البند
يُعتبر البند فن أدبي جاء ليخلص الكاتب من قيود الوزن والقافية، وهو يختلف عن الشعر الحر إذ يتميز كل منهما بسماته الخاصة. وقد يوضع البند في منزلة بين الشعر والنثر. وكلمة "بند" كلمة فارسية؛ ولها معاني مثل: "ما يُسكر من الماء، العلم الكبير، العقد والربط".
وأول من اشتهر بكتابة البنود الشاعر "معتوق بن شهاب الموسوي"، ولا يتوفر ديوانه سوى على خمسة بنود.
وما يجعل هذا الفن غير معروف هو انحصاره في مدينة البصرة منذ العصور المتأخرة قبل سقوط بغداد سنة 656 هــ؛ وكذلك قل صانعوه.
ولم يخل البند من معاني كالشعر في المديح والغزل والوصف... ونذكر بند "ابن الخلفه":
أيها اللائم في الحب، دع اللوم عن الصب، فلو كنت ترى الحواجب الزج، فويق الأعين الدعج، أو الخد الشقيقي أو الريق الرحيقي أو القد الرشيقي الذي قد شابه الغصن انعطافا واعتدالا فغدا يورق في آس عذار أخضر، دب عليه عقرب الصدغ، وثغر أشنب قد نظمت فيه لآل لثناياهن في سلك دمقس أحمر، جل عن الصبغ، وعرني نحكى عقد جمان يقق قدره القادر حقا ببنان الخود، ما زاد على العقد، وجيد فضح الجؤذر مذ روعه القانص فانصاع دوين الورد، يزجى حذر السهم طلا عن متنة في غاية البعد، ولو تلمس من شوقك ذاك العضد المبرم، والساعد والمعصم، والكف الذي قد شاكلت أنمله اقلام ياقوت، فكم أصبح ذو اللب من الحب بها حيران مبهوت...
ينظم البند على تفعيلة واحدة تتكرر من البداية حتى النهاية وهي: [مفاعيلن]، كما تعتمد على بعض الجوازات مثل "الكف" فتصير [مفاعيل]، و"الحذف" فتصير [مفاعي]، كما يعتريها "الخرم" أو "الخزم".
كما أن البند لا يعتمد على قافية واحدة، ويقبل تكرار الكلمات ذات الروي الواحد مثل السجع مما يضفي عليه إيقاع جميل...
كما نجد بعض صناع البند قد نظموه على أشطر متساوية الطول نسبة للعمود الشعري....
*************************
المصادر والمرجع
- البند في الأدب العربي، عبد الكريم الدجيلي
- ميزان البند، جميل الملائكة
إعداد: محمد معمري