عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2015, 09:19 PM
المشاركة 246
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حكايــةُ شــعبٍ.... *
(قـَــولٌ عـلى قــَـولٍ)
شعر:د. وصفي تيلخ

أنا يا أخي العربيّ لستُ من الكواكب والفضاءْ

لم آتِ من خلف البحـــــار ولستُ مُزْرَقّ الدّماء

كلاّ ولستُ بأعجميّ القول أرْطُنُ في الهجـــاء

إنّي أنا إبن العروبــــــــــــةِ والمروءة والإبــــــاء

حظّي مـــــع الأيام أن أبقى رفيقـــاً للفــــداء

فَلِمَ التّجنّي يا أخي ولِمَ التّنكّر والجفاء؟!

* * * *
أنا يا أخي العربيّ لمْ أُخلَقْ بلا وطــــــــــــنٍ فريدا

أنامثل باقي الخَلق كنت أعيش في وطني سعيدا

حتّى إذا جار الزّمـــــــــان وساد في أرضي يهودا

وغدوتُ بعد العزّ والأمجــــــــــــــــــاد منفيّاً شريدا

مُتنقّلاً بين البـــــــــــلاد أهيم مُنفرداً وحيـــــــــدا

أنا, لا تلمني يا أخي هل لُمْتَ مَنْ صنع القيـــودا

* * * *

أنا يا أخي العربيّ ما أهديتُ للمحتــــــــــــلّ دارا

قد كنتُ صـــــــــاحبَ ثورةٍ وأخا نضالٍ لا يُبـــــارَى

خوّاضَ ســـــــاحات الحروب ورائداً منها الغمــــارا

لم أُلْقِ من يديَ السّلــــــاح وكدْتُ أقتطِفُ الثّمارا

فأتى نداء ملوكنــــــــــا ألاّ تزيدوا الوضـــــــع نارا

فسمعته لكنّ سمعيَ لم يكنْ إلاّ انتحارا

* * * *
َضمّدْتُ جرحي يا أخي وكتمْتُ في صدري أنيني

ونهضتُ رغـــــــم الخَطْب والأحزان والألم الدّفينِ

فتكالبَتْ حولي العِــــــــــــــدا من كلّ جبّارٍ لعين

الإنجليز مع اليهــــــــــود ومَنْ عَلِمْتَ مِنَ المُعين

وأتَتْ جيوش المنقذين فأنقــــــــذتْ منّي عريني

قالوا لنا: أسبوعُ, ثمّ نعود بالنّصر المُبِين

* * * *
ومضتْ أســــــــــــابيعٌ وأيّامٌ طـــــــــــوالٌ باكتئابِ

وبدا لنا الأسبوع عند العُرْب دَهْـــــراً في الحساب

ومضيتُ أجْتَرِعُ الأسى ودمي يسيل على التّراب

وأتى (حزيرانُ) الكريم فقدَّمـــــــــــوا باقي ترابي!

قالوا لنا: هي نَكْسَةٌ يا قومُ ليست في الحساب!

خططٌ تسير منسّقاتٍٍ بانتظامٍ وانسياب!

* * * *
لكنّ نفسيَ قد أبتْ وملَكتُ من أمري زمــــــــامهْ

ونهضتُ مثل الطّوْد لا أخشى العدوّ ولا انتقـــــامه

وتركت أصحــــــــــاب المقاعد والخطابة والزّعـــامه

ورفعتُ رايــــــــة ثورتي ومضيتُ في دَرْب الكـرامه

ووقفتُ في وجـــــه الع دوّ أردُّ عن شعبي سهامه

أقسمتُ باسمك خالقي: لنْ أنثني أبداً أمامه

* * * *
أنا يا أخي في السّـــاح وحدي رغم راعِفَةِ الجراحِِِ

وأذودُ عن أرض العروبة صامـــــــــــــداً هُوجَ الرّياح

روّيتُ من دمِيَ السُّهــــول معَ الرّوابي والبِطـــاح

أنا ثورة الشّعب الأبيّ وصـــــــــــانع الزُّهْر الصِّباح

ودمـــاء شعبيَ لن تضيع وفي يدي أبداً سلاحي

أنا مُذ خُلقتُ معَ الكفاح ولن أملَّ مِن الكفاح

* * * *
لكـنّ أوســلو أقبلتْ تختــال فــي ثـوب الخيــانهْ

ومهندس الـذّلّ البهائيّ الحقير أخو المهـــــــانه

سَقْـطٌ يبيـع قضيّتي ,عنـد اليهــــود له مكــــانه

ويُعينــه ذاك المخنّث مـع عصـــابتـه الجبــــــانه

وقيـــادةٌ أُلعـــــوبـة ضاعـتْ بأيديهــا الأمـــــــانه

يلهو بها (أولمرت) و (النتن) الحقير وأُلعُـبــــانه(1)

* * * *
أنا يا أخي قد جئتُ أدعو فاستمعْ قول الدّعـــــاة

إن كنتَ تنتظرُ الحيـــــــــاة وكنتَ تأمل بالنّجــــاة

فاحمل سلاحك يا أخي واهجمْ- فديتك- في ثبات

ودعِ الـكلام أو العويل ودُكَّ أركـــــــــــان الغــــزاة

يا إخوتي لا تستكينوا للهزيمــــــة والسّـــــــبات

إنْ تُسلِموا لهمُ القِيادَ فقد فشلتم في الحيـــاة

* * * *
هيّا بنا أبنــــــــــــــاء قومي, لا تلينوا لليهــــــود

لا تستكينوا وارفعــــــــوا للعزّ خافقة البُنــــــــود

هيّا ابعثوا تاريخكـــــم واستأنفوا مجد الجــــدود

ليس الحيـــــــــــاة مع النّعومة والتّثنّي بالقدود

حريّة الأوطــــــــان, دَوْمًا تقتضي صعب الجهود

ما عاش مَنْ ترك الجهاد وصار عبداً للقُعود

* * * *
*- من ديواننا "نكث الجراح"
1- الألعبان: وزيرة خارجية اسرائيل
صائدة الزعماء ستيفي ليفني

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار