عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 10:21 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 29



حين يكون الخزي مصيري وتزدريني عيون الرجال


أندب وأنا في عزلتي المطبقة حالتي الشريدة


وأزعج السماء الصماء بنواحي الذي لا يجدي


أنظر إلى نفسي وألعن مصيري


....


متمنيا أن أكون مثل ذلك الغني بالأمل


وأن تكون لي مثله نفس الملامح، ومثله أيضاً يكون لي أصدقاء


توّاقاً إلى فنِّ هذا الرجل، والنظرة الشاملة لذاك


لأن أكثر ما يسعدني أقل مما يرضيني


....


حين أستغرق في تلك الأفكار مشتدا في احتقار حالي


وصدفة أفكر فيك، عندئذ تتبدل أحوالي


مثل القُبَّرة عند انبلاج الفجر في الأرض الحزينة


تُسَبِّحُ لله بالغناء وهي على بوابة السماء


....


يفيض حبك الرقيق بالغنى إذا تذكرتك يا حبيبي


إلى الحد الذي استنكف فيه أن أبادل نصيب الملوك بنصيبي




ترجمة: بدر توفيق




XXIX




When in disgrace with fortune and men's eyes


I all alone beweep my outcast state


And trouble deaf heaven with my bootless cries


And look upon myself, and curse my fate


Wishing me like to one more rich in hope


Featured like him, like him with friends possessed


Desiring this man's art, and that man's scope


With what I most enjoy contented least


Yet in these thoughts my self almost despising


Haply I think on thee, and then my state


Like to the lark at break of day arising


From sullen earth, sings hymns at heaven's gate


For thy sweet love remembered such wealth brings


That then I scorn to change my state with kings






سونيت 30




حين أكون في جلسات الفكر الجميل الساكن


استدعي تذكارات الأشياء التي انقضت


أتنهد عند افتقاد العديد مما عنه بحثتُ


ومع المحن القديمة أندب من جديد، الزمن العزيز الذي أحياه بلا جدوى


....


هل أستطيع أن أغض العين على غير عادتها عن مجراها


إلى الأصدقاء الغوالي الذين طواهم الموت في ظلامه السرمدي


فأبكي مرة أخرى مواجع الحب التي امَّحَتْ منذ أمد بعيد


وأنوح على خسارة الرؤى العديدة التي تلاشت


....


وهل أستطيع أن أحزن للأحزان الماضية


وأمضي مثقلاً من مَوْجِدَة إلى موجدة تزيدها


هذي هي المحصلة الحزبية للأنين الذي عانيتُهُ سابقاً


والذي أسدده من جديد كأنه لم يسدد من قبل


....


لكنني فيما بين ذلك لو فكرت فيك، أيها الصاحب الحبيب


كل الخسائر تُسْتَرَدُّ، وينتهي النحيب




ترجمة: بدر توفيق




XXX




When to the sessions of sweet silent thought


I summon up remembrance of things past


I sigh the lack of many a thing I sought


And with old woes new wail my dear time's waste


Then can I drown an eye, unused to flow


For precious friends hid in death's dateless night


And weep afresh love's long since cancell'd woe


And moan the expense of many a vanish'd sight


Then can I grieve at grievances foregone


And heavily from woe to woe tell o'er


The sad account of fore-bemoaned moan


Which I new pay as if not paid before


But if the while I think on thee, dear friend


All losses are restor'd and sorrows end

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)