الموضوع: بك قد بدأتُ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2020, 08:10 PM
المشاركة 8
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بك قد بدأتُ ..
يا شعرُ يا مَنْ أنتَ وحدكَ في فؤادي قد أويتْ

يا غائبًا يا حاضرًا يا صامتًا في كلّ بَيْتْ

شوقي إليكَ يهزُّني وبنارِ أشجاني اكتويتْ

فأتيتُ نحوكَ حاملًا جرحَ الحياةِ وما لَقَيتْ

فامسحْ على روحي بآياتِ البيانِ إذا أَتَيْتْ

واطفئْ لواعجَ مهجتي أنسى المتاعبَ ما حَيَيْتْ

* * * * * *
أعودُ مرةً أخرى للوقوفِ على ضفافِ الجمال فأقول:
1-الفعلان بين الأقواس أو الأهِلّة:
وهما لقَيْت... حيَيْت... أتصوَّرُ أنهما بتشكيلٍ غيرِ هذا إذا دققنا في مُضارِعَيهما
ولنبحث معًا:
لَقِيَ/يلقَى... حيِىَ/يحيَا... فهُما غيرُ كل مُضارعات أفعالِ الفقرة: حيثُ عينُ المُضارع مفتوحة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمّا هُنا:
أوَى/ يأوِي...اكتوى/يكتوِي... أتى/ يأتِي ... فَعينُ المضارِع مكسورة
(وقانا اللهُ وإيّاكم شرَّ كسرِ العين) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نستطيعُ الآن استنتاج أن الماضي هو: لَقِيت... وحَيِيت
وليس: لقَيْت... حيَيْت.
ترى هل توافقُني الرأي؟
إذا وافقتني، سوف يكون سِنادُ توجيه القافية مُختلِفًا
وبحاجة إلى التغيير لأن الجرسَ اختلف
:
قُلْ لِي : متى ياشعر تَضَّمِدُ الجروحُ النَّازفَاتْ ؟
2-رُبما كان الفعلُ (تلتئِمُ) أخفَّ نُطقًا من (تَضَّمِدُ)
كما أنّ الجُروحَ تُضمَّدُ بيدِ الغير
بمعنى أنّ: ضمَّدَ: فعلٌ مُتعدٍّ ... فما رأيُكم دام فضلُكم؟

3-بقيَ حقُّ جوابِ الطلب هنا:
واطفئْ لواعجَ مهجتي (أنسى)..
حيث توجد علاقة سببية بين الطلب وجوابِه
فالصحيح: أنسَ.... ولا يتأثرُ الوزن

لعلّي لم أبتعِد كثيرًا عن المقاصِد و
معًا على الطريق
حياك الله أيتها الشاعرة والناقدة واللغوية الفاضلة / ثريا نبوي / عافاك الله ، ومنحك الصحة والهمة وطول العمر ..
كيف لا أوافقك الرأي معلمتنا الكبيرة ، بعد هذا الشرح والتبيين الواضح ، والمبرهن عليه بالحجة والدليل ، علاوة على إيماني ويقيني المطلق أن " من يعلم ، حجة على من لا يعلم " حتى ولو أن لغة الشعر ، ستجد لي عذرا أو تجوز لي في بعض الأحايين
- من باب ما يطلق عليه الضرورة -
الخروج عن القاعدة ؛ إن جاز التعبير ؛ إلا أنه وبكل الأحوال ، يبقى الباب مفتوحا وعلى مصراعيه للناقد النبيه ، والمدقق البارع ، والمنافح ، والمصحح المعطاء ، المسخر ربما جل وقته وحياته في سبيل أن يضيئ للآخرين ، وللدفاع غيرة عن لغة الضاد ، لغتنا الجميلة ، التي تستحق كل هذا الاعتناء ، الذي نغبطك عليه ؛ والله نسأله لك عنا الجزاء والثواب ، فدمت لنا نبراس علمٍ ونجمةَ هدى نهتدي بها إلى وجهتنا الصحيحة ، ونتعلم منها المفيد والنافع ، وفي الأخير لا يسعني إلا أن أحييك من الأعماق ، فقد سعدت كثيرا بهذا الحضور ، وهذا التدقيق والاهتمام ، وإن شاء الله ، أتمكن من التعديل ، على ضوء ما جاء في ملاحظاتك ، الجميلة والقيمة والمفيدة ، كوني بخير وصحة وسلامة ،،،