عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2011, 11:39 AM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة خولة العسيري المحترمة

أرحب بك في منابر الخير . . عسى أن تكوني موفقة وتحصلين على المتعة والثقافة . .

قصتك هنا مليئة بالعاطفة والألم ، موضوعها جيد وكذلك سردها وطولها . .
قفلة النهاية كانت ضعيفة وبالإمكان أن تكون أقوى . .
عدم استخدام الفاصلة بين الجمل أضعف المتابعة . .
أدرج لك هنا نسخة معدلة قليلاً عن قصتك . . أرجو أن تعجبك وتعرفين الفروقات القائمة بينها وبين الأصل . .

تقبلي احترامي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **







في ليل شتاء قارص ، تجلس طفلةعند عتبة الباب ،تجمدت الدموع في عينيها ، التي فقدت الكثير من براءتها ،تراها منكسرة الفؤاد ، تهز الذكريات جسدها الهش النحيل، أطرافها تثلجت من برد ذكريات قاسية ، فتطوف بعينيها في أرجاء المكان لترى أحداث الماضي التعيس ، عاشت الكثير من أيام السعادة ، ولكن الحزن أظلم على نور حياتها ، إنها تتذكر ذلك اليوم المرير ، عندما استيقظت في الصباح كالعادة ،لتذهب لمساعدة أمها في تنظيف منزلهما الصغير المليء بالحب والعاطفة ، والفارغ من كثير من متطلبات العيش
الكريم ، فتحت نافذة غرفتها كعادتها كل صباح لتغزو أشعة الشمس غرفتها ،وتملؤها شغفا ًبالحياة ، فتقوست أهدابها وتغيرت نظرتها البريئة إلى نظرة مريبة ،رأت السماء ملبدة بالغيوم ، ليست سماؤها الصافية التي تراها كل يوم ، والحمام الأبيض الذي يتجول حول قريتها ،قد تحول الى طائرات حربية ،وشجرة الزيتون العملاقة التي كانت تطوف حولها، وترسم على أغصانها خرابيش طفولة غامضة ، قد سقطت وأسقطت معها ذكرياتها، فأغمضت عينيها ،لعل ماتشاهده كان حلماً ، و لكنها أدركت أن من يغزوها اليوم هو العدو الشرس ، الذي اعتادت ان ترى اعتداءاته كل يوم ، فأقفلت نافذتها وتوجهت الى المكان الذي يحميها دائما وتشعر بالأمان فيه ، إلى صدر أمها ، وهي مرتجفة خائفة ، ولكنها وجدت والدتها عند باب منزلهما ، قد ملأ الدم صدرها الدافىء ،فاسرعت فرح إليها وهي تنطق بكلمات لاتفهم ، لكن عينيها كانت تقول .... لا تتركيني وحيدة .... أنت الأمان ،
بينما كانت رائحة الدم تتسلل إليها لتؤكد لها أن أمها قد استشهدت ، كل هذه الاحداث مرت عندما كانت فرح في سبات عميق ، لم تشعر بأي شيء لأنها صماء لن تسمع مايدور حولها ، فلم تزعجها الصرخات في كل مكان ولا أصوات القنابل في ساعات الصمت لديها، كانت ساعات دمار حطمت كل الذكريات ، واستيقظت وهي تشاهد فيلما صامتا نهايته حزينة ، فنهضت من عتبة الباب وهي تمسح دموعها الساخنة في ليل الشتاء القارص، ودعت قريتها، ويممت وجهها إلى مخيم اللاجئين الذي يوجد به أناس يحملون نفس المعاناة ، عسى أن تتقوى بهم ، في حياتها البائسة.



*خولة العسيري*