهر فيه قسوة المحتل وشهوة القتل ويحوِّل حياة الفلسطيني لجحيم ويفرِّق بين الأحبة ويلتجئ الفتى غسان لبيروت وتلاحقه يد المحتل وتغتاله هو وابنة أخته لميس وتتطاير أشلاؤه ويده في الفضاء وتبكيه الأحبة وفوز.
والحدث مهم و"يعطي كولن ولسن في كتابه "فن الرواية" أهمية خاصة للربط بين التوثيق الاجتماعي والسرد، ويؤكد أن المؤلف يحتاج إلى الحدث، فإذا فقد الحدث أمكنه التعويض عنه باللغة التي تقوم بدور آلة التصوير(10)
والحدث عنصر أصيل ومهم في العمل القصصي، "والحدث اقتران فعل بزمن معين، بمكان معين ولا تقوم القصة إلاّ به. (11)
والكتّاب يستمدون أحداثهم من الحياة من محيطهم حولهم، فكل ما يجري في الحياة يصلح لأن يكون موضوعا للقصة، ومع ذلك فلا بأس من ذكر المصادر الرئيسة لأحداث القصة، وهذه المصادر، هي: الواقع والتاريخ.
الصراع:
هو تصادم بين قوتين, وهو حدث مؤثر في غيره, وتلك القوة قد تكون مادية كالصراع بين شخصين أو جيشين, أو معنوية كالصراع بين الإنسان وشهوته أو القدر، والصراع يكون داخليا ويكون خارجيا, فالداخلي كصراع الشخص مع نفسه إذ تتجاذبه قوتان, كقوة الحق وقوة الباطل, أو قوة الإرادة وقوة الإعراض, وغالبا ما يكون قصير المدة ومصيريا.
أما الخارجي فيقع بين شخصيات القصة, ويكون طويل المدة أحيانا ومركزيا مصيريا.
ويلجأ القاص إلى الصراع الخارجي أكثر من الداخلي؛ كي يزيد من انفعال القارئ، حيث إن الصراع هو النقطة الأكثر تأثيرا في نفس القارئ, وهو اللحظة التي تصل بالقارئ إلى أعلى درجات الانفعال والتي لا تهدأ إلا بإدراك نتائج الصراع، ومن أمثلة ذلك في الرواية:
صراع خارجي: كالصراع الذي كان يجري بين الفلسطينيين واليهود وانتهى بسيطرة اليهود على فلسطين وملاحقتهم للفلسطينيين المطالبين بحق العودة كملاحقتهم لغسان كنفاني وقتله وابنة أخته في القصة.
والصراع يكون داخليا كالصراع الذي جرى في نفسية فوز عندما التجأ غسان لبيروت وتساؤلها عن إمكانية العودة وتشوقه له.
الحبكة
ويرى كولن ولسن أن الحبكة ضرورية، فلا توجد رواية تخلو من حبكة، ويؤكد أن رواية يوليسيس لا تخلو من حبكة. بينما يرى ألان روب جرييه أن جوهر الرواية هو ما يكمن داخلها، وأن قوة الروائي تكمن في أنه يخترع بحرية دون التقيد بنموذج معين، ويؤكد أن الشكل يتضمن المعنى وأنه لا توجد طريقتان لكتابة كتاب واحد .(12)
والحبكة القصصية لها مظاهر متعددة مثل الفكرة والعقدة والإطار.(13)
البيئة
أما الوسط والبيئة فيشملان مجموعة من العوامل والعناصر الثابتة والطارئة التي تحيط بالإنسان وتؤثر في سلوكه.
العقدة
وهي أحد عناصر القصة القصيرة وتعني ذروة الأحداث، وأساسها علاقة الضرورة والسببية في الأحداث، إذ تتبعها نتيجة أو حل.(14) وتعتمد على عنصر التشويق، فكلما زادت العقدة زاد عنصر التشويق، فتتشابك الأحداث ومجريات القصة بشكل كبير يجعلها تصل إلى نقطة يصعب تحديد ماذا سيحصل بعد ذلك. (15)
والعقدة هي بؤرة الفكرة أو مركز الأحداث الذي تلتقي فيه حين تبلغ قمة تعبيرها عن الفكرة وهي من أهم العوامل في بناء القصة باعتبار أن الفن القصصي يعتمد على عنصر التشويق الذي يشد القارئ، أما الإطار فهو الذي يربط بين الأحداث والعقدة، وعن طريقه يســــتطيع الكاتب أن يحول فكرة قصته إلى أحداث وأن يطور الأحداث ليصل بها إلى عقدة ويسير بالعقدة إلى الحل.(16)
والعقدة في القصة وصلت لذروتها قُبيل سماع فوز خبر استشهاد غسان كنفاني وهي تستمع للأخبار من مذياع قديم.
الحل
الحل وهو الخاتمة ونهاية القصة، والتي تأتي بعد احتدام الأحداث وتشابكها، فهو لحظة تنوير للعمل القصصي، إذ تمثل الغاية التي كان يتجه جهد الكاتب نحوه، وقد تكون مقنعة أو غير مقنعة، وهذا العنصر قد يحذف ويغيب عن العمل القصصي، فقد تأتي بعض النهايات بلا حل، فيترك التأويل إلى القارئ، وعليه فإن النهاية نوعان كما يأتي: (17)
وقد جاء الحل في القصة بسماع فوز لخبر استشهاد غسان.
9- اللغة:
وهي الوسيلة التي يتبعها القاص للتعبير عن الحدث, وتأخذ شكلين: السرد والحوار, فالسرد هو الكلام الذي يوصله القاص للقارئ على لسانه, ويستخدم فيه الكاتب ما يجده مناسبا للمقام, فقد يستعين بأسلوب الرسالة أو التقرير أو الإعلان التجاري, أو الخبر الإذاعي, أو المقالة, ويعتمد الأسلوب السردي على الوصف, وينشق السرد العام إلى طبائع مختلفة, فسرد ذو طابع عاطفي تزينه المشاعر المرهفة, وسرد ذو طابع انتفاضي تهيجه المشاعر الثورية المقهورة, ومرجع التحديد طبيعة الحدث والشخصيات والكاتب.
وتنهض الرواية في جزئها الأكبر على السرد، أما الحوار فهو كل كلام يجري على لسان شخصيات الرواية, ويأخذ أشكالا عديدة: فيكون بين الشخص ونفسه سواء كان مسموعا أو غير مسموع ويسمى حوارا داخليا, من ذلك المناجاة والغمغمة والهمهمة, ويكون بين شخصية وطرف آخر, ويسمى حوارا خارجيا, مثل: محادثة بين شخصين, أو حديث شخصية مع الطبيعة أو مع الحيوانات استئناسا بها. وهنا تستخدم أديبنا تقنية الحوار في نصها أحيانا مخاطبة نفسها، فالحوار ظاهرة فنية استخدمته بوصفه أسلوباً فنياً, ووسيلة تعبيرية للكشف عن فكرتها, وبسط فلسفتها في الحياة والتعبير عما يدور في خلدها بأسلوب فني, وأدبي مثير، حيث طوّعته الأديبة ضمن سياقها النصي، وأفادت من إمكاناته وآلياته ونجحت في توجيهه الوجهة التي من شأنها أن تنعكس على هندسة الحوار في النص وتهبه القدرة على التشويق والنفاذ إلى قلب المتلقي وفكره.
الحوار الخارجي :
لقد استفادت القاصة سامية من تقنيات الرواية الجديدة ومن آليات الرواية المنولوجية وتيار الوعي أثناء استعمال الحوار الداخلي والارتداد إلى الخلف، واستشراف المستقبل وتوظيف الأسلوب غير المباشر الحر، كما استفادت كثيرا من الرواية الواقعية في تجسيد الواقعية الانتقادية ذات الملامح الاجتماعية والسياسية وعبث الحياة وقلق الإنسان في هذا الوجود الذي تنحط فيه القيم الأصيلة وتعلو فيه القيم المنحطة.
الحوار الخارجي: هو ما يجري من حديث بين شخصيتين أو أكثر، ويسمى بالانجليزية dialoge)) ومن أمثلته الحوار الذي جرى بين
غسان وفوز:
يقول للقمر:" قوم وأنا بقعد مطرحك "
وكقول المرأة الروسية التي جاءت مهرولة، وقالت : أتعلمين أن صوتك ناداني من بيتي؟ سمعتك ...أتدرين أن صوتك..
وكقول صاحب الأرجوحة في العيد يقول لزبائنه:
" مولا أي انتهى الشوط "
وكالحوار الداخلي بين فوز ونفسها:
" تجلس على شرفتها والبحر...تقرأ ما كتب متخيلة يده ...تعتز به :" انك تضيئني ... وتضيء مدينتك..ليتك بقيت ولم تغادر . "
وبالحوار تسعى القصة لرصد المنطق السردي أو المسار التوليدي الذي ينطلق منه الحلم كرؤية واختيار قصدي لتشكيل نسيج سردي متميز له منطلق ومقصدية واضحة.
ونرى أن لغة القاصة سامية تتصف باللغة الواقعية والتصويرية، تتداخل فيها الفصحى، وأحينا قليلة العامية كقولها : "بزعل" أو كقولها: يقول للقمر:" قوم وأنا بقعد مطرحك " لتقترب أكثر من خصوبة الواقع العربي الفلسطيني، لذالك استعملت القاصة تعابير العامية الفلسطينية وأساليبها وألفاظها وصيغها.
وسوف أحلل جملا وعبارات في النص، ومنها:
الخصائص الأسلوبية:
أولا:التصوير الفني
ونرى أن الكاتبة توظف في بعض الأحيان تعابير قائمة على المشابهة (التشبيه والاستعارة)، والمجاورة (المجاز المرسل والكناية)، واستعمال الرموز لتشخيص الأحداث والمواقف وتجسيدها ذهنيا وجماليا، ومنها:
1.التشبيهات
أ‌.التشبيه المفرد:
" والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا, كذيل فستان عروس "
شبهت القاصة الموج بذيل فستان....ذكرت المشبه والمشبه به والأداة... تشبيه مرسل مجمل.
التشبيه البليغ، ومنه:
والأفق همهمات جنيِّة حالمة...": شبهت الأفق بهمهمات ..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
" قهقهت رنين بلور ." شبهت القهقهات برنين بلور ..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
"والأفق غدا صوت امرأة نائحة." : شبهت الأفق بصوت امرأة نائحة..حذفت الأداة ووجه الشبه... تشبيه بليغ.
ب.الاستعارة:
ومن الاستعارات المكنية، ما يلي:
"انساب الرمل من قدميها الحافيتين ذهبا، وطار شلال الخروب في الريح...": فقد شبهت القاصة "الرمل" ب "ماء" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"وطار شلال الخروب":... استعارة تصريحية.
بحضن البحر والسور... ": فقد شبهت القاصة "البحر" ب "أم تحتضن" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"فيرفرف قلبه خوفا وغبطة": فقد شبهت القاصة "القلب" ب "طائر يرفرف" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"والموج يتهادى بحنيِّة؛ ليفقس باقترابه منهما بياضا , كذيل فستان":
فقد شبهت القاصة "الموج" ب "إنسان يتهادى" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
كما شبهت "الموج" تارة أخرى ب "بطائر يفقس" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية أيضاً.
"جلست ويداها تداعب الرمل": فقد شبهت القاصة "الرمل" ب "إنسان يُداعَب" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.
"ولوحات متكئة على الحائط تظنها صورا..." :
فقد شبهت القاصة "اللوحات" ب "إنسان يتّكئ" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية.

"تنظر مرتاعة...والده يدفعه إلى داخل سيارة (من الأربعينات) تئن من ثقل الحقائب على ظهرها." :
"جلست ويداها تداعب الرمل" :
شبهت "الرمل" ب "بطفل يُداعَب" ذكرت المشبه وحذفت المشبه به.. استعارة مكنية أيضاً.
ب.الاستعارة التصريحية:
"عروس، تتبختر بكشاكش التفتا والدانتيل...والأفق همهمات جنيِّة حالمة..." :
فقد شبهت القاصة نفسها ب "عروس تتبختر" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
" وطار شلال الخروب في الريح...": فقد شبهت القاصة جدائل شعرها ب "شلال من خروب" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
"فتتناثر في الهواء سنابل صفراء..."
فقد شبهت القاصة تناثر شعرها ب "تناثر سنابل قمح صفراء" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
"انك تضيئني ... وتضيء مدينتك..ليتك بقيت ولم تغادر ."
فقد شبهت القاصة حبيبها ب "بالمصباح المضيء" حذفت المشبه وذكرت المشبه به... استعارة تصريحية.
3.الكناية:
"فتى وفتاه في عمر الورود":
كناية عن الشباب والفتوة.
"الزمن الصافي" : كناية عن السعادة قبل النكبة.
"وتلملم كل خبر عنه": كناية عن الاهتمام بالحبيب وتتبع أخباره.
"وتضيء مدينتك...": كناية عن شهرته ومكانته.
"ويراها أيضا تطل عليه من خلف صخرة ..بعين غزالة محبة...وعين واجمة راجفة لحظة الوداع...":
"بعيني غزالة": كناية عن جمال الحبيبة.
"وعين واجمة راجفة لحظة الوداع...": كناية عن الحزن ساعة فراق الحبيب لها.
"تنزف حناء روحه...": كناية عن استشهاده.
"والأفق يومها صار صراخ امرأة ...ولولة....!":كناية عن الفجيعة باستشهاده.
"ومعها الشعر الغجري...": كناية عن طول الشعر وجمالها.
"فتى وفتاة بعمر الزهور": كناية عن عنفوانهما وشبابهما.
"لم تعلم أنها لن ترى هذه اليد الجميلة": كناية عن فقدان الأمل بلقاء الحبيب.
"التي طالما راقبت أفعالها...أبدا.":كناية عن اهتمام الحبيبة بحبيبها وفنٍّه
"وتحت مظلة النوارس...": كناية عن أيام العز والسعادة في عكا قبل النكبة.
المجاز المرسل:
"اتسعت حدقتا عينيها الناعستين": مجاز مرسل علاقته الجزئية، فقد ذكرت القاصة "الحدقة" وهي الجزء وأرادت بها "العين" وهي الكل..
"يده ترسم...": مجاز مرسل علاقته الجزئية أيضاً، فقد ذكرت القاصة "اليد" وهي الجزء وأرادت بها "الشخص" وهي الكل..
"لم تعلم أنها لن ترى هذه اليد الجميلة": مجاز مرسل علاقته الجزئية أيضاً، فقد ذكرت القاصة "اليد" وهي الجزء وأرادت بها "الشخص" وهي الكل.
"الزمن الصافي" مجاز مرسل علاقته الزمانية، فقد ذكرت القاصة "الزمن" وأرادت بها "الناس الذين يسكنون فيه".

ثانيا:التعبير (اللغة والأساليب)
1.الألفاظ والتراكيب
أ‌. استخدمت الكاتبة في نصها لغة سهلة موحية تخاطب عقول الناس، وقد جاءت ألفاظ معجمها القصصي مناسبا ومعانيها مطابقة للأفكار، وصفت أيام سعادتها في عكا مع الفتي الذي أحبته قبل النكبة، كما وصفت الزمن الكئيب وما تعانيه وأبناء شعبها الفلسطيني من ضنك الاحتلال أثناء النكبة وما بعدها.
ب. جاءت تراكيبها متناغمة بعضها مع بعض، قوية متينة موحية بما فيها من الرمز الجزئي، تعبرا عن حبها ما قبل النكبة وكرهها واستنكارها لصنيع الاحتلال بعد النكبة، فاستخدمت أسلوب "الاتساع" وهو واحد من الأساليب, التحويلية التي تطرأ على العبارات والتراكيب النحوية، ويعرفه المحدثون من المشتغلين بالدراسات اللغوية بأنه عملية نحوية تأتي عن طريق إضافة بعض العناصر الجديدة إلى المكونات الأساسية دون أن تتأثر تلك المكونات، ولعل التعابير القائمة على المشابهة (التشبيه والاستعارة)، والمجاورة (المجاز المرسل والكناية) تندرج جميعها تحت قائمة الانزياح الدلالي، ووضّح بعض البلاغيين هذه الظاهرة وأطلقوا عليها مصطلح "الاتساع": وهو أن أكثر الوظائف حيوية للصورة الاستعارة والصورة الشعرية، أي خلق معان جديدة من خلال صلات جديدة. وهو ما يعرف بالانزياح أيضا، ومن أنواع الانزياح الأخرى في النص:
. الانزياح التركيبي
وقد استخدمت الشاعرة تقنية الاختراق أو الانزياح، وهو مخالفة التراتبية المألوفة في النظام الجملي. من خلال بعض الانزياحات المسموح بها في الإطار اللغوي، ومن أمثلتة، في قولها:
"جذلى ...ترقب يده تقبض على القصبة":
فقد قدّمت ما حقه التأخير، وهو الحال "جذلي" على كل من الفعل والفاعل وحقهما التقديم، وهذا أبلغ أثراً وأعمق دلالة.
ومن أمثلة الانزياح التركيبي أيضا:
" لكنها كانت أكثر منه فهلوية":
فقد قدّمت ما حقه التأخير، شبه الجملة "منه" على ما حقه التقديم وهو التمييز "فهلوية"
أو كقولها: "والبحر أمامهما أزرق"
فقد قدّمت ما حقه التأخير، شبه الجملة "أمامها" على ما حقه التقديم وهو الخبر "أزرق"
أ‌. الانزياح الإضافي
"سال دمعها فوق البحر":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "فوق" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الخد" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "البحر" مما يكسب التعبير رونقا وبهاء. ومنه أيضا: "يغار شلال الشمس من خروب شعرها":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "شلال" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الماء" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "الشمس".
"والموج يتهادى بحنيِّة":
فعندما يسمع المتلقي كلمة "الموج" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "يتلاطم" لكنه يتفاجأ بوجود جملة " يتهادى بحنيِّة"
"على شرفة البحر" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "شرفة" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "المنزل" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "البحر".
"بعين غزالة محبة...وعين واجمة" :
فعندما يسمع المتلقي عبارة "بعين" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الناظر" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "غزالة".
"يراه بحر عكا" :
فعندما يسمع المتلقي جملة "يراه" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الرجل" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "بحر عكا".
"ذات غروب قاتم. " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "غروب" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الشمس" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "قاتم".
"لطم الموج الصخور... " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "لطم" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الشرطي" لكنه يتفاجأ بوجود عبارة " الموج الصخور ".
"والريح الشعثاء طيرت الشجر والأولاد. " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "طيَّرت" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "الورق" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "الشجر".
"تتزعزع العصافير" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تتزعزع" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "البنيان" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "العصافير".
"..تقفز القلوب والعيون" :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تقفز" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "اللاعبات" لكنه يتفاجأ بوجود عبارة "القلوب والعيون".
"وتضج المدينة...وتهج... " :
فعندما يسمع المتلقي كلمة "تضجّ" يتوقع أن تليها –على سبيل المثال- كلمة "المحكمة" لكنه يتفاجأ بوجود كلمة "المدينة".
الانزياح بالحذف:
ومقاله العنوان "يده" وتقديره هذه يده.
ومنه: " ترامى إلى سمعها صوت أمها تحمله الريح :
- فوز....يا فوز ...يا فوز...." والتقدير "يا فوز....يا فوز ...يا فوز...."
3. التناص
وظّفت القاصة في نصها الأدبي النصوص التراثية الإنسانية التي تغني تجربتها الشعورية وتوفر لها طاقات إيحائية واسعة، ومن التناص التضمين،
وفي النقد الحديث دخل مصطلحا (الاقتباس والتضمين) تحت مصطلح (التناص) عند أكثر النقاد، بمعنى دخول النصوص بعضها في بعض، سواء أكان ذلك عمداً وقصداً أم من فيض العقل الباطن، إذ يشبهون النص الأدبي (بالفسيفساء) التي تتكون من عدة أحجار وألوان بشكل منسق جميل يمنحها شخصية رائعة مستقلة ننسى فيها تفاصيل الأحجار والألوان، والتي يقابلها في الشعر الألفاظ والصور..
ومثاله في القصة العنوان "ما تبقى لنا" وعنوان رواية غسان كنفاني "ما تبقى لكم".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.