عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 11:37 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الحافة



أدركت المرأة كمالها أخيراً


جسدها الميت


يحمل ابتسامة التحقّق


وهم قدر إغريقي


ينساب بين طيّات ثوبها


قدماها العاريتان كأنهما تقولان


كثيراً مشينا.. كفى


على صدرها طفلان ميتان


مقمّطان


حيّةُ بيضاء ملتفّة عند كل إبريق حليب


أصبح الآن فارغاً


طوتْهما من جديد داخل جسمها


مثلما تضمّ وردة بتلاتها


عندما يغزو الخدر الحديقة


وتنزف العطور من حَلْق

زهرة الليل العذبة العميقة


أدركت المرأة كمالها أخيراً


وليس للقمر أي مبرّر للحزن


فهي معتادة هذه الأمور


فسحاتها السوداء تطقطق وتسحبها





ترجمة: جمانة حداد






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)