عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 05:31 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هديه صلى الله عليه وسلم في الصوم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .


يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر

رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن

الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله ، وكان أجود

الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ( ) ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن

الكريم ، والصلاة والذكر والاعتكاف .


وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره به من الشهور ، حتى إنه كان

ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن

الوصول ، فيقول له : إنك تواصل ، فيقول : (( لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي

يُطعمني ويسقيني )) ( ) .


والله عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ، ودر الحكم وفيض أنوار

الرسالة ، لا أنه طعام وشراب حقيقة ، إذ لو كان كذلك لما كان عليه الصلاة والسلام

صائماً .


فلما قرّت عينه عليه الصلاة والسلام بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده وتنعم باله

بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الأول :


فزادُ الرُّوح أرواحُ المعاني
وليس بأن طعمت ولا شربتا

فليس يُضيرك الإفتارُ شيئاً
إذا ما أنت ربك قد عرفتا


والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبدُ العابدين ، جعل شهر رمضان

موسماً للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ،

ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل

الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا

وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ (المزمل:1) ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾

(المزمل:2) وقال تعالى ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً

مَحْمُوداً ﴾ (الاسراء:79) .


ونهاره عليه الصلاة والسلام دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا.


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو

بشهادة شاهد واحد( ).


• وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، فقد صح عنه أنه قال : "تسحروا فان

في السحور بركة"( ) لان وقت السحور مبارك ، إذ هو في الثلث الأخير من الليل وقت

النزول الإلهي ، ووقت الاستغفار. قال تعالى﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الذاريات:18)

وقال تعالى ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: من الآية17)


ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة ، ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم سبحانه

وتعالى .


• وكان عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه أمرا وفعلا يُعجل الإفطار بعد غروب الشمس

( ) ، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء( ) لان خالي المعدة أوفق شئ له الحلاوة ، فكان

في الرطب والتمر ما يوافق الصائم الجائع .


• وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد))

( ). فكان. فكان عليه الصلاة والسلام بخيري الدنيا والآخرة.


• وكان يفطر صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي المغرب ( ) .


وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إذا اقبل الليل من ها هنا ، وأدبر من

ها هنا فقد أفطر الصائم)) ( ).


• وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصام وأفطر ، وخيروا الصحابة في الأمرين


• وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ( )


• وخرج صلى الله عليه وسلم لبعض غزواته وسراياه في رمضان بل كانت بدر الكبرى

في رمضان ، فنصره الله نصرا ما سمع العالم بمثله ، وأفطر صلى الله عليه وسلم في

غزوتين من غزواته ، في رمضان( ) كما أخبر بذلك عمر رضي الله عنه عند الترمذي

وأحمد ، ولم يحدد صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحد ولا

صح عنده في ذلك شيء .


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، فيغتسل بعد

الفجر ويصوم( ) وكان يقبل بعد أزواجه وهو صائم في رمضان( )، وشبه قبلة الصائم

بالمضمضة بالماء.( )


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسيا ، وأن الله

سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه( )


والذي صح عنه عليه الصلاة والسلام : أن الذي يفطر الصائم : الأكل والشرب والحجامة

( ) والقيء( ). والقرآن الكريم دل على أن الجماع مفطر كالأكل والشرب .


• واعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر في رمضان( ) فجمع قلبه مع الله

تعالى ، وفرغ باله من هموم الدنيا ، وسرح عين قلبه في ملكوت السموات والأرض ،

وقلل من التقائه بالناس ، فأكثر من التبتل والابتهال ودعاء ذي الجلال والإكرام . وعكف

قلبه على مدارسة الأسماء والصفات ، وعلى مطالعة الآيات البينات ، والتفكر في

مخلوقات رب الأرض والسموات ، فلا اله إلا الله كم من معرفة وحصلت له ، وكم من

نور ظهر له ، وكم من حقيقة ظفر بها ؟ فهو اعلم الناس بالله ، وأخوف الناس من الله ،

وأتقى الناس لله ، وأبلغ الناس توكلا على الله ، وأبذل الناس لنفسه في ذات الله فعليه

الصلاة والسلام م تضوع مسك وفاح ، وما ترنم حمام وناح ، وما شدا بلبل وصاح .

//


~ ويبقى الأمل ...