الموضوع: لماذا تتكبر؟
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
1817
 
ناصر عبد الغفور
من آل منابر ثقافية

ناصر عبد الغفور is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
10

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jul 2015

الاقامة

رقم العضوية
14002
07-31-2015, 09:49 PM
المشاركة 1
07-31-2015, 09:49 PM
المشاركة 1
افتراضي لماذا تتكبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن تعجب فاعجب لمن جعل الكبرياء صفته والعجب سمته والخيلاء خلقه، ينظر إلى الناس من قمة جبل، هم عنده في الدون..
ألم يعلم المسكين أن الكبرياء صفة اختص الله بها دون غيره وتوعد من نازعه فيها بالعذاب، فقال:" الكبرياء ردائي و العز إزاري فمن نازعني في شيء منهما عذبته." وفي لفظ:" الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار."
وهل خفي على المسكين أن الجزاء من جنس العمل، وأنه كما ازدرى الناس في الدنيا ولم يقم لهم وزنا ولم يلق لهم اعتبارا أنه يحشر في حالة لا تخطر على بال مع ما ينتظره من سوء المآل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال."
ثم لما يتكبر المسكين ويفتخر ولما لغيره لا يعتبر، أليس بشرا تعتريه صفات النقص، أليس إذا لم يتنظف وجد الناس من درنه ريحا تشمئز منه نفوسهم..
أليس يحتاج إلى دخول الخلاء لقضاء حاجته، ولو حيل بينه وبين ذلك لهلك...
أليس يفتقر إلى النوم والأكل والشراب وإذا مرض إلى طب وترياق...
لما يتكبر المسكين وبعد عمر قدر تخرج روحه من جسده ويغسل ويحمل على أكتاف ربما من ازدراه في دنياه ثم يوضع في حفرة أضيق من أصغر غرفة كان يفتخر بها في أولاه...
لما يتكبر المسكين وقد ذم الله تعالى الكبر ونهى عنه في أكثر من آية، فقال تعالى:" وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)"-الإسراء- "أي: كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق ومتعاظما على الخلق.
{ إِنَّكَ } في فعلك ذلك { لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا } [ ص 458 ] في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق مبغوضا ممقوتا قد اكتسبت أشر الأخلاق واكتسيت أرذلها من غير إدراك لبعض ما تروم." كما علق العلامة السعدي عبد الرحمن عليه رحمة الغفور المنان.