عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2012, 05:55 PM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

اعتذار ابن أبي عتيق*
جاء في العقد الفريد:
(أبو القاسم جعفر بن محمد قال‏:‏ لما وصف عبد الله بن جعفر لعبد الملك بن مروان ابن أبي عتيق وحدثه عن إقلاله وكثرة عياله أمره عبد الملك بن مروان أن يبعث به إليه‏.‏
فأعلمه ابن جعفر بما دار بينه وبين عبد الملك وبعثه إليه‏.‏
فدخل ابن أبي عتيق على عبد الملك فوجده جالساً بين جاريتين قائمتين عليه يميسان كغصني بانٍ بيد كل جارية مروحة تروح بها عليه مكتوب بالذهب على المروحة الأولى‏:‏ إنني أجلب الريا ح وبي يلعب الخجل وحجاب إذا الحب يب ثنى الرأس للقبل وغياث إذا الندي م تغنى أو ارتجل وفي المروحة الأخرى‏:‏ أنا في الكف لطيفة مسكني قصر الخليفة أنا لا أصلح إلا لظريف أو ظريفه أو وصيف حسن القد شبيه بالوصيفه قال ابن أبي عتيق‏:‏ فلما نظرت إلى الجاريتين هونتا الدنيا علي وأنستاني سوء حالي وقلت‏:‏ إن كانتا من الإنس فما نساؤنا إلا من البهائم‏.‏
فكلما كررت بصري فيهما تذكرت الجنة فإذا تذكرت امرأتي وكنت لها محبا تذكرت النار‏.‏
قال‏:‏ فبدأ عبد الملك يتوجع إلي بما حكى له ابن جعفر عني ويخبرني بما لي عنده من جميل الرأي‏.‏
فأكذبت له كل ما حكاه له ابن جعفر عني ووصفت له نفسي بغاية الملاء والجدة‏.‏
فامتلأ عبد الملك سروراً بما ذكرت له وغما بتكذيب ابن جعفر‏.‏
فلما عاد إليه ابن جعفر عاتبه عبد الملك على ما حكاه عني وأخبره بما حليت به نفسي‏.‏
فقال‏:‏ كذب والله يا أمير المؤمنين وإنه أحوج أهل الحجاز إلى قليل فضلك فضلاً عن كثيره‏.‏
ثم خرج عبد الله فلقيني فقال‏:‏ ما حملك أن كذبتني عند أمير المؤمنين قلت‏:‏ أفكنت تراني تجلسني بين شمس وقمر ثم أتفاقر عنده‏!‏ لا والله ما رأيت ذلك لنفسي وإن رأيته لي‏.‏
فلما أعلم بذلك عبد الله بن جعفر عبد الملك بن مروان قال‏:‏ فالجاريتان له‏.‏)

____________________________
ابن ابي عتيق : قال عنه الدكتور عبدالعزيز عتيق في كتابه (تاريخ النقد العربي عند العرب) ما يلي :
ولعلَّ أكبر شخصية ناقدة ظهرت بالحجاز في العصر الأموي و اُثِرَ عنها الكثيرُ من النقدِ هي شخصية ابن ابي عتيق . و هو عبدالله بنُ ابي عتيقٍ محمدِ بن عبدالرحمن بن أبي بكرٍ الصِّديق ابن ابي قُحافة , و أبوه و جده من صحابة الرسول

و يحدثنا أبو العباس المبرد أن ابن أبي عتيق هذا قد غلبت عليه الدُّعابة و شُهر بها.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا