عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2011, 09:56 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



المعسكر صامت هذا اليوم



الشمس ترتعش على سور الصمت


وترفرف كسترة القتيل في الأسلاك الشائكة




.....



جرس كبير أنزل وها هو يجثم


على الأرض يخفق في نحاسه قلب السلام


انصتوا: اسمعوا هذا الجرس


اصغوا : الشعوب تمر حاملة على أكتافها


النعش العظيم- بيلويانيس




.....



القتلة يتسترون وراء خناجرهم


تنحوا يا قتلة تنحوا جانباً


فالشعوب تمر حاملة على أكتافها النعش العظيم


نعش بيلويانيس




.....



رموهم بالرصاص قتلوهم


نسمة ريح مرت خلال نفق الصمت الأسود


جاءتنا بالخبر: قتلوهم رمياً بالرصاص




.....



مصباحان منسيان يفقدان البصر


عند بوّابة النّهار


رموهم بالرصاص


"بتروس" الذي كان في الفناء


يحلق ذقنه أمام مرآة جيب


تسمر ويداه في الهواء


أمسك بآلة الحلاقة كما لو كان يمسك بإصبعيه


يد العالم يجس نبضه


و"فانجيليس" الذي كان يتناول فطوره


غص بالخبز كما لو كان ابتلع حجراً


وطعم الشاي كان مراً هذا اليوم




.....



سمعنا ضجيج عربة كبيرة توقفت


في الشارع عجلة اصطدمت بصخرة


لعلها كانت عجلة التاريخ


العجوز التي كانت تنظف بدلة يوم الأحد


في شرفة بيتها


بقيت كالمتحجرة وكأنها أدركت


بأن هناك ما هو أكثر سواداً من اللون الأسود


ظلت مذهولة وكأنها أبصرت راية سوداء


مرفوعة على سارية الزمان




.....



لعلها كانت عجلة التاريخ


رموهم بالرصاص


فمادت الأرض وارتجت أركان السماء


وتحركت دعامة السقف واهتزت


المصابيح المدلاة منه


كالحنجرة في بلعوم من غص بعبراته




.....



رموهم بالرصاص


أيّ حدث فذّ أن يرى المرء


العجول والخراف معلّقة في دكان


الجزار ساكنة لاتبدي حراكاً


وبدت كما لو كانت تنكس رؤوسها قليلاً


لتنصت إلى نهر عميق في جوف الأرض


انصتوا! اسكتوا! لقد قتلوهم




.....



عددنا على الأصابع: بعد غد


نعم بعد غد سيحل شهر نيسان


وظننا: أننا سنجد كثيراً من الإبر الذهبية


ولفائف الخيوط في سلّة الربيع


نرتق بها ضحكة الطفل ونزيل تجاعيد الألم


ونرمم ساقا مكسورة وجمجمة مهشمة


هكذا كان أملنا




.....



قلب مشتت - هنا الخبز والقبلة وهناك الواجب -


لمن واحداً سيصبح ذاك القلب.. هكذا اعتقدنا


فبعد غد سيحلّ نيسان


وتحت أشجار السلام سيتبادل الناس التحية


خلال خيوط أشعة الشمس


ولسوف يسد النور براحة يده المبسوطة


فوهة البندقية المنتصبة لتنخفض صوب


الأرض ترسم دائرة صغيرة كالنقطة


تحيطها خطوط كثيرة - خطوط اشعة الشمس -


كالتي يرسمها الأطفال على الرمال




.....



عددنا على الأصابع


بعد غد سيحلّ نيسان وعيد الفصح


ويتبادل الناس قبلات الحب


أم هم فقد رموهم بالرصاص




.....



لعلها كانت عجلة التاريخ


رموهم بالرصاص


فمادت الأرض وارتجت أركان السماء


وتحركت دعامة السقف واهتزت


المصابيح المدلاة منه


مثل الحنجرة في بلعوم من غص بعبراته




.....



رموهم بالرصاص!


أي حدث أن يرى المرء


العجول والخراف معروضة في دكان


الجزار لا تبدي حراكاً


بدت كما لو كانت منكسة رؤوسها قليلاً


لتنصت إلى نهر عميق في جوف الأرض


انصتوا‘ اسكتوا! لقد قتلوهم.




.....



ترجمة: ممتاز كريدي


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)